انتجت مجموعة من الشباب في ريف إدلب بشمال سوريا أكبر لوحة موزاييك بطول 24,5 مترًا وعرض 1,30 مترًا، تجسد بانوراما الثورة السورية في تتابع صورها التي رسمت بالتسلسل التاريخي، ما يحاكي التسلسل الزمني للثورة السورية، بدءًا بالتظاهر السلمي ووصولًا إلى يومنا هذا، واستشراقًا لمستقبلها، مرورًا بالمراحل التي كانت مفصلية في احداثها. للوحة تشكلت من أكثر من مليون قطعة حجرية طبيعية، واستمر العمل فيها أشهرًا، عمل فيها العديد من الشباب والمختصين. عبدالله محمد البيوش، المسؤول عن المشروع، يقول لايلاف: “هدفنا إيصال صورة ما يحدث في سوريا للعالم عبر الفن، ووضعنا بعضًا من صور الشهداء وأيقونات الثورة والناشطين الاعلاميين والعسكريين والجيش الحر تكريمًا لهم". يضيف: "يشكل هذا المشروع فرصة عمل للشباب واحياءً لهذا التراث الممتد منذ آلاف السنيين". المركز انتج عددًا من اللوحات السابقة، ويعمل فيه عدد من العائلات، ومنهم عائلات ضحايا الحرب في سوريا والعاطلين عن العمل على حد تعبير مدير المركز. وحول المواد المستخدمة في اللوحة، يقول البيوش: "المكون الأساسي هو الحجارة وجميعها ألوانها طبيعية تقص على شكل ألواح طولية وبيد الحرفي والفنان تتحول إلى قطع صغيرة تجد مكانها في اللوحة، وتستخدم فيها مواد منها اللاصق والشبك وأدوات ومواد أخرى لإنتاج مثل تلك اللوحات". لصناعة الموزاييك ميزة ليست متوافرة في الكثير من وسائل التعبير، تتيح للمرء أن يعبّر عن ذاته بمنتهى الحرية، ويمضي تاركًا وراءه صورة مؤثرة أو تعبيرًا هادفًا ليقرأه ويراه عشرات المارة كل يوم. أحد العاملين في مشفل الموزاييك يروي لـ"ايلاف": "لكل واحد منا دور وطريقة في مواجهة عنف نظام الاسد، سلاحنا الحجارة وتقديم ما حصل ويحصل في كل يوم للعالم". الموزاييك فن وحرفة قديمة قدم التاريخ، أعيد تجديدها في ريف إدلب، خصوصًا في مدينة كفرنبل منذ أكثر من عشرين عامًا، وكانت مصدرًا لرزق أهاليها والمنطقة، وعند انطلاق الثورة السورية خف العمل بها تبعًا لظروف الحصار التي فرضها النظام. ومن الجدير ذكره أن اللوحة قدمت لموسوعة غينيس لتسجيلها كأكبر لوحة موزاييك في العالم، حيث ينتظر القائمون على العمل الرد من الجهات المعنية بالتسجيل.
مشاركة :