اقتربت الليرة التركية من أدنى مستوياتها على الإطلاق أمس مع نزوح المستثمرين الأجانب، ولكن تصيد صفقات بالسوق المحلية حد من الخسائر، بعد يوم من قرار البنك المركزي غير المتوقع بخفض أسعار الفائدة فيما لم يقدم مؤشرات تذكر على إلى أي مدى يمكن أن تنخفض. وبحسب "رويترز"، نزلت الليرة، وهي عرضة للتقلبات الحادة والتباطؤ في الأسواق الناشئة منذ عدة أعوام، 1 في المائة إلى 8.855 مقابل الدولار خلال التعاملات أمس، قرب أدنى مستوى لها الذي بلغته في حزيران (يونيو) عند 8.880. وكانت الليرة قد تراجعت أمس الأول عندما خفض البنك سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 100 نقطة أساس إلى 18 في المائة على الرغم من ارتفاع التضخم، ما يعني تقديم التحفيز التي سعى إليها الرئيس رجب طيب أردوغان منذ فترة طويلة وعزز مخاوف المحللين بشأن التدخل السياسي. ولم يقدم البنك المركزي مؤشرات تذكر بشأن المسار المستقبلي للسياسات النقدية، لكن سوسيتيه جنرال وباركليز وجيه.بي مورجان وجولدمان ساكس توقعوا المزيد من الخفض في أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة. وفي وقت سابق من الشهر، قال شهاب قوجي أوغلو محافظ البنك المركزي للمستثمرين "إنه يتوقع تراجع أسعار الاستهلاك في الأشهر المقبلة، وإن البنك سينظر في التضخم "الأساسي" الذي يقل عن 17 في المائة بعد استبعاد العناصر المتقلبة مثل الغذاء والوقود للقرارات المستقبلية". وكافجي أوغلو هو رابع حاكم منذ 2019 بعد أن أقال أردوغان ثلاثة حكام بنوك مركزية لأنهم إما رفعوا تكاليف الاقتراض وإما لم يخفضوها بالسرعة الكافية. وهذا هو الخفض الأول في عهد كافجي أوغلو بعد تكهنات كثيرة وغير مؤكدة في أنقرة هذا الشهر بأنه سيواجه مصيرا مشابها إذا لم يخفض المعدل. وانتقد خبراء الاقتصاد القرار "المحفوف بالمخاطر". وقال تيموثي آش المحلل في "بلوباي أسيت مانجمنت" في لندن عبر "تويتر"، "خطوة حمقاء. مخاطرة كبيرة. أردوغان يقامر بالليرة الآن". وفي سياق متصل بالاقتصاد التركي، نصب عدد كبير من طلاب الجامعات في تركيا الخيام في متنزهات احتجاجا على ما وصفوه بالزيادات الاستثنائية في الإيجارات في الأحياء القريبة من جامعاتهم، ما أثار حفيظة الحكومة بسبب ما قد يطرأ من مشكلات. ولدى عودة ملايين من طلاب الجامعات إلى التعليم في قاعات المحاضرات، زادت إيجارات الشقق في المراكز الحضرية التركية بشكل كبير، بما يصل إلى 60 في المائة في بعض المناطق، حسبما ذكرت وسائل الإعلام المحلية. وجذبت الوقفات الاحتجاجية الطلابية في الحدائق في سائر أنحاء البلاد، بما في ذلك في أكبر مدنها إسطنبول والعاصمة أنقرة، اهتمام وسائل التواصل الاجتماعي منذ عطلة نهاية الأسبوع، بينما عرض بعض رؤساء البلديات المعارضين والسكان المحليين تقديم المساعدة.
مشاركة :