اليوم الوطني الـ 91 عهد المبادرات والتمكين للمرأة السعودية

  • 9/23/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يوم الثالث والعشرون من سبتمبر عام ١٩٣٢م هو اليوم الذي أصدر فيه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه المرسوم الملكي بإعلان اسم المملكة العربية السعودية التي وحد أرجائها وتحولت بفضل الله ثم بعزيمة قادتها وشغف مواطنيها إلى دولة غيرت وجه الجزيرة العربية من الفرُقة والجهل والفقر وانعدام الأمن إلى دولة حديثة آمنة مستقرة لفتت أنظار العالم وجعلت دول العالم الكبرى تتسابق على الاعتراف بها وإقامة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معها، وها نحن نحتفل بالذكرى الـ ٩١ لهذا اليوم المبارك ذكرى مولد الأمة السعودية المباركة. حق لنا أن نحتفل كل عام بذكرى اليوم الوطني لهذا الوطن الاستثنائي المملكة العربية السعودية، إنها وحدة فريدة وحدت القلوب وحولت العداء إلى أُلفة ومحبة والخوف إلى أمن وأمان والتخلف إلى تطور ونماء، لقد أرسى الملك المؤسس رحمه الله دعائم هذه الوحدة الفريدة في عالم مضطرب، وفِي زمن يفتقر إنسان هذه الجزيرة إلى أبسط مقومات الحياة، وبفضل الله تحولت المملكة العربية السعودية إلى واحة من الأمن والاستقرار والرفاه وإلى مقصد للملايين من مختلف دول العالم للعمل وكسب لقمة العيش. وفِي هذا العام تحل الذكرى الـ ٩١ لليوم الوطني والعالم أجمع يعاني من تداعيات كوفيد-١٩ اقتصاديًا وصحيًا إلا أن المملكة بفضل الله ثم بفضل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، اتخذت العديد من القرارات والمبادرات التي خففت من آثار هذه الجائحة، وجعلت المملكة مثالًا يحتذى في معالجتها الناجعة، وتعاملها الفعَّال مع الحدث. إننا في المملكة العربية السعودية نقطف ثمار القرارات الهامة والتاريخية، والخطوات التطويرية غير المسبوقة، قرارات وخطوات تسابق الزمن لتحقق رؤية المملكة ٢٠٣٠، وكما قال مهندس الرؤية، محفز الشباب وممكنهم ولي العهد حفظه الله (همة السعوديين مثل جبل طويق). لقد أصبحت المملكة وما تشهده من قفزات كبيرة في شتى المجالات، حديث العالم، ومحل إشادة وثناء المنصفين. إن انعكاسات القرار الحازم بتنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على البترول كمصدر وحيد للدخل بدأت تؤتي ثمارها، فعلى الرغم مما عانته اقتصاديات العالم من آثار جائحة كورونا التي شلت الصناعة والاقتصاد بشكل عام وخفضت الطلب على البترول بصورة غير مسبوقة، تمكنت المملكة من تخطي الأزمة، وحرصت على تخفيف آثارها بحزم عديدة لدعم الاقتصاد السعودي، والتخفيف على قطاع الأعمال، وعدم تأثر السعوديين العاملين في القطاع الخاص. وتمضي المملكة بخطى واثقة في محاربة الفساد وتنفيذ رؤية 2030 ومشاريعها العملاقة. فمنذ تولي خادم الحرمين -حفظه الله- مقاليد الحكم في المملكة توالت المبادرات والقرارات والأوامر الخيّرة التي تستهدف الرفع من شأن المرأة السعودية وجعلها شريكًا أساسيًا في برامج التنمية. وصدرت التشريعات الممكنة للمرأة في الصحة والتعليم والمجتمع والاقتصاد والسياحة والترفيه والتقنية. وزادت فرص ومجالات عمل المرأة السعودية، حيث عمل النساء في أقسام وفروع المنشآت الخاصة وتم زيادة الطاقة الاستيعابية للتدريب التقني والمهني والبرامج الصحية وبرامج التوظيف الالكتروني للمرأة، كل ذلك أتى انطلاقًا من رؤية المملكة ٢٠٣٠ وبرامجها حيث حظي ملف المرأة باهتمام كبير من سمو ولي العهد، وذلك بتخصيص أحد أهداف الرؤية لضمان زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل، وتم تطوير التشريعات