حققت أسهم مجموعة "إيفرغراند" العقارية الصينية المتعثرة مكاسب قوية في بورصة هونغ كونغ أمس، على الرغم من استمرار المخاوف من التخلف عن سداد التزاماتها. وقفزت أسهم المجموعة بأكثر من 30 في المئة في بداية التداولات، لكنها أنهتها على ارتفاع بنحو 17 في المئة عند 2.66 دولار من عملة هونغ كونغ "0.30 دولار أميركي". ووفقاً لمراقبين، فإن المستثمرين يتفاعلون مع إعلان صدر في اليوم السابق، وقالت فيه المجموعة، إنها تمكنت من التوصل لترتيب يتيح لها بعض الوقت. من جهته، قال جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي مساء أمس الأول، إن مشاكل ديون العملاق العقاري الصيني "إيفرغراند" يبدو أنها تخص الصين إلى حد كبير، وإنه لا يرى نظيراً لها في قطاع الشركات في الولايات المتحدة. وأبلغ باول مؤتمراً صحافياً عقب اختتام اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي أن تخلف شركات أميركية عن سداد التزاماتها المالية هو احتمال منخفض جداً حالياً. وأضاف أنه لا يوجد انكشاف مباشر كبير للشركات الأميركية على مشاكل "إيفرغراند"، لكن يوجد قلق بأنها قد تؤثر على قنوات الثقة العالمية. وكانت مجموعة "إيفرغراند" أعلنت أمس الأول، أنها توصلت إلى اتفاق مع دائنين بشأن مدفوعات فائدة لسندات متداولة في شنتشن جنوبي الصين، التي كان من المقرر أن تستحق أمس. وكانت بورصة هونغ كونغ مغلقة أمس بسبب عطلة رسمية. لكن لا تزال هناك حالة من عدم اليقين لأن المجموعة لم تعط أي تفاصيل بشأن سندات في الخارج مقومة بالدولار تستحق عنها هي الأخرى فوائد بملايين الدولارات اليوم الخميس. من المقرر أن تستحق فائدة سندات أخرى بملايين الدولارات في 29 سبتمبر. تجدر الإشارة إلى أن المجموعة عليها ديون تتجاوز 300 مليار دولار. ويخشى مستثمرون من عدم قدرتها على سداد التزاماتها. وتحتاج المجموعة إلى جمع أموال لسداد مستحقات بنوك وموردين وحاملي سندات في موعدها. كما أن عليها ديوناً بمليارات الدولارات لمستثمرين صغار، بينهم كثير من الموظفين. وكتب رئيس المجموعة شو جيانين الثلاثاء الماضي للموظفين لتشجيعهم، قائلاً، إنه يؤمن إيماناً راسخاً بإمكانية التغلب على "أحلك اللحظات". وأضاف أن الشركة ستظل مسؤولة تجاه مشتري المنازل والمستثمرين والشركاء والمؤسسات المالية. ونقلت وكالة رويترز أمس عن رئيس مجلس إدارة مجموعة إيفرغراند الصينية قوله، إن الأولوية القصوى للشركة هي مساعدة المستثمرين على استرداد أموالهم، على الرغم من استمرار التساؤلات حول ما إذا كان المطور الصيني المحاصر سيدفع الفائدة المستحقة على السندات المقومة بالدولار أمس. كما ارتفعت أسهم شركات تطوير العقارات الصينية الأخرى المدرجة في هونغ كونغ، إذ قفز سهم China Vanke بنسبة 4.49 في المئة، بينما ارتفع Sun Hung Kai بنسبة 2.76 في المئة. وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسهم HSBC المدرجة في هونغ كونغ بنسبة 2.45 في المئة. جاءت هذه المكاسب بعد أن قال الرئيس التنفيذي لبنك HSBC إنه لا يرى تأثيراً مباشراً لمشاكل ديون إيفرغراند على البنك. فيما ارتفع مؤشر MSCI لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 0.82 في المئة. على صعيد متصل، باعت "تشاينيز إستايتس هولدينغز" Chinese Estates Holdings وهي ثاني أكبر مساهمي "تشاينا إيفرغراند" حصة في شركة التطوير العقاري المثقلة بالديون بقيمة 32 مليون دولار تقريباً، وتخطط للتخارج بالكامل من الشركة. وفي بيان لبورصة هونغ كونغ أمس، أوضحت الشركة أنها باعت 108.9 ملايين سهم في "إيفرغراند" مقابل 246.5 مليون دولار هونغ كونغ "31.7 مليون دولار" خلال الفترة من الثلاثين من أغسطس وحتى الحادي والعشرين من سبتمبر. وقد تبيع شركة العقارات حصتها المتبقية في "إيفرغراند" البالغة 751.1 مليون دولار، مبينة أنها قد تخسر حوالي 9.5 مليارات دولار هونغ كونغ في حال باعت كامل الأسهم. وحسبما نقلت "رويترز"، أوضحت "تشاينيز إستايتس" في وثائق لبورصة هونغ كونغ: المديرون حذرون وقلقون بشأن التطور الأخير لـ "تشاينا إيفرغراند غروب"، بما في ذلك إفصاح معين قدمته الشركة بشأن السيولة. تسببت المخاوف تجاه أزمة "إيفرغراند" في إثارة عمليات البيع في سوق سندات آسيوية مقومة بالدولار بقيمة 428 مليار دولار، مما يشير إلى كيفية انتشار المخاوف بشأن مطور العقارات الصيني على نطاق أوسع. ووفقاً لبيانات "آيس داتا سيرفسز إندكس" Ice Data Services index التي نقلتها "فاينانشال تايمز"، فإن العائد على السندات المقومة بالدولار، التي أصدرها المقترضون الآسيويون مرتفعوا المخاطر -الجهة التي قد يعتبرها المُقرض أو الدائن على أنها من المرجح أن تتخلف عن سداد قرضه - 12 في المئة هذا الأسبوع، وهي أعلى وتيرة منذ بداية جائحة "كورونا". وهناك مخاوف من إخفاق أكبر مطور عقاري في الصين في سداد مدفوعات الفائدة المستحقة على أحد سنداته الدولارية، مما يعمق من الأزمة التي تعيشها الأسواق منذ مطلع الأسبوع الجاري. وقال "نويل كوين" المدير التنفيذي لـ"إتش إس بي سي"، إنه سيكون من السذاجة الاعتقاد بأن الاضطراب الحالي في سوق العقارات لن يكون له تأثير ثانٍ وثالث، وبشكل خاص في أسواق رأس المال والسندات.
مشاركة :