أبعاد أزمة الغواصات بين فرنسا وكل من الولايات المتحدة وأستراليا

  • 9/25/2021
  • 01:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يواجه‭ ‬التحالف‭ ‬الأطلسي‭ ‬الآن‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬نزاعاته‭ ‬الداخلية،‭ ‬جراء‭ ‬إلغاء‭ ‬أستراليا‭ ‬شراء‭ ‬صفقة‭ ‬الغواصات‭ ‬الفرنسية،‭ ‬والتي‭ ‬استبدلت‭ ‬بها‭ ‬غواصات‭ ‬نووية‭ ‬أمريكية‭ ‬وبريطانية،‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬شراكة‭ ‬دفاعية‭ ‬جديدة‭ ‬فيما‭ ‬يعرف‭ ‬باتفاقية‭ ‬‮«‬أوكوس»؛‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬فرنسا‭ ‬تستدعي‭ ‬سفيريها‭ ‬لدى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وأستراليا،‭ ‬وبذلك‭ ‬تكون‭ ‬خفضت‭ ‬مستوى‭ ‬علاقاتها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المباشرة‭ ‬مع‭ ‬واشنطن‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬تاريخها،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اعتبرت‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬‮«‬خيانة‮»‬‭. ‬ وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬يمكن‭ ‬فهم‭ ‬غضب‭ ‬باريس،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬إذلالها‭ ‬علنا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬حلفائها‭. ‬وبعد‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬صفقة‭ ‬بقيمة‭ ‬40‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬مع‭ ‬أستراليا‭ ‬عام‭ ‬2016؛‭ ‬لتوفير‭ ‬أسطول‭ ‬من‭ ‬الغواصات‭ ‬قررت‭ ‬إلغاء‭ ‬اتفاقها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التوتر‭ ‬وسط‭ ‬تصاعد‭ ‬حرب‭ ‬كلامية‭ ‬حول‭ ‬مساءلة‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬انتهاك‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬والمعاملة‭ ‬العادلة‭ ‬للحلفاء‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭.‬ وفي‭ ‬الواقع،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬مدى‭ ‬الضرر‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬تلحقه‭ ‬هذه‭ ‬الحادثة‭ ‬بمستقبل‭ ‬التحالف‭ ‬الأطلسي‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬بريطانيا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ربما‭ ‬استفادتا‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القصير‭ ‬واستغلتا‭ ‬الفرصة‭ ‬لإصلاح‭ ‬علاقاتهما‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬أفغانستان،‭ ‬فإن‭ ‬الضرر‭ ‬الذي‭ ‬لحق‭ ‬بالتحالف‭ ‬الغربي‭ ‬سيصبح‭ ‬مصدر‭ ‬قلق‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬ وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي،‭ ‬‮«‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‮»‬،‭ ‬لم‭ ‬يعلق‭ ‬علنا‭ ‬على‭ ‬النزاع‭ ‬القائم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬إدانة‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬الفرنسيين‭ ‬للدول‭ ‬الثلاث‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الاتفاق،‭ ‬كانت‭ ‬لاذعة‭ ‬وبلا‭ ‬هوادة‭. ‬وفي‭ ‬طليعتهم‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬‮«‬لودريان‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬استخدم‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬المبالغة‭ ‬للاستخفاف‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬التحالف،‭ ‬حيث‭ ‬وصف‭ ‬التراجع‭ ‬الأسترالي‭ ‬عن‭ ‬الاتفاق‭ ‬المبرم‭ ‬بينهما‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬طعنة‭ ‬في‭ ‬الظهر‮»‬،‭ ‬واتهم‭ ‬الحكومات‭ ‬الثلاث‭ ‬بـ«الازدواجية‮»‬‭ ‬و«الكذب‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬اتهم‭ -‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬وزيرة‭ ‬الدفاع‭ ‬الفرنسية،‭ ‬‮«‬فلورنس‭ ‬بارلي‮»‬‭- ‬الأستراليين‭ ‬بالتصرف‭ ‬‮«‬على‭ ‬عكس‭ ‬روح‭ ‬التعاون‭ ‬منتقدا‭ ‬واشنطن‭ ‬بالوقوف‭ ‬ضد‭ ‬أو‭ ‬تهميش‭ ‬شريك‭ ‬وحليف‭ ‬أوروبي‭ ‬مثل‭ ‬باريس‮»‬‭. ‬ وإلى‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬تحدث‭ ‬المسؤولون‭ ‬الفرنسيون‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬مؤامرة‭ ‬مناهضة‭ ‬لباريس‭. ‬وزعم‭ ‬السفير‭ ‬الفرنسي‭ ‬لدى‭ ‬أستراليا،‭ ‬‮«‬جان‭ ‬بيير‭ ‬ثيبولت‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬أستراليا‭ ‬أبقت‭ ‬فرنسا‭ ‬‮«‬في‭ ‬الظلام‭ ‬عمدا‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭ ‬الأخيرة؛‭ ‬لإخفاء‭ ‬مؤامرة‭ ‬استمرت‭ ‬18‭ ‬شهرًا‭ ‬قبيل‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬بشأن‭ ‬التحالف‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‮»‬‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬لودريان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬تحاف‭ ‬أوكوس‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬‮«‬تقرر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجموعة‭ ‬صغيرة‭ ‬للغاية‭ ‬من‭ ‬المسؤولين،‭ ‬وشكك‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الوزراء‭ ‬الأمريكيين‭ ‬أو‭ ‬الأستراليين‭ ‬يعرفون‭ ‬بذلك‭ ‬مسبقا‮»‬‭. ‬ ومع‭ ‬أن‭ ‬فرنسا‭ ‬لم‭ ‬تسحب‭ ‬سفيرها‭ ‬في‭ ‬لندن،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تأجيل‭ ‬لقاء‭ ‬بين‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬البريطاني،‭ ‬ونظيره‭ ‬الفرنسي‭ ‬فيما‭ ‬وصفته‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬آخر‭ ‬تداعيات‭ ‬الخلاف‭ ‬الدبلوماسي‮»‬‭. ‬وعلق‭ ‬‮«‬لودريان‮»‬،‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بقوله‭: ‬‮«‬ليس‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬استدعاء‭ ‬السفير‭ ‬الفرنسي‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬لكون‭ ‬بريطانيا‭ ‬يُنظر‭ ‬إليها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬طرف‭ ‬بلا‭ ‬قيمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التحالف‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬سخر‭ ‬وزير‭ ‬الدولة‭ ‬الفرنسي‭ ‬للشؤون‭ ‬الأوروبية،‭ ‬‮«‬كليمان‭ ‬بون‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬بريطانيا‭ ‬العالمية‮»‬،‭ ‬مفاده‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الحظيرة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وقبول‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬التبعية‭ ‬لواشنطن‭. ‬ ومن‭ ‬جانبها،‭ ‬حاولت‭ ‬بريطانيا‭ ‬تهدئة‭ ‬التوترات‭. ‬وعلق‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬‮«‬بوريس‭ ‬جونسون‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬الدور‭ ‬الفرنسي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تعويضه‮»‬‭. ‬وحذر‭ ‬وزير‭ ‬شؤون‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬بوزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬والتنمية،‭ ‬‮«‬جيمس‭ ‬كليفرلي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬جميع‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬تمر‭ ‬بفترات‭ ‬من‭ ‬التوتر‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬تداعيات‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التعليقات‭ ‬اللاذعة‭ ‬من‭ ‬كبير‭ ‬دبلوماسيي‭ ‬باريس‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل،‭ ‬ينبغي‭ ‬تجنبها‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬ وفي‭ ‬خضم‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬الرافضة‭ ‬لاتفاق‭ ‬‮«‬أوكوس‮»‬،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬شعور‭ ‬داخل‭ ‬باريس‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬أهينت‭ ‬بلا‭ ‬مبرر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬حلفائها‮»‬‭. ‬وأوضحت‭ ‬‮«‬تارا‭ ‬فارما‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأوروبي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬صدمة‮»‬‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬أعرب‭ ‬‮«‬رينو‭ ‬جيرار‮»‬‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬‭ ‬عن‭ ‬أسفه‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬‮«‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الضربة‭ ‬جاءت‭ ‬فجأة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬سبب‭ ‬واضح‮»‬‭. ‬فيما‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬باتريك‭ ‬وينتور‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الفرنسيين،‭ ‬فإن‭ ‬دلالة‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬أسلحة‭ ‬ثنائي‭ ‬ملغى،‭ ‬ولكن‭ ‬كيف‭ ‬يتصرف‭ ‬الحلفاء‭ ‬مع‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض‮»‬‭.‬ وكجزء‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬كانت‭ ‬طريقة‭ ‬إعلان‭ ‬إنهاء‭ ‬الصفقات‭ ‬مع‭ ‬باريس‭ ‬تمثل‭ ‬إهانة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬إبلاغ‭ ‬‮«‬ماكرون‮»‬،‭ ‬بقرار‭ ‬أستراليا،‭ ‬إلا‭ ‬قبل‭ ‬وقت‭ ‬قصير‭ ‬من‭ ‬بدء‭ ‬إعلان‭ ‬‮«‬أوكوس‮»‬‭. ‬ولهذا،‭ ‬علق‭ ‬‮«‬ثيبولت‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬أعلن‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬استشارة‭ ‬مسبقة‭ -‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬مكالمة‭ ‬هاتفية،‭ ‬ولكن‭ ‬استشارة‭ ‬حقيقية‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬سيخلقه‭ ‬من‭ ‬عواقب‭- ‬يمثل‭ ‬انتهاكًا‭ ‬حقيقيًا‭ ‬للثقة‮»‬‭.‬ من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬فإن‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إبلاغ‭ ‬فرنسا‭ ‬بها‭ ‬قد‭ ‬تعرضت‭ ‬لانتقادات‭ ‬أيضا‭. ‬وعلق‭ ‬‮«‬نيكولاس‭ ‬دونغان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬كان‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الطرق‭ ‬المختلفة‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬الصدمة،‭ ‬لكن‭ ‬تعامل‭ ‬واشنطن‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الحادث‭ ‬كان‭ ‬مُحرجا‭ ‬للغاية‮»‬‭. ‬واعتبر‭ ‬‮«‬سيمون‭ ‬فريزر‮»‬،‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬‮«‬الخارجية‭ ‬البريطانية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬مستشاري‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬لبايدن،‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬‮«‬محترفين‭ ‬وذوي‭ ‬خبرة‭ ‬مطمئنة،‭ ‬يبدون‭ ‬الآن‭ ‬خرقاء‭ ‬بشكل‭ ‬مفاجئ،‭ ‬ويتخبطون‭ ‬في‭ ‬تعاملهم‭ ‬مع‭ ‬حلفائهم‮»‬‭.‬ علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الضرر‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬باريس‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬الكبرياء‭ ‬الوطني‭. ‬وكما‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬بيير‭ ‬موركوس،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬واشنطن‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬الاتفاقية‭ ‬التي‭ ‬تبلغ‭ ‬قيمتها‭ ‬مليارات‭ ‬الجنيهات‭ ‬مع‭ ‬أستراليا‭ ‬تضمن‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬‮«‬شبكة‭ ‬كاملة‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تأثيرها‭ ‬الاستراتيجي‮»‬،‭ ‬وبالتالي،‭ ‬فإن‭ ‬فقد‭ ‬العقد‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬الشراكة‭ ‬مُعرض‭ ‬للخطر‭ ‬الآن‮»‬‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬روبين‭ ‬نيبليت‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الإلغاء‭ ‬يمثل‭ ‬‮«‬ضربة‭ ‬قاسية‭ ‬لآلاف‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الدفاع‭ ‬عالية‭ ‬التقنية‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬يأتي‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬حساسة‭ ‬سياسيًّا‮»‬‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬ماكرون،‭ ‬الذي‭ ‬سيخوض‭ ‬السباق‭ ‬لإعادة‭ ‬انتخابه‭ ‬عام‭ ‬2022‭. ‬وبالتالي‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬خيار‭ ‬أمامه‭ ‬سوى‭ ‬الوقوف‭ ‬بحزم‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬هذه‭ ‬الإهانة‭ ‬الدبلوماسية‭.