نيويورك في 23 سبتمبر/ وام / دعا أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى ضرورة العمل على إحداث التغييرات اللازمة في النظم الغذائية القائمة من أجل الناس وكوكب الأرض والازدهار وحذر من أن وباء كوفيد -19 جعل التحدي بهذا الشأن أكبر بكثير عما هو معتاد. وأوضح غوتيريش في بيان له أمام قمة الأمم المتحدة للأنظمة الغذائية التي نظمتها المنظمة الدولية أمس أن الجائحة أدت إلى تعميق التفاوتات بين الشعوب و أسهمت في تراجع الاقتصادات وإغراق الملايين في براثن الفقر المدقع وتزايد خطر شبح المجاعة في عدد متزايد من البلدان . ولفت إلى أن هذه النظم الغذائية المتبعة أثبتت أنها تولد ثلث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتسببت بنسبة 80% من فقدان التنوع البيولوجي. وقال إن "هناك مئات الملايين من الناس ينامون يوميا و بطونهم خاوية بينما ثلاثة مليارات شخص لا يستطيعون تحمل تكاليف نظام غذائي صحي.. و هناك ملياران يعانون من زيادة الوزن أو السمنة و مع ذلك يعاني 462 مليونا من نقص الوزن وما يقرب من ثلث الطعام المنتج يتم فقدانه أو هدره". و سلط الأمين العام للأمم المتحدة الضوء على ثلاثة مجالات رئيسية للعمل الدولي بهذا الشأن وهي الإستجابة للحاجة لأنظمة غذائية متنوعة تدعم صحة و رفاهية جميع الناس وثانيا الإستجابة لحاجة العالم للأنظمة الغذائية التي تحمي الكوكب، وتوفر الطعام لعدد متزايد من سكان العالم مع حماية البيئة والسلام.. داعيا في هذا الصدد الدول للمشاركة في مؤتمر الأطراف COP26 في غلاسكو بخطط جريئة وهادفة للوفاء بوعد اتفاق باريس. و قال : " أما ثالث المجالات فإنه يتمثل في الإستجابة العالمية لنظم غذائية تدعم الازدهار.. ليس فقط ازدهار الشركات والمساهمين بل أيضا ازدهار المزارعين والعاملين في مجال الغذاء" لافتا في هذا السياق إلى بلايين الناس حول العالم الذين يعتمدون على هذه الصناعة في معيشتهم. و نوه الأمين العام إلى أن هذه الأنظمة تمثل 10% من الاقتصاد العالمي، وبالتالي يمكن أن تكون محركا قويا للتعافي الشامل والعادل من كوفيد-19. و دعا الحكومات كافة إلى تغيير نهجها بشأن الإعانات الزراعية و دعم العمالة .. و أكد الحاجة إلى إعادة التفكير في الطريقة التي يتم بها تقييم الطعام وقال : " ليس فقط كسلعة يتم التجارة بها بل كحق يتقاسمه كل شخص".. مؤكدا أن الأمم المتحدة ستواصل تحقيق هذا الهدف مع المجتمع الدولي.. وحث المزيد من الشركات على الانضمام إلى العمل وشدد على أن صوت المجتمع المدني بحاجة إلى مواصلة الضغط من أجل التغيير.
مشاركة :