الرباط – أثار تطبيق “ألو ماي ستار” (Allo my star) جدلا واسعا في المغرب بعد الإعلان عن انطلاقه، وعبر عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عن رفضهم واستيائهم من الفكرة بعد تداول أسعار المحادثة مع بعض الفنانين التي قد تصل إلى مئات الدولارات لمدة 5 دقائق فقط. وتقوم فكرة هذا التطبيق الرقمي الجديد على إنشاء محادثات هاتفية للنجوم مع معجبيهم مقابل المال. وشارك في ترويجها عدد من الفنانين والمشاهير المغاربة، عبر نشر مقاطع فيديو ومنشورات تعرّف بخدمات التطبيق وتدعو المتابعين إلى الاشتراك فيه والتواصل معهم مقابل دفع أسعار خيالية. واعتبر بعض مستخدمي مواقع التواصل أن هذه طريقة جديدة للتسول، خاصة في هذه الظرفية التي أضحى فيها العديد من الفنانين المغاربة يعانون جراء وقف الأنشطة الفنية والحفلات والسهرات. ومن بين الفنانين المنضمين إلى التطبيق، الذي أثار جدلا واسعا في المغرب، المغنية ابتسام تسكت التي حددت مبلغ 1343 درهما (ما يعادل 150 دولارا) من أجل الحديث معها لمدة 5 دقائق، و2687 درهما (300 دولار) مقابل 15 دقيقة. وإلى جانب تسكت حدد الفنان بدر سلطان مبلغ 806 دراهم مقابل الحديث معه لمدة 5 دقائق، و1164 درهما مقابل 10 دقائق، و1612 درهما مقابل 15 دقيقة. وأعرب الصحافي المغربي صامد غيلان عن رفضه لهذا التطبيق من خلال منشور على حسابه الرسمي على إنستغرام، معتبرا أنه إهانة للفنان والجمهور. وقال “مع احترامي لجميع أصدقائي الفنانين، هل التطبيق الجديد إهانة للفنان، أم للجمهور؟ هل المبدع أصبح سلعة برضاه، أم أن الجمهور يستحمر عنوة؟ هل هو خطأ المسؤولين الذين تناسوا المبدع خلال كورونا؟ نعم الفكرة طبقت في الغرب، لكن ليس كل ما يأتي من هناك يصلح هنا”. وعلق الممثل ربيع القاطي على الضجة التي أثارها التطبيق المثير للجدل “ألو ماي ستار”، الخاص بالدردشة مع الفنانين، في حسابه الرسمي على إنستغرام: من جهته قال المخرج والممثل المغربي إدريس الروخ إن الغرض من مشاركته في هذا التطبيق هو تخصيص عائداته إلى الأعمال الخيرية، موضحا أنه “مواظب على فعل الخير سواء عبر هذا التطبيق أو بطرق أخرى”. في المقابل، كتب مغرد عبر حسابه على تويتر معبرا عن استيائه من فكرة التطبيق: ouamouss@ ذاك التطبيق المغربي المسمى “ألو ماي ستار” عليه أن يضيف خاصية مجانية للمغاربة، وهي “فردة الصباط” (Man’s shoe) مقاس 48، يرسلونها إلى أولئك الحمقى وأشباه الفنانين الذين يطلبون الاتصال بهم هاتفيا مقابل 1000 درهم، فتغير تاريخهم وجغرافيتهم وتقوي التفاعل مع جبهاتهم العريضة. وكتبت معلقة عبر حسابها على فيسبوك: وسخرت فرقة “بيتويناتنا” الموسيقية من التطبيق، وكتبت على صفحاتها: Betweenatna تاصلو بينا، نجاوبوكم فابور (اتصلوا بنا نقدّمْ لكم أجوبة مجانًا). #نحن-الآخرون. كما سخر الكوميدي المغربي خالد الشريف من التطبيق، وقال “أرجوكم من يتحدث الآن مع الستاتي (مغنٍ شعبي) فليُنهِ المكالمة، أريد أن أتحدث معه قليلاً”. يذكر أن التطبيق تم إطلاقه في شهر مارس الماضي على مواقع التواصل الاجتماعي إلا أنه لم يروج له إلا بعد أشهر، الأمر الذي أثار تساؤلات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بعد الكشف عن الأسعار المحددة لكل فنان. بالإضافة إلى ذلك فإن الفنانين المنخرطين في التطبيق هم من يحددون سعر المكالمات وتفاصيل تواصلهم مع الجمهور والإهداءات التي يتم تقديمها. وقال صاحب التطبيق “ألو ماي ستار” أيوب مرشيش إن التطبيق عبارة عن وسيط بين المشاهير ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتيح لمعجبي أي شخصية مشهورة فرصة الحديث معها، سواء عن طريق محادثات بالفيديو أو عن طريق فيديوهات تهنئة (ديديكاس) يتم تسجيلها من قبل المشاهير. ونقل موقع “كيفاش” المغربي عن مرشيش قوله إن التطبيق يوفر أيضا للفنانين فرصة لإبرام عقود والتعاقد مع شركات أو مستشهرين. وأبرز مرشيش أن فكرة التطبيق موجودة منذ أزيد من 5 سنوات في مناطق وبلدان كالولايات المتحدة والشرق الأوسط ودول أفريقية. واعتبر أن الضجة التي أثارها التطبيق عادية، وأن بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي حرّفوا مبدأ عمل التطبيق. وأكد المتحدث أن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي انتقدوا الأثمان المعروضة على التطبيق للحديث مع المشاهير، إذ اعتبروها باهظة. ووضح رمشيش أنه تم إلغاء خاصية محادثات الفيديو مع المشاهير نظرا للضغط الذي تعرضت له بسبب كثرة الطلب عليها، مع مراجعة الأسعار لتتماشى مع القدرة الشرائية للمغاربة. وبخصوص طريقة التعاقد مع المشاهير أوضح رمشيش أن إدارة التطبيق تواصلت مع بعض الفنانين ووافقوا، فيما يتصل البعض الآخر رغبة في الانضمام. وقال رمشيش إن “الهدف من التطبيق اجتماعي وليس ربحيا، حيث أغلبية المداخيل ستوهب للجمعيات الخيرية”. من جانبه قال خبير الإعلام الاجتماعي رياض السباعي، في تدوينة مطولة على حسابه في فيسبوك، إنّ التطبيق “عبارة عن نسخ/لصق للعديد من التطبيقات التي كان عليّ دراستها، في جميع أنحاء العالم وهي في الغالب نسخ سيئة للغاية، ليس وفقاً للمعايير التقنية ولكن من حيث القيمة الجيدة والحقيقية مقابل المال المدفوع”. وسخر “دفع 1500 درهم للتحدث لمدة 15 دقيقة إلى إدريس روخ، أو سلمى أقصبي، أو أي شخص غير قادر على ترتيب جملتين صحيحتين… هو آخر ما يمكن أن يفعله المغربي، ما لم يكن ثريًا، أو عميقًا؛ غبي، أو حتى كليْهما”!
مشاركة :