مهمشين اليمن رحلة ألم متواصلة وكرامة إنسانية مهدورة.!

  • 9/24/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كأنهم المعنين بقول جماع “يستشفون من الحياة كل شيء جميل”كم استوقفتني مشاهدهم وهم يحملون كراتين الماء والمناديل الورقية ويعرضونها للبيع وأخرون ينتظرون سائقي السيارات المتدافعة على الطريق لعل وعسى يحنون ويتعاطفون ويلقون إليهم بورقة نقدية كبيرة كانت أو صغيرة من النقود ولاكن صادقا لم أتعاطف يوما مع هذه الشريحة اللهم إلا كبار السن من الإناث نعم هن الوحيدات الآتي نجحن فى استدرار عطفي إلى حد أنني صرت أعرفهن جيدا وأبحث عنهن في الأماكن التي أحفظها عن ظهر قلب لامنحهن ما أستطيع من النقود وكثيرا ما كنت أرى في نظراتهن نظرة تحمل السؤال “لماذا أنا؟” عشرات السنين ومهمشين اليمن يبحثون عن فرصة تمنحهم تذكرة سفر تشد عضدهم إلى وطن يضمن لها حقهم في العيش الكريم وطن يعيد لهم كرامتهم الإنسانية المهدورة والأمثلة الحية والقصص الواقعية لكبار السن من فئات المهمشات كثيرة ونعمه هي واحدة من من استمدت من عدالة قضيتها الأمل المشرع صوب المستقبل.. ويحكي محمد ذو الـ 20 عامًا وهو أحد المهمشين الذين يعيشون في اطراف مدينة عدن قائلا إنا أعمل في غسل السيارات منذ الصباح الباكر إلى المساء ولكن ما اجمعه من مال طول اليوم لا يكفى لشراء وجبة غداء واحدة ولا تكفي لتؤمن لي ولزوجتي القوت الضروري واليومي الذي يساعدنا على البقاء على قيد الحياة ولذلك قررت أن إبحث عن عمل آخر يضمن لي ولزوجتي ما يبقينا على قيد الحياة خصوصا بعد إرتفاع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة مضيفا أن العزلة المجتمعية المفروضة على المهمشين وتتباين نظرات العابرين لهم فمنهم من تألم لحالهم ومنهم من قارنهم بمهمشين بلاده ولكن لم يشتكي أحد منهم أو ينكر قضيتهم أو يزيفها بكريمات الساسه ولو بعبوس حزين أو فرح تعبر عن مأساة هذه الشريحة التي نهش الفقر معظم سكانها وفتكت الأوبئة والأمراض المعدية بالكثير منهم. ومن جانبه على أسعد أحد المهمشين قائلا الحرب الأخيرة شردت الكثير مننا وجعلتنا دون مأوئ ولا نستطيع أن نوفر ما يضمن لنا ولاسرنا البقاء كوننا نعمل في مهن دونية كعمال نظافة في الشوارع وهذه الأعمال لا تكفي لتوفير القوت الضروري ولهذا تجدنا نعيش أوضاع مأساوية صعبة وليس هذا فحسب بل إن بيوتنا التي نبنيها من الصفيح أو الكراتين وإطارات السيارات لا تحمينا من المطر أو حرارة الصيف الحارقة وأسرة كاملة تسكن في هذه البيوت ثمانية أفراد في غرفة واحدة وفي نفس الوقت هي مهددة لجرف السيول أو للحرائق كونها هشة وتفتقر إلى أبسط مقومات البيوت العادية”. إلى ذلك أكد أحد “عمال الإغاثة المحلين الذين يعملون على توزيع المساعدات الغذائية في محافظة تعز إن وضع المهمشين في تعز التي تعتبر خط مواجهة نشط في الصراع يختلف عن باقي المناطق، وقال إن المنظمات الدولية تضم المهمشين في قوائم المستفيدين في تعز لكن هذا أثار بعض الاستياء،كما يشكو ممثلو اللجان المحلية والمنظمات المحلية من أن المهمشين هم المتلقون الأساسيون للمساعدة الإنسانية الدولية، في حين أن عامل الإغاثة قال: “لا أعرف ما إذا كان هذا هو الحال حقاً أم إن كان هذا من منظور عنصري كما هو الحال في أجزاء أخرى من اليمن، فإن توزيع المساعدات غير منتظم ولا يمكن التنبؤ به في تعز، على حد قول أحد سكان