الشهداء الأبرار من أسرة آل سعود.. في حروب التأسيس والتوحيد والدفاع - إبراهيم بن سعد الماجد

  • 9/24/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

(إن ما تحقق خلال أكثر من 300 سنة مضت عبر مراحل الحكم السعودي الثلاث لم يكن ليتم لولا توفيق الله تعالى ثم جهود الرجال الذين نذروا أنفسهم لتعزيز الوحدة والتوحيد والدفاع عنهما؛ إذ كان الثمن أرواحًا طاهرة قدموها برضا واحتساب، وإنه لمن دواعي فخر أهل هذه البلاد أن الحاكم والمحكوم كانوا في خندق واحد، وكان أئمة البلاد وحكامها في طليعة الصفوف ومقدمة الجيوش، يشهد على ذلك ما سطَّره المؤرخون وحفظه الرواة من أسماء الشهداء الأبرار من أسرة آل سعود -رحمهم الله- عبر تلك المراحل، حيث تمَّ رصد ما يزيد عن خمسين شهيداً عدا عمَّن نذر نفسه لقيادة البلاد من حكامها وملوكها، وكانوا يفتدونها بالغالي والنفيس، ينطبق عليهم قول الحق تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} (الأحزاب23)). - من مقدمة الكتاب-. الدولة السعودية بمراحلها الثلاث، الأولى فالثانية فدولة توحيد وتأسيس المملكة العربية السعودية على يديّ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - يطيب الله ثراه - كل هذه الدول، لم تأت على طبق من ذهب، بل كان فيها الجهاد وبذل الأرواح قبل الأموال، من أجل بناء دولة التوحيد.. دولة تقيم دين الله، وتحمي مقدسات المسلمين، وتكرم ضيوف الرحمن. هذه الدول الثلاث، كان رجالها أبناء هذه الأرض من حاضرة وبادية، ومعهم قادتهم آل سعود جنبًا إلى جنب، لهم ما لهم وعليهم ما عليهم. الأمير الباحث المحقق الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، بثاقب رؤيته سلَّط الضوء على شهداء الدول الثلاث من أسرة آل سعود الكرام، في كتاب صدر متزامنًا مع اليوم الوطني 91، وذلك من أجل أن يتعرَّف الجيل الحاضر وبشكل مبسط على هذه اللحمة الوطنية الضاربة في عمق التاريخ. يذكر سموه في هذا الكتاب أن عدد من استشهد من أسرة آل سعود في الدولة السعودية الأولى بلغ 25 شهيدًا - رحمهم الله - وفي الدولة السعودية الثانية كان عدد شهداء آل سعود عشرة شهداء - رحمهم الله - وفي مرحلة استعادة الحكم على يدي الملك عبدالعزيز - رحمه الله - مرحلة تأسيس المملكة العربية السعودية تم استشهاد عشرة رجال من أسرة آل سعود. هذا يؤكد على اللحمة الوطنية الممتدة لأكثر من 300 عام بين القيادة والشعب، وأن لا طبقية ولا عنصرية ولا فوقية على تراب هذا الوطن، وطن مكة المكرمة والمدينة المنورة. يُشكر لسمو الأمير الدكتور فيصل بن مشعل هذا الملحظ المهم جداً في التعريف ببناء هذا الوطن العظيم. أدام الله على وطننا عزته ولحمته ووحدته. إننا في أمسِّ الحاجة لقراءة تاريخنا الوطني بشكل مفصَّل، لا من أجل شيء، فقط ليعلم الجيل الحاضر بأن بناء هذا الوطن لم يكن بالأمر السهل، ولم يأتِ على طبق من ذهب، بل إن الآباء والأجداد بذلوا كل غالٍ ونفيس من أجل أن تكون هذه الأرض وتلك المقدسات في أمن وأمان. وهذا ما حصل بفضل الله ومنته، فعلينا المحافظة على هذه المكتسبات، والذود عن هذا الوطن بكل ما أوتينا. والحمد لله رب العالمين.

مشاركة :