داعش تعترف بتجنيد النساء عبر «الغراميات»

  • 10/27/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الحب والغراميات وتحقيق أمنيات بالزواج سبل تنظيم "داعش" في استقطاب فتيات مراهقات ونساء عبر مواقع التواصل الاجتماعي للالتحاق في صفوف التنظيم بالرقة والأنبار تمهيدا لرسم معالم الطريق الى خليفة "داعش" البغدادي وذلك من قبل منسقي "الهجرة" للنساء. كان ذلك بحسب ما كشفت عنه حسابات مختلفة من مقاتلي "داعش" وتبعا لما أورده أحدهم: "يا أنصاريات لا تستزلكن العواطف والأمنيات ومن يترقق لكن بالكلام خبيث خبيث فاتقين الله واحذرن الفتنة"، مستدلا بما أورده على شواهد مثبته لديه قائلا: "الموضوع به احراج لهن ويسبب لهم مشاكل وخاصة أنهن بنات كان كتبت لك أسماء بعضهم". جاء التأييد على نذير ووعيد "أبو عقيل" من قبل حساب "أم رواحة" قائلة: "أخي اقسم بالله كلام أبو عقيل صحيح واني شخصيا أعرف بعض الأخوات اللي تعرضوا لهكذا مواقف". ما أشار له "أبو عقيل" كان واضحا في أحد حسابات "داعش" والذي لا يعرف نسبة صاحبه إن كان رجلا أم امرأة يقول: "أتقدم بعرض نفسي للزواج ومبايعة أبو بكر البغدادي"، متابعا: "أي فتاة تريد زواجا ونفيرا تتواصل معي وشكرا". استغلال العلاقات الرومانسية من قبل الجماعات المتطرفة كان ما أكد عليه الدكتور عبد العزيز الهليل عضو لجنة المناصحة في حديثه مع "العربية.نت" حيث اعتبره وسيلة هامة لتجنيد الشباب والفتيات في صفوف الجماعات المقاتلة، قائلا: "جميع الجماعات المتطرفة تستغل الجانب العاطفي وهو الجانب الرئيسي"، مدللا على ذلك باعتمادهم على مقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية والصور والتي جميعها بهدف استفزاز مشاعر كامنة مختلفة. وأضاف الهليل: "يلعب داعش وغيره من جماعات على عامل اشباع الاحتياجات والترويج لذلك في خطابه الدعائي". مأزق "داعش" من تجنيد النساء جاء عقب فشل عدد منهن بالالتحاق بصفوف التنظيم وكشف مخططات عدد منهن وإفشالها من قبل أجهزة أمنية مختلفة، وبحسب اعتراف حساب آخر قائلا :"قرابة الخمسين أخت وقعن في الأسر في الآونة الأخيرة فمن بعثهن؟ ومن الذي نسق لهن؟". الأمر ذاته كان ما حذر منه المتحدث الاعلامي لتنظيم "البغدادي" والمدعو "ترجمان الأساورتي" قائلا: "لا يوجد منسق للنفير في تويتر واني أحذر أخواتي أولا أن يتقين الله وأن لا يقعن في شباك المخابرات ثم أحذر كل أخ من أن يتساهل في أمنياته". وحذر صاحب الحساب "أبو عقيل" من أسماهم بـ"الأنصار" من "الغزل والتغزل" بالنساء المؤيدات الالكترونيات لتنظيم "داعش" بعد مشاهداته لتبسط النساء مع عناصر تنظيم "داعش" عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قائلا: "أوصل بكم الأمر لهذا الحد تغازلون وتتغزلون وتفسقون وتفجرون أف لكم ولما تفعلون فما فرقكم عن أهل الفسوق والمجون أتشيعون الفاحشة وبالدين تتسترون". وقال: "والله هناك أمور أعجب منها وقصص أخجل منها وربي ليفضحنكم الله وهو الان فاضحكم لأنكم كذابون"، موجها بعد ذلك نذيره للمناصرات: "إن كنت زوجة شهيد أو أسير فاتق الله فلو كان زوجك عندك لقطع أناملك وأذهب بصرك فوالله لا خير في يوم جمعني بزوجتي ان فعلت مثلكن بعدي". وأضاف في قائمة تحذيراته اعترافه بالتحدث مع النساء: "كنت أتحدث مع الأخوات لسبب أو لاخر وقد أخطأت لكن والله