صفحة مثيرة طويت من التاريخ البيئي

  • 9/24/2021
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في‭ ‬منتصف‭ ‬السبعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬المنصرم،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬قبل‭ ‬45‭ ‬عاماً،‭ ‬عندما‭ ‬كنتُ‭ ‬طالباً‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬تكساس‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬كنت‭ ‬ألاحظ‭ ‬في‭ ‬محطات‭ ‬المحروقات،‭ ‬أو‭ ‬محطات‭ ‬تزويد‭ ‬السيارات‭ ‬بوقود‭ ‬الجازولين‭ ‬وجود‭ ‬عدة‭ ‬خراطيم‭ ‬خاصة‭ ‬بالمضخات‭ ‬المستعملة‭ ‬لملء‭ ‬الجازولين‭ ‬في‭ ‬السيارات،‭ ‬ومكتوب‭ ‬على‭ ‬أحدها‭ ‬جازولين‭ ‬بدون‭ ‬رصاص‭ (‬unleaded‭ ‬gasoline‭)‬،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المضخات‭ ‬تكون‭ ‬ذات‭ ‬لونٍ‭ ‬مختلف‭ ‬عن‭ ‬المضخات‭ ‬الأخرى‭.‬‮ ‬ وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬لم‭ ‬أفهم‭ ‬المقصود‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المصطلح‭ ‬العلمي‭ ‬التجاري،‭ ‬ولم‭ ‬أدرك‭ ‬دلالات‭ ‬بيع‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬وقود‭ ‬السيارات‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬السبعينيات،‭ ‬ولم‭ ‬أستوعب‭ ‬الأبعاد‭ ‬البيئية‭ ‬والصحية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬الكبيرة‭ ‬لمثل‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الجازولين‭ ‬الخالي‭ ‬من‭ ‬الرصاص،‭ ‬فهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الوقود‭ ‬الجديد‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬موجوداً‭ ‬كلياً‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬بل‭ ‬وإن‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بدون‭ ‬استثناء‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تعرف‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الوقود‭ ‬ومردوداته‭ ‬الإيجابية‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬العامة،‭ ‬وبخاصة‭ ‬صحة‭ ‬الأطفال‭.‬ ففي‭ ‬مطلع‭ ‬العشرينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬المنصرم‭ ‬أدخل‭ ‬الإنسان‭ ‬نوعاً‭ ‬جديداً‭ ‬من‭ ‬الجازولين،‭ ‬وأُطلق‭ ‬عليه‭ ‬الجازولين‭ ‬بالرصاص‭ (‬leaded‭ ‬gasoline‭)‬،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الوقود‭ ‬نعمة‭ ‬عظيمة‭ ‬لرفع‭ ‬أداء‭ ‬السيارات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تطوير‭ ‬وتحسين‭ ‬نوعية‭ ‬وقود‭ ‬الجازولين،‭ ‬فإضافة‭ ‬مركبات‭ ‬الرصاص‭ ‬العضوية،‭ ‬مثل‭ ‬رباعي‭ ‬إيثيل‭ ‬الرصاص‭ ‬ورباعي‭ ‬ميثيل‭ ‬الرصاص‭ ‬كانت‭ ‬مهمة‭ ‬جداً‭ ‬لرفع‭ ‬كفاءة‭ ‬الوقود،‭ ‬والمعروف‭ ‬علمياً‭ ‬برقم‭ ‬الأوكتان،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تحسين‭ ‬عمل‭ ‬السيارة‭ ‬وأدائها‭ ‬أثناء‭ ‬الطريق‭.