خالد السويدي يضيء على تاريخ وأعلام الأدب الساخر

  • 9/24/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي - نظمت "ثقافة بلا حدود" في الإمارات جلسة حوارية في استراحة السحب بمدينة خورفكان بعنوان "حديث السّحب" استضافت خلالها الكاتب الاماراتي خالد السويدي للحديث عن تاريخ الأدب الساخر ودوره في النقد الاجتماعي. وعرض الكاتب محطات من تجربته في طرح قضايا المجتمع ورؤيته لأهمية القراءة في المجتمع ودورها في تشكيل شخصيته الأدبية بعد أن أصدر خمسة أعمال أدبية في القصة والرواية إلى جانب مقالاته في الصحافة. ولدى خالد السويدي مجموعات قصصية ساخرة من بينها: "بطل رغم أنفي"، "بطل من ورق"، "سلطان الحريم"، إضافة إلى كتاب: "راحوا الطيبين". وتطرق ضيف "ثقافة بلا حدود" خلال الجلسة – التي أدارتها مريم الحمادي مدير "ثقافة بلا حدود" – إلى مفهوم الأدب الساخر وأبرز ملامحه في الكتابة الأدبية العربية والغربية قديماً وحديثاً . وناقش مع الجمهور في حوار تفاعلي نماذج من أشهر كتب التراث العربي التي رسخت ملامح الأدب الساخر، حيث اعتبر أن كتاب "البخلاء" للجاحظ يعد نموذجاً في هذا النوع من الكتابة على مستوى تراث الأدب العربي.  وعمرو بن بحر بن محجوب الكناني (159 هـ - 255 هـ)، ولقبه الجاحظ والحدقي لبروز عينه، وكنيته أبوعثمان، وُلِد بالبصرة بالعراق في العِقد السادس من القرن الثاني من الهجرة.  قد تتلمذ الجاحظ على يد أساتذة الدولة العباسية، منهم الأصمعي الذي كان يحفظ ثلث اللغة وأبوعبيدة وأبويزيد الأنصاري الذي قيل عنه إنه من أئمة الناس في اللغة، والشعر، وعلوم العرب وكذلك الأخفش، وصالح بن جناح اللخمي وإبراهيم بن سيار البلخي.  ومن أسباب شهرة الجاحظ اتساع علمه، وتبحره فيه لأنه تأدب بآداب الفرس، وحكمة الهند، وفلسفة اليونان، فغزر علمه، ووضح بيانه وألف الجاحظ عددا من الكتب التي تجاوزت السبعين بعد المائة بحسب إحصاء ابن النديم لآثار الجاحظ.  ومن أشهر كتبه: كتاب البخلاء، وكتاب الحيوان، وكتاب البيان والتبين، ورسالة التربيع والتدوير. وهي كانت في أغلبها ساخرة من العادات والتقاليد التي تفشت في عصره بصورة كبيرة، فكان يتخذ أسلوب الفكاهة والمرح في التعليق عليها ودحضها. وتعد تجربة الأديب الروسي أنطون تشيخوف نموذجا للأدب الساخر في الأدب الغربي. أنطون بافلوفيتش تشيخوف طبيب وكاتب مسرحي ومؤلف قصصي روسي كبير ينظر إليه على أنه من أفضل كتاب القصص القصيرة على مدى التاريخ، ومن كبار الأدباء الروس.    وكتب المئات من القصص القصيرة التي اعتبر الكثير منها إبداعات فنية كلاسيكية، كما أن مسرحياته كان لها تأثير عظيم على دراما القرن العشرين. ولم يترك الكتابة حتى أصبح من أعظم الأدباء، واستمرّ أيضاً في مهنة الطب وكان يقول "إن الطب هو زوجتي والأدب عشيقتي". ويعتبر أدب تشيخوف أدب التجربة والتمرد، ويجسد أبطاله عورات البشرية، وانتهاك حقوق البُسطاء والضُعفاء باسم المبادئ والفضائل. فكانت أعماله الأدبية والمسرحية أقصر الطرق لمعرفة العالم والإنسان والحياة، وأبسط الطرق لقراءة تاريخ المجتمع الإنساني.  وأوضح الكاتب الاماراتي خالد السويدي في الجلسة الحوارية الفرق بين مفهوم الأدب الساخر والكوميديا السوداء وبين الاستهزاء والسخرية في الأحاديث اليومية، مختتما الجلسة بالتأكيد على دور القراءة المبكرة في صقل شخصيته وتنمية مهاراته المختلفة. ويرى باحثون انه يمكن إدراج كل أدب قائم على المفارقة، أو النقد اللاذع لسلبيات الواقع المعاش، أو المثير للضحك، أو المقدم أحداثه وسردياته بشكل غير متوقع أو مبالغ فيه، في نطاق الأدب الساخر الذي تمكن من تحقيق قفزة بين باقي أنواع الأدب الأخرى. ويعمل الادب الساخر على محاكاة قضايا الناس والغوص فيها ونقد الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي بلغة ساخرة داخل إطار أدبي، ويحث الناس على الضحك لكنه يدفعهم الى البكاء والحزن والرثاء على احوالهم.

مشاركة :