لن أراسلهن الا لضرورة ماسة فان طبيعة النفس أن تزل بالاختلاط". تمكن الجماعات المتطرفة من استقطاب النساء عبر الرومانسيات والقصص الغرامية من خلال نافذة الجهاد والغطاء الشرعي ارجعه عضو لجنة المناصحة الى ما تعايشه بعض النساء والفتيات من ضغوط واجتماعية وظروف معيشيىة ومشاكل أسرية تلعب جميعها دورا في نجاح جهود استقطابها من قبل الجماعات المتطرفة دون اغفال ما هو قائم بحسب الدكتور عبد العزيز الهليل من "دوافع كامنة" باعتباره عاملا مكملا. اختلاط الانترنت بين عناصر "داعش" ومناصراته كان محمودا قبل أن تعود على التنظيم بشكل عكسي واختراق أمني ليعود عن فتواه بجواز خروج ونفير النسوة وحدهن مشترطا اليوم المحرم برفقتهن، بحسب ما دونه "سلطان سنجر" في مقالة له بعنوان "هجرة النساء بين التهور والتؤدة" حيث قال: "ﻻ تسمعي ﻷي طالب علم هنا في تويتر يوجب عليك النفير دون أمن الطريق وأمن الطريق الكامل مثله ينساك بعد القبض عليك ﻻبد أن يكون هناك محرم معك ﻷنه أءمن لك، وأذكى منك و أعقل ويحسن التصرف و اﻷخذ و الرد، ولن يخطوا خطوة حتى يعلم أين تقع رجله". وكشف "سنجر" في مقاله من أن استخدام الانترنت أمر محظور في منازل مقاتلي "داعش"، لافتا الى أن النساء في "داعش" لا يرخص لهن استخدام "الانترنت" سوى عقب "أمر وعلم من اﻷمنيين". وأضاف محذرا :"ﻻ تأخذي بكلام من ينسق لك وهي أخت حتى تعلمي كيف سمح لها باستخدام النت والتنسيق يكون بإذن من المكاتب المخصصة بالحدود ، وهي التي تتولى التنسيق فقطط". سقوط عدد من النساء في قبضة الأجهزة الأمنية دفعت مؤخرا "داعش" الى التعديل في استراتيجية تجنيد "النساء" ضمن ثلاثة بنود بداية بعدم التنسيق للخروج الى سوريا عن طريق ممن بايعن "البغدادي" والتحقن بصفوفه في العراق وسوريا واقتصار التنسيق مع مسؤولي التجنيد على الحدود التركية، إلى جانب عدم الخروج "سوى مع ذي محرم" واعتباره مطلبا مهم اليوم. استدراج النساء في صفوف "داعش" عبر الرومانسيات وبوابة الزواج حتى وقت قريب هو ما حذرت منه عناصر "داعش" اليوم بعد أن ظلت وسيلة ناجحة بغرض توريد نساء الى صفوف التنظيم وبالأخص من النساء الغربيات. أعاد ذلك اليوم ومن جديد احتفالية "داعش" في نوفمبر 2014 بزفاف شاعرته الحمصية "أحلام النصر" بعد نفيرها مباشرة الى سوريا بأحد قياديي التنظيم والمدعو بـ"أسامة الغريب" بعد أن جاء عقد قرانهما في محكمة "الرقة الاسلامية" مبكرا منذ إعلان "شاعرته" عن نجاح محاولة نفيرها الى سوريا والتي كانت مقيمة في إحدى الدول الخليجية قائلة: "نظرت الى تلك الديار من نافذة الطائرة وتمتمت لن أعود الا فاتحة باذن الله عز وجل". المثير أن "أبو أسامة الغريب" (نشأ في النمسا وانتقل بعد ذلك الى ألمانيا) من دفع "شاعرة داعش" الى النفير والاقتران به كان قد أصدر فتواه في حكم نفير النساء في مقالة له بعنوان "المحكم في هجرة المرأة من غير محرم"، قبل اطلاق سراحه من قبل السلطات الألمانية وانضمامه بعد ذلك الى صفوف التنظيم قائلا: "لم يفرق الشرع بين هجرة الرجل وهجرة المرأة ولم يرد نص شرعي واحد في منع هجرة النساء من غير محرم". وأضاف: "انصح أخواتي المهاجرات ان يأخذن بالأسباب فيبحثن عن الرفقة الصالحة، وأن لا يهاجرن الا بتنسيق مأمون وموثوق، وأن يحتسبن مايلاقين في طريقهن من جهد وعناء في سبيل الله".

مشاركة :