‬ ولكن‭ ‬لم‭ ‬يعلم‭ ‬الإنسان‭ ‬كعادته‭ ‬بأنه‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬الزمنية‭ ‬التي‭ ‬أدخل‭ ‬فيها‭ ‬الوقود‭ ‬الذي‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬الرصاص،‭ ‬قد‭ ‬غرس‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬بذرة‭ ‬خبيثة‭ ‬في‭ ‬تربة‭ ‬الأرض،‭ ‬ورعاها‭ ‬وحماها‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬حتى‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬شجرة‭ ‬شوكية‭ ‬عقيمة،‭ ‬وأعطت‭ ‬ثمراً‭ ‬حنظلاً‭ ‬فاسداً‭ ‬ومدمراً‭ ‬لصحة‭ ‬الإنسان‭. ‬فالإنسان‭ ‬عندما‭ ‬أضاف‭ ‬الرصاص‭ ‬إلى‭ ‬الوقود‭ ‬كان‭ ‬شغله‭ ‬الشاغل‭ ‬ينصب‭ ‬فقط‭ ‬نحو‭ ‬تحسين‭ ‬أداء‭ ‬الجازولين‭ ‬في‭ ‬السيارة‭ ‬ورفع‭ ‬كفاءة‭ ‬وأداء‭ ‬المحرك،‭ ‬ونسي‭ ‬كلياً‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬الرصاص‭ ‬عندما‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي،‭ ‬وأهمل‭ ‬كلياً‭ ‬الجانب‭ ‬المتعلق‭ ‬بتصرف‭ ‬هذا‭ ‬السم‭ ‬عندما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬الإنسان‭ ‬بعد‭ ‬انطلاقه‭ ‬من‭ ‬عوادم‭ ‬السيارات،‭ ‬والأضرار‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬تنجم‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬فهو‭ ‬بذلك‭ ‬حل‭ ‬مشكلة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭ ‬وخلق‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬مشكلات‭ ‬كبيرة‭ ‬معقدة‭ ‬ومتشابكة‭ ‬منها‭ ‬بيئية،‭ ‬وصحية،‭ ‬واجتماعية‭. ‬ فبعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الوقود،‭ ‬وتغلغل‭ ‬الرصاص‭ ‬وتجذره‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي،‭ ‬وفي‭ ‬التربة،‭ ‬والنبات‭ ‬والحيوان،‭ ‬وتراكمه‭ ‬في‭ ‬أعضاء‭ ‬جسم‭ ‬الإنسان،‭ ‬تأكد‭ ‬للعلماء‭ ‬وأجمعوا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أضرار‭ ‬استعماله‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬منافعه،‭ ‬وسلبياته‭ ‬تفوق‭ ‬إيجابياته،‭ ‬وأن‭ ‬المفاسد‭ ‬التي‭ ‬تنجم‭ ‬عنه‭ ‬أشد‭ ‬وطأة‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬المصالح‭ ‬التي‭ ‬يحصل‭ ‬عليها،‭ ‬بل‭ ‬واكتشف‭ ‬الإنسان‭ ‬الآن‭ ‬بأن‭ ‬ملوثات‭ ‬الرصاص‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تنبعث‭ ‬من‭ ‬عوادم‭ ‬السيارات‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬الثلاثينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬المنصرم‭ ‬مازالت‭ ‬تسرح‭ ‬وتمرح‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي‭ ‬وفي‭ ‬غبار‭ ‬وتربة‭ ‬الشوارع‭ (‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬راجع‭ ‬مقالي‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬17‭ ‬يوليو‭ ‬2021‭ ‬في‭ ‬أخبار‭ ‬الخليج‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬التلوث‭ ‬لا‭ ‬يموت‭)‬،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬سموم‭ ‬الرصاص‭ ‬تبقى‭ ‬في‭ ‬مكونات‭ ‬بيئتنا‭ ‬الحية‭ ‬وغير‭ ‬الحية،‭ ‬وتمكث‭ ‬في‭ ‬أجسامنا‭ ‬خالدة‭ ‬مخلدة‭ ‬فيها‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬إزالة‭ ‬الرصاص‭ ‬من‭ ‬جازولين‭ ‬السيارات‭.