سبع سنوات حوثية عجاف

  • 9/25/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

سبع سنوات عجاف من الانقلاب الحوثي في 21 سبتمبر 2014، اكتوت خلالها اليمن بنار الحرب الانقلابية وتفننت الميليشيات الحوثية الإرهابية التابعة لإيران، في صناعة الكارثة الإنسانية وتعميم المعاناة والمأساة، ونشر الخراب والتجريف الطائفي، والتدمير المنظم لقدرات الدولة اليمنية، وتهجير ملايين السكان من منازلهم وقرائهم. سبع سنوات من الانقلاب واجتياح العاصمة اليمنية صنعاء المحتلة، والسطو على مؤسسات الدولة اليمنية بدعم وتمويل وإشراف من النظام الإيراني وتنظيم حزب الله الإرهابي، ذاقت اليمن صنوف المأساة والحرب والجرائم والجوع والضياع والنزوح وتعطيل حركة الحياة واستلاب حقوق اليمنيين، والسطو على الممتلكات وتفخيخ المساجد والمدارس والمنازل. أطلق اليمنيون على 21 سبتمبر2014 "يوم النكبة اليمنية" ومنذ هذا اليوم نهجت ميليشيا الحوثي الإرهابية سلوك الإبادة الجماعية عبر ممارسة كل أشكال القتل والموت، من القصف الصاروخي والباليستي على المدن، إلى قنص النساء والأطفال وكبار السن، وقتل المختطفين تحت التعذيب، والموت غرقاً في البحار هروباً من جحيم الحوثي، وقتل المدنيين بواسطة الألغام التي بلغت عدد المزروع منها أكثر من أربعة ملاييين لغم، وقتل آلاف الأطفال في الجبهات نتيجة عملية التجنيد الإجباري. ومن أشكال القتل الحوثي المباشر إلى صناعة الموت ألماً وجوعاً تحت الحصار التي تفرضه الميليشيا منذ سبعة أعوام على محافظة تعز المكتظة بنحو 4 ملايين نسمة، إلى الموت جوعاً بسبب سياسة التجويع التي تمارسها عبر تدمير الاقتصاد اليمني ونهب احتياطي البنك المركزي في صنعاء، وتعطيل حركة الشغل والتجارة بفعل الحرب الانقلابية، والسطو على المعونات الإنسانية المقدمة من المانحين الدوليين وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية، أكبر مانح دولي لليمن حيث قدمت خلال السنوات الماضية ما يزيد على 18 مليار دولار أمريكي بحسب المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عبدالله الربيعة، فيما أكد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، إن الحوثيين يسرقون الغذاء من أفواه الجياع. أعوام حوثية سبعة من التعطيل للتعليم والعمل، والحرب الحوثية على العمال والأعمال والمعلمين والتربويين والرياضيين والحرفيين، واحتلال المؤسسات والمدارس والمساجد والجامعات والمعاهد العامة والخاصة، واختطاف وقتل الخطباء والأئمة وترهيب المصلين، وسرقة رواتب المدرسين والتربويين والموظفين المدنيين والعسكريين. 21 سبتمبر..يوم النكبة اليمنية سبع عجاف من الانقلاب وتحويل الدولة اليمنية إلى إقطاعية للسلالة الحوثية التي استحوذت على السلطة والثروة، وابتلعت إيرادات الدولة واستباحت حقوق المجتمع، ومارست تطهير مستمر للوظيفة العامة من اليمنيين وإحلال عناصرها بدلاً عنهم، ومضت في الاستهداف المستمر للاقتصاد الذي بلغت خسائره خلال سنوات الانقلاب السبع أكثر من مئة مليار دولار بحسب وزارة التخطيط اليمنية. السنوات السبع الماضية من عمر الانقلاب، كانت قاسية على جميع اليمنيين بمختلف توجهاتهم، وعلى الذين أيدوا الحوثي وخاب ظنهم لاحقاً. وأصبح مصيرهم جميعاً القتل أو النزوح، أو الجوع والمعاناة والمأساة. قبل أسابيع من الانقلاب وخلال التحضير لاجتياح العاصمة اليمنية صنعاء، أخفت الميليشيا نيتها الحقيقية المتمثلة بتنفيذ مصالح النظام الإيراني والقضاء على الدولة وتجريف الهوية اليمنية، وتعمد رفع عناوين ومبررات عديدة بهدف تطمين وتحييد القوى السياسية والقبائل اليمنية والشرائح الاجتماعية المختلفة، حيث ضللت على القبائل وأظهرت أمامها بأن هدفها الوحيد هو إسقاط جرعة الإصلاحات، وحاولت تحييد بقية الأحزاب والقوى السياسية اليمنية تحت مبرر أنها لن تستهدف سوى التجمع اليمني للإصلاح، كما حاولت الميليشيا الحوثية تطمين أبناء محافظات جنوب اليمن وتعهدت بأنها ستبقى في صنعاء والمحافظات الشمالية ولن تتقدم باتجاه عدن وبقية المحافظات الجنوبية.. ثم ماذا حدث بعد اجتياح صنعاء والانقلاب على مؤسسات الدولة فيها؟ لم تتوقف الميليشيات الحوثية الإرهابية عند حدود المحافظات الجنوبية عقب استيلائها على صنعاء، وسرعان ما دفعتها إيران لاجتياح عدن مطلع العام 2015، أي بعد أربعة أشهر من الانقلاب واجتياح العاصمة اليمنية. وبعد أن أوهمت العديد من القوى اليمنية إنها لن تستهدف سوى"التجمع اليمني للإصلاح" وفي حربها ضد الكل، بدأت حرباً سياسية ومالية واجتماعية وقبلية وأمنية وعسكرية على حزب المؤتمر الشعبي العام، أكبر الأحزاب اليمنية، وشنت عدوانا على قيادات وكوادر وقواعد الحزب، وقتلت رئيس المؤتمر، الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وفرضت تغييرات هيكلية وإقامة جبرية على قياداته وكوادره في صنعاء، بل منعتهم من إحياء ذكرى مقتل الرئيس السابق، وصار التعاطف معه أو الترحم عليه تُهمة تُعاقب كل من تثبت إدانته. كيف حال صنعاء بعد سبع سنوات من احتلالها والانقلاب على مؤسسات الدولة فيها؟ في زمن الحوثي، ومنذ 21 سبتمبر، يوم النكبة اليمنية، 2014، انقلب على كل شيء في صنعاء المحتلة وبقية المناطق الواقعة تحت احتلال الحوثيين. ترى إيران أن صنعاء صارت جنّة لمصالحها ومسرحاً لأتباعها الحوثيين، المعروفين بـ"شيعة الشوارع"بحسب تسمية كبار المرجعيات الإيرانية. أما اليمنيون فيرونها عاصمة محتلة فارسياً، وقد صارت جحيماً، تُكوى بنار الفُرس المصطلية منذ الانقلاب الأسود. وبين واقع اليمن قبل الانقلاب وواقعه اليوم، فرق شاسع يصل حد النقيض، حيث تمرد الحوثي وانقلب بداية على السلطة الشرعية تحت مبرر إسقاط الجرعة السعرية ومحاربة الفساد، ولاحقاً انقلب على من مهدوا له الطريق إلى صنعاء وظهر بوجهه الإيراني ومشروعه الفارسي ومضى يمارس عملية تجريف للهوية اليمنية عبر تغيير النظام التعليمي والمنهج الدراسي، وفرض الفكر الشيعي المتطرف على جميع المساجد والمدارس والجامعات والمعاهد. اجتاحت الميليشيا صنعاء في سبتمبر 2014 تحت مبرر مكافحة الفساد وإسقاط جرعة الإصلاحات السعرية التي أعلنتها الحكومة اليمنية آنذاك. لكن ماذا حدث؟ عمّمت الفساد وجعلته مقُدساً باسم الولاية الدينية، وجاءت بخمسة عشر جُرعة سعرية إضافية على جميع المواد والسلع الأساسية والمشتقات النفطية، ونهبت احتياطي البنك المركزي اليمني البالغ 5 مليارات دولار أمريكي، وسرقة الخزينة العامة للدولة اليمنية. وبسبب الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران، عمّت الكارثة الإنسانية وطالت الجميع وفي مقدمتهم الذين خُدعوا بالميليشيات في بداية اجتياح صنعاء، ومنذ ذلك التأريخ حلّت المأساة باليمن، وأصبح الأغنياء فقراء، وصار الفقراء ضحايا المجاعة. تهاوى الريال اليمني بشكل جنوني إلى مستوى ألف ريال مقابل الدولار، وكان نحو مائتين وعشرين ريال قبل الانقلاب الحوثي، وشهدت اليمن ارتفاعا جنونيا على مستوى السلع الأساسية، إذ ناهز سعر الكيس القمح أكثر من عشرين ألف ريال، وكان سعره أربعة آلاف ريال. أما لتر البترول الذي كان يباع بأقل من مائة ريال، وتضاعف سعره بعد الانقلاب وأصبح 1200 ريال، وصار سعر دبة البترول سعة 20 لتراً يعادل 22ألف ريال يمني. اسطوانة الغاز المنزلي، ارتفع سعرها بشكل فلكي من أقل من 1500 ريال، إلى 15000 ألف ريال، وغير متوفرة في معظم الأحيان، ويجري بيعها عبر المشرفين وعقال الحارات المنتمين للميليشيا. ومن أربعة آلاف ريال، إلى 30 ألف ريال، قفز سعر الراكب من صنعاء إلى حضرموت، وبدلاً عن مئة ريال كان يدفعها الراكب من منطقة الحوبان إلى مدينة تعز، أصبح يدفع سبعة آلاف ريال ويصل بعد ست ساعات، بدلاً عن خمسة عشر دقيقة نتيجة الحصار المفروض على تعز.

مشاركة :