التنظيمية التي تدعم عمل المرأة في سوق العمل، ومن هذا المنطلق تسارعت خطوات المرأة السعودية نحو التمكين بفضل صدور العديد من القرارات والتشريعات والأنظمة التي تعزز مكانتها في المجتمع، وبذلك أصبحت شريكًا فعالًا في التنمية الوطنية في جميع المجالات: الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية وغيرها وعلى جميع المستويات، حيث هدفت رؤية المملكة ٢٠٣٠ إلى رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من ٢٢٪ الى ٣٠٪ . إلا أن مشاركة المرأة ارتفعت في عام ٢٠٢٠ إلى ٣١.٨٪ متجاوزين بذلك مستهدف الرؤية كما بلغت نسبة النساء في المناصب الإدارية المتوسطة والعليا ٣٠٪ في القطاعين العام والخاص في عام ٢٠٢٠، وبات تمكين المرأة أولوية في سياسة الحكومة، حيث خطت القطاعات المختلفة خطوات جادة لتحقيق هذا الهدف عن طريق التوسع في توظيف المرأة في مختلف المجالات التي كانت محصورة على الرجال، مما أسهم في إحداث قفزة في انخفاض أرقام البطالة بين النساء، فقد كان معدلها بينهن ٣٤٪، عند إعلان الرؤية ٢٠١٦، واليوم تراجعت إلى ٢١٪، أي أن نسبة التراجع بلغت ١٣ في المئة، في الربع الأول من ٢٠٢١، ويعد ملف معالجة البطالة من أولويات ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، حيث يتطلع إلى أن يحظى كل مواطن ومواطنة بالوظيفة اللائقة. وقد أشار إلى أن المستهدف تخفيض معدل البطالة إلى ما بين أربعة وسبعة في المئة، كمعدل طبيعي قبل ٢٠٣٠ إن شاء الله. مما يعكس جدية الدولة ورغبة المرأة السعودية في المشاركة بفاعلية في تنمية وطنها، إن المرأة السعودية تعيش عصرها الذهبي، ترى طموحاتها تتحقق ولا حدود لتطلعاتها المستقبلية، لقد حققت رؤية ٢٠٣٠ نقلة نوعية في عمل القطاع الحكومي والخاص نتج عنه مشاركة فاعلة للمرأة على مختلف المستويات أدت إلى زيادة في الإنتاجية، وانعكست بشكل إيجابي على اقتصاد المملكة. وقد ركزت المملكة خلال رئاستها قمة مجموعة العشرين على مبادرة تمكين المرأة وتعزيز تقدمها وتمثيلها الاقتصادي، وعملت المملكة مع جميع أعضاء مجموعة العشرين على تمكين المرأة بهدف معالجة القضايا المرتبطة بها على المستوى العالمي، مع التركيز على النساء والشباب وتمكينهم من العيش الكريم والعمل والازدهار. ومع تنامي دور المرأة نجد بروزها في المجالات الثقافية والإبداعية فكان لها الدور الفعال في الهيئات التي استحدثتها وزارة الثقافة دعمًا لمقومات جودة الحياة، وعلى الصعيد الرياضي نجد أن رؤية ٢٠٣٠ حولت الاهتمام بالرياضة النسائية إلى اهتمام مؤسسي وشهد نقلة نوعية على مختلف الأصعدة. وتوجت برامج الرؤية ومبادراتها التنفيذية بإعلان الرياض عاصمة المرأة العربية٢٠٢٠ تحت شعار المرأة وطن وطموح. إن تمكين المرأة وإزالة العقبات التي تقف أمام مشاركتها البناءة في خدمة الوطن وثقة القيادة فيها والذي ترجم بتعيينهن في العديد من المواقع الهامة، يعد علامة فارقة في تاريخ المملكة الحديث. وفي هذا اليوم المجيد نؤكد على الدور القيادي للمملكة على الصعيد الدولي في مجموعة العشرين ومنظمة المؤتمر الإسلامي وغيرها، وتتواصل جهود المملكة الإنسانية على مستوى العالم من خلال ما يقدمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من دعم ومساندة للشعوب المحتاجة، كل ذلك دليل على دور المملكة الريادي وصدارتها على المستوى الدولي والإسلامي والعربي، حفظ الله المملكة العربية السعودية، وحفظ قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وأدام علينا الأمن والرخاء والازدهار، وكل عام ووطن العزة والإباء بخير ونماء وازدهار في ظل قيادتنا الحكيمة.

مشاركة :