نيويورك ـ جدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن استعداد واشنطن للعودة إلى محادثات الاتفاق النووي، قائلا إن بلاده تنتظر إيران لاستئناف المحادثات، لكنه حذّر في المقابل من مغبة أن "تحرز إيران مع مرور الأيام تقدما كبيرا في برنامجها النووي، لا يمكن التراجع عنه بمجرد العودة المفترضة إلى شروط الاتفاق النووي". وقال بلينكن في مؤتمر صحافي في نيويورك، "التحدي الآن هو أنه مع مرور كل يوم، تستمر إيران في اتخاذ إجراءات لا تمتثل للاتفاق (النووي) مثل بناء مخزونات أكبر من اليورانيوم عالي التخصيب، وتدوير أجهزة الطرد المركزي بشكل أسرع". وأضاف "نحن نعرف أن إيران يمكن أن تصل في مرحلة ما مستقبلا إلى نقطة لن تؤدي فيها العودة إلى الامتثال للاتفاق النووي إلى استعادة فوائد الاتفاق، لأن إيران وقتها ستكون قد أحرزت تقدما كبيرا في برنامجها بما لا يمكن التراجع عنه بمجرد العودة المفترضة إلى شروط الاتفاق النووي". ولا تخفي الولايات المتحدة والأوروبيون غضبهم إزاء إيران التي لم تقدم أي "إشارة واضحة" هذا الأسبوع في الأمم المتحدة حول نواياها لاستئناف المفاوضات بغية إنقاذ الاتفاق النووي الايراني. وبدأت المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران في أبريل في فيينا بوساطة من الأوروبيين والصين وروسيا، الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي المبرم عام 2015. والهدف هو إنقاذ هذا الاتفاق الذي يفترض أن يمنع الجمهورية الإسلامية من امتلاك القنبلة الذرية، والذي انسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب عام 2018. وأبدى الرئيس جو بايدن استعداده للعودة إلى الاتفاق ورفع قسم على الأقل من العقوبات التي أعاد الملياردير الجمهوري فرضها على إيران، لكن بشرط أن تعود إيران إلى الالتزام بتعهداتها الواردة في الاتفاق النووي، والتي أوقفت العمل بها احتجاجا على الضغط الأميركي. لكن هذه المفاوضات معلقة منذ الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي جرت في يونيو. ويطرح وزراء الخارجية الفرنسي والألماني والبريطاني وكذلك وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على نظيرهم الإيراني شرطا واحدا وهو الاستئناف السريع للمفاوضات. وكتب المفاوض الأوروبي إنريكي مورا الخميس في تغريدة "بعد أسبوع الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإن العودة إلى الاحترام الكامل" للاتفاق النووي "تبقى أولوية". هل يغادر بلينكن خالي الوفاض هل يغادر بلينكن خالي الوفاض بحسب الجميع فإن كل القوى الكبرى التي وقعت على اتفاق 2015 مع طهران، وبينها موسكو وبكين، "متفقة على ضرورة استئناف المفاوضات في أسرع وقت ممكن من النقطة التي وصلت إليها" في يونيو. وكتب الروسي ميخائيل أوليانوف على تويتر أيضا أن "المفاوضات يجب ألا تبدأ مجددا من الصفر". لكن هذه الجبهة الموحدة يرتقب أن تغادر نيويورك خالية الوفاض. وقال مسؤول أميركي كبير رفض الكشف عن اسمه الخميس "حتى الآن، من الواضح أن ليس هناك أي مؤشر، مؤشر واضح، على استعداد إيران للعودة" و"محاولة معالجة المسائل العالقة"، وأضاف "لم يحصل شيء يجعلنا أكثر تفاؤلا". وقال المسؤول الأميركي "نحن مستعدون للتحلي بالصبر لكن مرت ثلاثة أشهر، ومنذ ذلك الحين واصلت إيران تصعيد قوة برنامجها النووي". وأكد جوزيب بوريل أن الوزير الإيراني أبدى استعداده لاستئناف عملية فيينا "في موعد قريب"، لكن هذا كان كل شيء. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي "لا نشعر بأن لديهم الرغبة في تسريع الأمور". وتقول باربرا سلافين، المتخصصة في شؤون إيران في مركز الأبحاث الأميركي "أتلانتيك كاونسل" إن الإيرانيين "يطيلون أمد الاستمتاع"، لاسيما لأنهم لم يختاروا مفاوضيهم بعد، وهم "يحاولون فهم ما إذا كان بإمكانهم الحصول على أكثر بقليل" مما حصلت عليه الحكومة السابقة. وأضافت في تصريحات صحافية "لكنني ما زلت أعتقد بأنه يتعين عليهم العودة إلى طاولة المفاوضات"، في إشارة إلى الوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد. وأضافت أنهم "بحاجة فعليا إلى رفع العقوبات".
مشاركة :