مأرب ـ ناشدت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الوقوف الجاد أمام ما يتعرض له المواطنون العزل بمديريات عين وبيحان وعسيلان وحريب الواقعة على أطراف محافظتي شبوة ومأرب. وتأتي هذه المناشدة على خلفية تكثيف حملات الزحف الحوثية صوب مدينة مأرب في وسط البلاد والواقعة تحت سيطرة الحكومة المدعومة من السعودية، بالتوازي مع تكثيف عمليات القتال في الجنوب. وأكد مدير عام الوحدة التنفيذية بمأرب سيف مثنى أن موجة نزوح قادمة من مديريات عين وبيحان وعسيلان وحريب إلى مأرب، جراء الهجوم من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية. ورصدت وحدة تتبع النزوح 70 حالة قدمت من مناطق الصراع المفروض من قبل الميليشيات الحوثية على أطراف محافظتي مأرب وشبوة. ولا يزال النزوح مستمرا مع تواصل التصعيد العسكري الحوثي على المنطقة، ما يضاعف من معاناة المواطنين. وبحسب إدارة مخيمات النازحين، فإن ميليشيا الحوثي كانت قد قصفت منازل المواطنين بمديرية رحبة مطلع الشهر الجاري، متسببة في نزوح أكثر من 7200 مواطن معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن. وذكر مصدر في الجيش الحكومي اليمني إن قوات الحوثيين موجودة على بعد نحو 18 كيلومترا غربي مدينة مأرب، لكن المعارك الأساسية تدور في شبوة بالجنوب التي بها العديد من حقول النفط ومنصة الغاز الطبيعي المسال الوحيدة في البلاد. وتتقدم القوات الحوثية صوب عسيلان في شبوة، حيث يوجد حقل جنة النفطي. وتقع مأرب على بعد نحو 120 كيلومترا إلى الشرق من العاصمة صنعاء التي سيطر عليها الحوثيون المتحالفون مع إيران، فضلا عن أغلب شمال البلاد في 2014 عندما أخرجوا حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المعترف بها دوليا من العاصمة. ومنذ أوائل العام الجاري، تقدم الحوثيون على ثلاث جبهات صوب منطقة مأرب، وهي آخر معقل للحكومة في الشمال وبها أكبر حقول الغاز في البلاد. وتكبد الجانبان عددا كبيرا من القتلى والجرحى. ويتزامن التصعيد مع زيارة مبعوثي الأمم المتحدة والولايات المتحدة إلى المنطقة في محاولة لإحياء محادثات السلام. وتكثفت الجهود الدبلوماسية التي تقودها الأمم المتحدة إلى جانب الولايات المتحدة ودول أخرى، ضمن المساعي الرامية إلى حل أزمة اليمن سلميا، إلا أن هذه الجهود تواجه تعنتا من قبل الحوثيين يقابله تصعيد عسكري على الأرض. وفشلت الأمم المتحدة في جمع الأطراف في اليمن منذ 2016، وفي 2018 تمكنت من التوصل إلى اتفاق ستوكهولم المتعلق بالحديدة، وتفاهمات تعز، والإفراج عن الأسرى والمعتقلين، لكن لم يتم تنفيذ معظم بنوده. ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 235 ألف شخص، وبات 80 في المئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم وفق الأمم المتحدة.
مشاركة :