ناشطو المناخ يعودون إلى الشوارع بعد تخفيف قيود كورونا

  • 9/25/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أن تعطلت احتجاجات الشباب في أنحاء العالم كل يوم جمعة على تقاعس القيادات والحكومات في اتخاذ إجراءات جدية في ما يتعلق بالحد من التغيرات المناخية والإيفاء بالتزاماتهم، يعود الناشطون بقوة إلى سالف غضبهم للحد من انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. بروكسل - خرج فتيان وفتيات من أنحاء العالم إلى الشوارع الجمعة للمطالبة بإجراء سريع لوقف التغير المناخي المدمر، في أكبر احتجاج لهم منذ بدء جائحة كورونا. ويمتد الاحتجاج لخمسة أسابيع قبل قمة الأمم المتحدة للتغير المناخي التي تهدف إلى اتخاذ إجراء أكبر من جانب زعماء العالم للحد من انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. وقالت فَرزانا فاروق جمعة، وهي شابة عمرها 22 عاما في داكا عاصمة بنغلاديش “الكل يقطع الوعود ولا أحد يفي. نريد المزيد من العمل (…) نريد أفعالا لا مجرد وعود”. وانطلقت المظاهرات في آسيا ومن المزمع القيام باحتجاجات في أكثر من 1500 موقع وفقا لحركة “فرايدايز فور فيوتشر” أو (أيام جمعة من أجل المستقبل)، كما خرج الناشطون إلى الشوارع في مدن مختارة في جميع دول الاتحاد الأوروبي حيث دعوا الحكومات إلى أن تكون أكثر طموحا في ما يتعلق بسياساتها المناخية. وتعتبر ألمانيا نقطة تركيز بشكل خاص قبل الأنتخابات، وذلك بتسجيل 450 احتجاجًا. ونزل عشرات الآلاف من ناشطي المناخ بمن فيهم غريتا تونبرغ إلى المدن الألمانية قبل الانتخابات المقررة في نهاية الأسبوع، من أجل زيادة الضغط على المرشحين لخلافة أنجيلا ميركل. وفيما تنظم الأحزاب الكبيرة في ألمانيا تجمعات حاشدة قبل انتخابات الأحد، تسعى مسيرات شبابية إلى إثبات أن الطبقة السياسية خذلت جيل الشباب. شباب يطالب بإنقاذ الكوكب شباب يطالب بإنقاذ الكوكب وأعلن ناشطا مناخ مضربان عن الطعام في برلين اعتزامهما تشديد إضرابهما اعتبارا من السبت؛ أي قبل يوم واحد من الموعد المقرر للانتخابات البرلمانية. وقالت لويزا نويباور التي تدير فرع مجموعة “فرايدايز فور فيوتشر” في ألمانيا إن “الأحزاب السياسية لم تأخذ كارثة المناخ على محمل الجد بما فيه الكفاية”، مضيفة أن “تغييراً كبيراً” لن يكون ممكناً إلا “إذا مارسنا ضغوطا من الشارع وقلنا للأحزاب الرئيسية الآن لم يعد هناك المزيد من الأعذار”. وأكدت أن مطلب الناشطين الأساسي هو حصر ارتفاع حرارة الأرض بحد أقصى يبلغ 1.5 درجة مئوية على النحو المنصوص عليه في اتفاق باريس للمناخ الذي أبرم في العام 2015. الأمم المتحدة تؤكد أنه لا توجد منطقة محصنة من تغير المناخ، وتدعو إلى اتخاذ إجراءات ذات مصداقية لتجنب آثار ذلك وقالت الناشطة السويدية غريتا تونبرغ “كان عاما ونصف عام في غاية الغرابة مع هذا الوباء. لكن أزمة المناخ لم تختف بالقطع”. وأضافت تونبرغ التي شاركت في احتجاج برلين “على العكس، أصبح الأمر أكثر إلحاحا اليوم”. وفي بريطانيا أغلق ناشطوا حماية المناخ الذين ينتمون إلى جماعة “انسيوليت بريتين” مدخل ميناء دوفر، أنشط ميناء شحن في أوروبا. وذكرت جماعة “اعزلوا بريطانيا” التي سدّت هذا الشهر أزحم طريق بري حول لندن مرارا، أن أكثر من 40 شخصا سدوا طريقا دائريا يؤدي إلى الميناء. وقالت سلطات الميناء في بيان “نعمل مع الشرطة ونعتذر عما حدث من اضطراب. لا يزال الميناء مفتوحا”. وقال ناطق باسم الجماعة التي تريد من الحكومة تنفيذ عمليات عزل وتعديل للمنازل في أنحاء المملكة المتحدة من أجل خفض الانبعاثات المناخية “أغلقنا دوفر صباح اليوم الجمعة لإلقاء الضوء على أن فقر الوقود يقتل الأشخاص في دوفر وفي أنحاء المملكة المتحدة”. وتواجه بريطانيا مثل الدول الأوروبية الأخرى ارتفاعا في أسعار الغاز الطبيعي، ومن المرجح أن تشهد ارتفاعا في أسعار تدفئة المنازل مع اقتراب فصل الشتاء. وتأتي تلك التظاهرة وسط تعطل للإمدادات من الوقود في أنحاء بريطانيا بسبب نقص عدد سائقي الشاحنات إلى حد كبير. Thumbnail وفي أغسطس حذر تقرير عن العلوم المناخية صدر عن الأمم المتحدة من أن النشاط البشري يتسبب في اختلالات مناخية منذ عقود، لكنه أشار إلى أن اتخاذ إجراء سريع وواسع النطاق يمكن أن يوقف بعض الآثار المدمرة. والخميس أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنه لا توجد منطقة محصنة من تغير المناخ، داعيا بلدان العالم إلى اتخاذ إجراءات ذات مصداقية لتجنب آثار ذلك. وجاء ذلك خلال جلسة يعقدها مجلس الأمن الدولي في نيويورك تحت شعار “صون السلم والأمن الدوليين: المناخ والأمن”. وقال غوتيريش “هناك حاجة إلى الكثير من العمل المناخي الأكثر جرأة للمحافظة على السلام والأمن الدوليين”. وأضاف “نافذة فرصتنا لمنع أسوأ تأثيرات المناخ تنغلق بسرعة، ولا توجد منطقة محصنة من التداعيات، ومن الواضح أن تغير المناخ وسوء الإدارة البيئية من عوامل مضاعفة المخاطر”. ودعا إلى “التزام لا لبس فيه وإجراءات ذات مصداقية من قبل جميع البلدان لتجنب الآثار الأكثر كارثية لتغير المناخ، وخفض الانبعاثات الحرارية بنسبة 45 في المئة بحلول عام 2030”. وحتى الآن لم تضع الحكومات خططا لخفض الانبعاثات بسرعة تكفي لحدوث ذلك. وتمثل احتجاجات الجمعة عودة لمظاهرات الشباب الداعية إلى الحد من تغير المناخ والتي شارك فيها أكثر من ستة ملايين شخص في عام 2019، قبل أن توقف جائحة كورونا التجمعات الحاشدة ويستعيض الشباب عنها بالعمل عبر العالم الافتراضي. وقال يوسف بلوخ، وهو شاب عمره 17 عاما من إقليم بلوشستان في باكستان، إن العودة إلى العمل في العالم الواقعي ضرورية لدفع زعماء العالم إلى معالجة الأزمة. وأضاف “في المرة السابقة كان الأمر على الساحة الافتراضية ولم يلتفت إلينا أحد”.

مشاركة :