‬ فهذا‭ ‬الوضع‭ ‬الصحي‭ ‬المأساوي‭ ‬اضطر‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬التفكير‭ ‬ملياً‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬الرصاص‭ ‬في‭ ‬وقود‭ ‬السيارات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬واتفق‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬العلم‭ ‬والسياسة‭ ‬والحُكم‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬سوياً‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬الرصاص‭ ‬في‭ ‬الجازولين‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭ ‬وبدون‭ ‬رجعة،‭ ‬حيث‭ ‬أعلن‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للبيئة،‭ ‬والذي‭ ‬مقره‭ ‬في‭ ‬نيروبي‭ ‬في‭ ‬الثلاثين‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬بأن‭ ‬آخر‭ ‬شحنة‭ ‬من‭ ‬الجازولين‭ ‬الذي‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬الرصاص‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬يوليو،‭ ‬ولذلك‭ ‬صرحت‭ ‬المديرة‭ ‬التنفيذية‭ ‬للبرنامج‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬قائلة‭: ‬‮«‬يُعد‭ ‬نجاح‭ ‬فرض‭ ‬حظر‭ ‬الجازولين‭ ‬المحتوي‭ ‬على‭ ‬الرصاص‭ ‬منعطفاً‭ ‬كبيراً‭ ‬للصحة‭ ‬العالمية‭ ‬والبيئة‮»‬‭. ‬كذلك‭ ‬نظراً‭ ‬لأهمية‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬السياسية‭ ‬والأمنية‭ ‬فقد‭ ‬بعث‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬جاء‭ ‬فيها‭: ‬‮«‬نحن‭ ‬نحتفل‭ ‬اليوم‭ ‬بمنعطفٍ‭ ‬للتعددية،‭ ‬ويتمثل‭ ‬في‭ ‬تتويج‭ ‬جهد‭ ‬عالمي‭ ‬مشترك‭ ‬لتخليص‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬الرصاص‭ ‬في‭ ‬الجازولين‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعد‭ ‬تهديداً‭ ‬رئيساً‭ ‬لصحة‭ ‬الإنسان‭ ‬والكوكب‭. ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬الدولي‭ ‬يأتي‭ ‬بعد‭ ‬عشرين‭ ‬عاماً‭ ‬من‭ ‬قيادة‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للبيئة‭ ‬لمبادرة‭ ‬شارك‭ ‬فيها‭ ‬القطاعان‭ ‬العام‭ ‬والخاص‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أضاف‭ ‬قائلاً‭: ‬‮«‬إنهاء‭ ‬استخدام‭ ‬الجازولين‭ ‬المحتوي‭ ‬على‭ ‬الرصاص‭ ‬سيمنع‭ ‬موت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬إنسان‭ ‬سنوياً‭ ‬موتاً‭ ‬مبكراً‭ ‬بسبب‭ ‬أمراض‭ ‬القلب‭ ‬والسرطان،‭ ‬كما‭ ‬يحمي‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬التلف‭ ‬الذي‭ ‬سببه‭ ‬الرصاص‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬العقلية‮»‬‭. ‬كذلك‭ ‬أكد‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬بيانه‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬الثلاثين‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬أنه‭: ‬‮«‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعيد‭ ‬التزامنا‭ ‬هذا‭ ‬لإنهاء‭ ‬الأزمة‭ ‬الثلاثية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬والتنوع‭ ‬الحيوي،‭ ‬والتلوث‮»‬‭. ‬ فبهذا‭ ‬الحدث‭ ‬التاريخي‭ ‬اليوم‭ ‬يكون‭ ‬الإنسان‭ ‬قد‭ ‬طوى‭ ‬صفحة‭ ‬من‭ ‬المعاناة‭ ‬البشرية‭ ‬البيئية‭ ‬والصحية‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬تسعة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬فأدخل‭ ‬الآن‭ ‬وقود‭ ‬الجازولين‭ ‬الذي‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬الرصاص‭ ‬في‭ ‬كتب‭ ‬التاريخ‭ ‬البيئي‭ ‬المعاصر‭.