منطقة العزاعز، كانت حوالي 300 أسرة من منازل المهمشين في المنطقة تتلقى مساعدات شهرية من منظمات مختلفة، ولكن في مايو/أيار 2019، لم تتلق 200 أسرة من هذه الأسر شيئاً لأن مشروع منظمة الإغاثة قد انتهى”. ويذهب رئيس الاتحاد الوطني للمهمشين نعمان الحذيفي قائلا “أنه لا توجد شريحة من شرائح المجتمع اليمني تعاني ما يعانية المهمشين من إقصاء وتميز عنصري ويأتي هذا بالتزامن مع حركة “حياة السود مهمة” المناهضة للعنصرية في العالم ولكن لا اعول كثيرا على تغير الوضع في اليمن لأن “هناك عنصرية سائدة على أساس العرق وعلى أساس اللون وكل أسود في اليمن ينظر إليه كأنه خادم”.وأضاف أنه وبالنسبة لحقوق المهمشين في الدستور اليمني فإن هناك العديد من التشريعات والقوانين التي تدعوا لرفع المعاناة والعنف والتمييز والانتهاك الواقع على فئة المهمشين الاخدام لكن كل تلك القوانين صارات دون جدوى عندما تم تفسيرها واعتسافها لصالح القبيلي لا لصالح الخادم المهمش وأضاف حتى وأن وجد قانون فإن سطوة الاعراف والتقاليد في اليمن لن تستطيع أن تمنع المجتمع من أن يستغل المهمشين ولذلك تجدهم يواجهون تعصباً ممنهجاً في النظام القضائي وداخل الحكومة المحلية والسلطات القبلية وبالنسبة لحقوق المهمشين في المواثيق الدوليه فقد جاءت الشرعة الدولية تؤكد على أنه من حقهم أن يتمتعوا بالحماية ما دام أن الناس سواسية أمام القانون وينتهك هذا الإعلان أو أمن أي تحريض على مثل هذا التمييز)(م/6)وغيرها من المواد التي توصي بالتمتع بحقوق الانسان المختلفة سواء كان ذلك في العمل أو التعليم والضمان الاجتماعي والخدمات الصحية وغيرها من الحقوق وكذا جاء العهدين الدوليين لحقوق الانسان العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية 1966م العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية 1966موالبرتوكوليين الاختياريين الملحقين بالعهدين الدوليين لتؤكد على تلك الحقوق”. وتقول الباحثة في”هيومن رايتس ووتش” أفراح ناصر إنه حتى قبل اندلاع الحرب في اليمن وضع النظام الطبقي اليمني المهمشين في أسفل الهرم الاجتماعي مشيرة إلى أن وضعهم ازداد سوءا بعد النزاع خصوصا في المناطق التابعة لسيطرة الحوثيين ووفقا لناصر التي تشبه حياة المهمشين “الجحيم على الأرض”مشيرة إلى تعرضهم لتمييز ممنهج وحرمانهم من حقوق أساسية وتمييز حتى في الحصول على مساعدات إنسانية”. معاناة المهمشين في اليمن تزددا سواء يوما بعد يوم وأوضاعهم المعشية تتدهور بشكل كبير فهم لا يملكون الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل المياه و الصرف الصحي والتعليم أو حتى الفرص الاقتصادية مما يضطرهم للعمل في مهن دونية كتنظيف الشوارع وغسل السيارات،وهذا لا يقتصر عليهم فقط وإنما على ربع سكان اليمن الذين يعانون الفقر والبطالة والمجاعة والأمراض بسبب الحرب التي تعيشها بلادهم منذ ست سنوات وفي زحمة ذلك كله ما زال مهمشي اليمن يترقبون عهد جديد يحظون فيه بالحقوق الإنساني باعتبار أن حياة الإنسان مقدسة أيا كان لونه أو جنسه أو معتقدة فهل يا ترى سيتمكن المهمشين في اليمن من الحصول على فرصة مجرد فرصة ليغادروا العزلة المفروض عليهم من قبل المجتمع هل؟هذا ممكن الحدوث أم أن عادات وتقاليد المجتمع اليمني ستحول بينهم وبين أن يكونوا قادرين على حماية أنفسهم من كل أشكال العنف الذي يمارس ضدهم.    47

مشاركة :