‬ وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الطبيعة‭ ‬الشديدة‭ ‬لهذا‭ ‬النزاع‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬داخل‭ ‬التحالف‭ ‬عبر‭ ‬الأطلسي،‭ ‬فقد‭ ‬تساءل‭ ‬المحللون‭ ‬حول‭ ‬تداعياته‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭. ‬وكتب‭ ‬‮«‬دان‭ ‬صباغ‮»‬،‭ ‬و«جوليان‭ ‬بورغر‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬النزاع‭ ‬‮«‬قد‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تدهور‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬تقريبًا‮»‬‭. ‬ووصف‭ ‬‮«‬وينتور‮»‬‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الصحيفة،‭ ‬استدعاء‭ ‬السفراء‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬تسبب‭ ‬في‭ ‬تدهور‭ ‬العلاقات‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬غير‭ ‬معهودة‭ ‬لعقود‭ ‬من‭ ‬الزمن‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬‮«‬الخلافات‭ ‬إبان‭ ‬حرب‭ ‬العراق‭ ‬أو‭ ‬حول‭ ‬الناتو‭ ‬قد‭ ‬أضحت‭ ‬غير‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬أمام‭ ‬تلك‭ ‬المُستجدات‮»‬‭.‬ وبشكل‭ ‬خاص،‭ ‬فإن‭ ‬قيام‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬فرنسا‭ ‬حليفها‭ ‬الأقدم،‭ ‬بالاستحواذ‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الصفقة‭ ‬لأستراليا؛‭ ‬يمثل‭ ‬مصدر‭ ‬قلق‭ ‬خاص‭ ‬لباريس‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أدان‭ ‬‮«‬لودريان‮»‬،‭ ‬الإدارة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لبايدن،‭ ‬ووصف‭ ‬قرارها،‭ ‬بأنها‭ ‬تُشبه‭ ‬‮«‬سياسات‭ ‬السيد‭ ‬ترامب‮»‬‭. ‬كما‭ ‬حث‭ ‬‮«‬بيتر‭ ‬ريكيتس‮»‬،‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬اللوردات‭ ‬على‭ ‬‮«‬توخي‭ ‬الحذر‮»‬،‭ ‬واصفًا‭ ‬انسحاب‭ ‬السفراء‭ ‬الفرنسيين‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬جبل‭ ‬الجليد‮»‬،‭ ‬وحذر‭ ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هذا‭ ‬أكثر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬خلاف‭ ‬دبلوماسي‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬يبدو‭ ‬وكأنه‭ ‬‮«‬فشل‭ ‬كامل‭ ‬في‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬الحلفاء‮»‬،‭ ‬ويدعو‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الشك‭ ‬في‭ ‬ماهية‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‮»‬،‭ ‬وبالتالي‭ ‬‮«‬خلق‭ ‬شرخ‭ ‬كبير‮»‬‭ ‬للتحالف‭ ‬عبر‭ ‬الأطلسي‭.‬ وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬يُتوقع‭ ‬أن‭ ‬تزيد‭ ‬هذه‭ ‬الواقعة‭ ‬من‭ ‬سعي‭ ‬فرنسا‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬‮«‬الاستقلال‭ ‬الاستراتيجي‮»‬‭ ‬داخل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬طالما‭ ‬سعت‭ ‬إليه‭. ‬وأوضح‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الفرنسي،‭ ‬‮«‬لودريان‮»‬،‭ ‬ووزيرة‭ ‬الدفاع‭ ‬الفرنسية،‭ ‬‮«‬بارلي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬التحالف‭ ‬الدفاعي‭ ‬متعدد‭ ‬الأطراف‭ ‬‮«‬أوكوس‮»‬‭ ‬‮«‬يؤكد‭ ‬حاجة‭ ‬جعل‭ ‬قضية‭ ‬الاستقلال‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الأوروبي‭ ‬أمرًا‭ ‬ملحًا‭ ‬وواضحًا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‮»‬‭.