‬ ولكن‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬شخصياً‭ ‬أعتبره‭ ‬انجازاً‭ ‬متأخراً‭ ‬جداً،‭ ‬فقد‭ ‬سمحنا‭ ‬بأيدينا‭ ‬وبمعرفتنا‭ ‬لهذا‭ ‬الملوث‭ ‬العصيب،‭ ‬وهو‭ ‬عنصر‭ ‬الرصاص‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬خاصية‭ ‬التراكم‭ ‬والتضخم‭ ‬في‭ ‬بيئتنا‭ ‬الحية‭ ‬وغير‭ ‬الحية‭ ‬وفي‭ ‬أجسامنا،‭ ‬أن‭ ‬ينبعث‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬مصدر‭ ‬لهذا‭ ‬الرصاص‭ ‬وهو‭ ‬السيارات‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي،‭ ‬وسمحنا‭ ‬نحن‭ ‬أيضاً‭ ‬لهذا‭ ‬الملوث‭ ‬الخطير‭ ‬أن‭ ‬ينتشر‭ ‬في‭ ‬بيئتنا‭ ‬ويتفشى‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬أعضاء‭ ‬أجسامنا،‭ ‬وسيبقى‭ ‬معنا‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬قرار‭ ‬التخلص‭ ‬منه‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬لا‭ ‬يعلمها‭ ‬إلا‭ ‬الله،‭ ‬فبالرغم‭ ‬من‭ ‬إجماع‭ ‬العلماء‭ ‬منذ‭ ‬الخمسينيات،‭ ‬أي‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سبعين‭ ‬عاماً،‭ ‬على‭ ‬التهديدات‭ ‬الصحية‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬يمثلها‭ ‬الرصاص‭ ‬لنا‭ ‬جميعاً،‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬لم‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬التخلص‭ ‬منه‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أوقع‭ ‬ضحايا‭ ‬بشرية‭ ‬بلغت‭ ‬حسب‭ ‬التقديرات‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬ثلاثين‭ ‬مليون‭ ‬إنسان،‭ ‬وخسارة‭ ‬مالية‭ ‬كُنا‭ ‬نتكبدها‭ ‬سنوياً‭ ‬تقدر‭ ‬بنحو‭ ‬2‭.‬44‭ ‬تريليون‭ ‬دولار،‭ ‬علماً‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الخسائر‭ ‬البشرية‭ ‬والمالية‭ ‬لن‭ ‬تنتهي‭ ‬كلياً‭ ‬وإنما‭ ‬ستنخفض‭ ‬تدريجياً‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭.‬‮ ‬‭ ‬ فعلى‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬ممثلاً‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬يفكر‭ ‬بآليات‭ ‬جديدة‭ ‬أكثر‭ ‬فاعلية،‭ ‬وأشد‭ ‬ضغطاً‭ ‬وتأثيراً‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬المعنية‭ ‬والمسؤولة‭ ‬عن‭ ‬تلوث‭ ‬وتدمير‭ ‬كوكبنا‭ ‬منذ‭ ‬قرنين‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬وعلى‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬أن‭ ‬يبدع‭ ‬في‭ ‬استحداث‭ ‬وسائل‭ ‬ترفع‭ ‬من‭ ‬سقف‭ ‬محاسبة‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬والصناعية‭ ‬التي‭ ‬تقدَّمت‭ ‬وتطورت‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬صحتنا‭ ‬وسلامة‭ ‬كوكبنا،‭ ‬ومازالت‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬اعتبار‭ ‬مشهود‭ ‬وملموس‭ ‬لصحة‭ ‬بيئتنا‭ ‬واستدامة‭ ‬عطاء‭ ‬مواردنا‭ ‬وثرواتنا‭ ‬الفطرية‭ ‬الطبيعية‭.‬‮ ‬‭ ‬‮ ‬ bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh

مشاركة :