‬ ووفقا‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المحللين،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬دعوات‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬وأستراليا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تهدئة‭ ‬الأجواء‭ ‬وإعادة‭ ‬العلاقات‭ ‬الوثيقة‭ ‬مع‭ ‬باريس،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المخاوف‭ ‬المرتبطة‭ ‬باحتمال‭ ‬انقسام‭ ‬التحالف‭ ‬عبر‭ ‬الأطلسي‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬ستيفن‭ ‬والت‮»‬،‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬‮«‬هارفارد‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬فرنسا‭ ‬إلغاء‭ ‬‮«‬حفل‭ ‬صداقة‮»‬‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬كان‭ ‬مقررًا‭ ‬إقامته‭ ‬يوم‭ ‬17‭ ‬سبتمبر‭ ‬2021‭. ‬بواشنطن‭ ‬بمناسبة‭ ‬بمرور‭ ‬240‭ ‬عامًا‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬بينهما،‭ ‬يُظهر‭ ‬مدى‭ ‬الغضب‭ ‬الفرنسي‭ ‬حيال‭ ‬هذا‭ ‬التحاف‭ ‬الدفاعي،‭ ‬وأن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬وأستراليا‭ ‬‮«‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التحرك‭ ‬سريعًا‭ ‬لتهدئة‭ ‬التوتر‭ ‬مع‭ ‬باريس‭. ‬وبالمثل،‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬هيو‭ ‬سكوفيلد‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التعاون‭ ‬الفرنسي‭ ‬البريطاني‭ ‬منطقي‭ ‬للغاية‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاهله‭ ‬لاستمرار‭ ‬المصالح‭ ‬طويلة‭ ‬المدى‭ ‬لكلا‭ ‬البلدين‮»‬‭.‬ وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬يرى‭ ‬المراقبون،‭ ‬أن‭ ‬التحالف‭ ‬الدفاعي‭ ‬‮«‬أوكوس‮»‬،‭ ‬حقق‭ ‬لبريطانيا‭ ‬انتصارًا‮»‬،‭ ‬وفقًا‭ ‬لما‭ ‬قاله‭ ‬‮«‬باتريك‭ ‬وينتور‮»‬،‭ ‬بصحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬‭. ‬وكتب‭ ‬‮«‬روبن‭ ‬نيبليت‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬باريس‭ ‬‮«‬تقف‭ ‬الآن‭ ‬وحيدة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬مصالحها‭ ‬الاستراتيجية‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬نجحت‭ ‬بريطانيا‭ ‬في‭ ‬إصلاح‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وعززت‭ ‬اتصالاتها‭ ‬مع‭ ‬أستراليا،‭ ‬واستطاعت‭ ‬أن‭ ‬تخلق‭ ‬لها‭ ‬موطئ‭ ‬قدم‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬المحيطين‭ ‬الهندي‭ ‬والهادئ‭ ‬لحماية‭ ‬مصالحها‭ ‬الأمنية‮»‬‭. ‬ وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬نيك‭ ‬تيموثي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬التليجراف‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المزاعم‭ ‬الفرنسية‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬البريطانيين‭ ‬‮«‬لا‭ ‬صلة‭ ‬لهم‭ ‬بموضوع‭ ‬الخلاف‭ ‬الراهن‮»‬‭ ‬خاطئة‭ ‬تمامًا،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬‮«‬لندن‭ ‬تسعى‭ ‬بجهد‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬لكي‭ ‬تجعل‭ ‬نفسها‭ ‬لاعبًا‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ‮»‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تقوم‭ ‬‮«‬بإنشاء‭ ‬وتعميق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التحالفات‭ ‬خارج‭ ‬الناتو‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‮»‬‭. ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬باتت‭ ‬تُظهر‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬المرونة‭ ‬والتنوع‭ ‬في‭ ‬سياستها‭ ‬الخارجية‭ ‬بعد‭ ‬البريكست‮»‬،‭ ‬وهنا‭ ‬أصبح‭ ‬تنفيذ‭ ‬استراتيجية‭ ‬‮«‬بريطانيا‭ ‬العالمية‮»‬‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحًا‭ ‬من‭ ‬ذي‭ ‬قبل‭. ‬فيما‭ ‬أضافت‭ ‬‮«‬إميلي‭ ‬تامكين‮»‬‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬نيو‭ ‬ستيتسمان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أوكوس‮»‬‭ ‬فتح‭ ‬‮«‬طريقًا‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬لظهور‭ ‬بريطانيا‭ ‬العالمية‭ ‬الطموحة‮»‬‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬‮«‬كيري‭ ‬براون‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬برر‭ ‬هذا‭ ‬التحالف‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬محاولة‭ ‬لتحقيق‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬مغادرة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬والقيام‭ ‬بدور‭ ‬أمني‭ ‬هادف‭ ‬في‭ ‬النهاية‮»‬‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬بن‭ ‬سميث‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬التليجراف‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬يقدم‭ ‬دفعة‭ ‬خاصة‭ ‬للعلاقة‭ ‬بين‭ ‬لندن‭ ‬وواشنطن،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يوفر‭ ‬اللحظة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬إحياء‭ ‬العلاقة‭ ‬الخاصة‭ ‬بينهما‮»‬‭.‬ من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬كوري‭ ‬شاك‮»‬،‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬‮«‬أمريكان‭ ‬إنتربرايز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬التحالف‭ ‬ضمن‭ ‬الفرصة‭ ‬‮«‬لإدارة‭ ‬بايدن‭ ‬لإظهار‭ ‬التزامها‭ ‬بأمن‭ ‬حلفائها‭ ‬بعد‭ ‬كارثة‭ ‬انسحاب‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬أفغانستان،‭ ‬وأنه‭ ‬يعد‭ ‬‮«‬رسالة‭ ‬أنيقة‮»‬‭ ‬لتذكير‭ ‬الصين‭ ‬بأن‭ ‬حلفاء‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لديهم‭ ‬تحالفاتهم‭ ‬الدفاعية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬لمواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬لبكين‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬توفير‭ ‬غواصات‭ ‬تعمل‭ ‬بالطاقة‭ ‬النووية‭ ‬للأستراليين‭ ‬يعزز‭ ‬أيضًا‭ ‬مبدأ‭ ‬التوازن‭ ‬الإقليمي‭. ‬وفقًا‭ ‬للرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمركز‭ ‬الأمن‭ ‬الأمريكي‭ ‬الجديد‭ ‬‮«‬ريتشارد‭ ‬فونتين‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬أضاف‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المقياس‭ ‬الحقيقي‭ ‬لمقارنة‭ ‬آليات‭ ‬القوة‭ ‬والهيمنة‭ ‬ليس‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬ولكنها‭ ‬باتت‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحلفائها‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‮»‬‭.‬ على‭ ‬العموم،‭ ‬يمثل‭ ‬القرار‭ ‬الفرنسي‭ ‬بتصعيد‭ ‬نزاعها‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬وأستراليا‭ ‬بشأن‭ ‬التدابير‭ ‬الأخيرة‭ ‬للتحالف‭ ‬‮«‬أوكوس‮»‬،‭ ‬أحد‭ ‬أخطر‭ ‬العقبات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تجعل‭ ‬التحالف‭ ‬عبر‭ ‬الأطلسي‭ ‬أمام‭ ‬احتمالات‭ ‬الانقسام‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬صعوبة‭ ‬التفاوض‭ ‬بين‭ ‬أعضائه‭ ‬طيلة‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬قادمة‭ ‬على‭ ‬إنجاز‭ ‬المهام‭ ‬الدفاعية‭ ‬المطلوبة،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬إحساس‭ ‬باريس‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تقويض‭ ‬مكانتها‭ ‬كحليف‭ ‬قوي‭ ‬للدول‭ ‬الثلاث‭. ‬ وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬بايدن‭ ‬وجونسون‭ ‬قد‭ ‬يعملان‭ ‬على‭ ‬تهدئة‭ ‬الغضب‭ ‬الفرنسي‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القصير،‭ ‬فإن‭ ‬شراسة‭ ‬إدانات‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الفرنسي،‭ ‬إزاء‭ ‬هذا‭ ‬التحالف،‭ ‬وإلغاء‭ ‬الاجتماع‭ ‬الثنائي‭ ‬بين‭ ‬وزيري‭ ‬الدفاع‭ ‬البريطاني‭ ‬والفرنسي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تُرى‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬بمثابة‭ ‬مؤشرات‭ ‬قوية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬باريس‭ ‬لن‭ ‬تنسى‭ ‬بسرعة‭ ‬هذا‭ ‬الإحراج،‭ ‬وسوف‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬النيل‭ ‬من‭ ‬مكانتها‭ ‬وأهميتها‭ ‬الدولية‭ ‬ومصالحها‭ ‬الأمنية‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬

مشاركة :