تجدّدت الاتهامات الموجهة للصين بأنها نشرت فيروس كورونا للبشرية، وهو أمر لطالما نفته السلطات الرسمية في بكين. ففي هذا الإطار، قالت صحيفة “ذا تلجراف” البريطانية إنّ علماء معهد ووهان للفيروسات الصيني خططوا لتسريب أنواع محدثة من فيروسات كورونا في مجموعات من الخفافيش عام 2018 ضمن دراسة لتصميم اللقاحات. الصحيفة قالت إنَّ العلماء عرضوا قبل 18 شهرًا من تسجيل الإصابات الأولى بكورونا، خططًا لإطلاق جُسيمات تخترق الجلد وتحتوي على بروتينات من فيروسات كورونا إلى مجموعات خفافيش الكهوف في مقاطعة يونان الصين. في الوقت نفسه، خطط فريق العلماء الذى ضم باحثين أمريكيين، وفق الصحيفة، لتركيب فيروسات محدثة جينيًّا قادرة على إصابة البشر بطريقة أسهل، وطلبوا 14 مليون دولار من وكالة مشروعات الأبحاث الدفاعية الواعدة التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، لتمويل هذه الدراسة، لكن الطرف الأمريكى رفض ذلك، معتبرًا أنها قد تعرض حياة أعضاء المجتمعات المحلية للخطر. وكثيرًا ما وُجهت اتهامات للصين بأنها مسؤولة عن تسريب فيروس كورونا إلى البشرية، ففي مايو الماضي طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن التحقيق في نشأة فيروس كورونا بعد قناعة الاستخبارات الأمريكية بأدلة تشير إلى أن فيروس كورونا ربما تم صنعه داخل مختبرات ووهان الصينية، وتسرب عن طريق الخطأ من المختبر لينتشر في ووهان ثم إلى الصين والعالم. صحيفة وول ستريت جورنال كانت قد نقلت في مايو الماضي، عن بيانات من الاستخبارات الأمريكية زعمت أن ثلاثة علماء صينيين على الأقل من معهد ووهان لعلم الفيروسات في الصين أصيبوا بالمرض بشكل خطير في نوفمبر 2019، الأمر الذي رأت أنه في صالح نظرية الأصل الاصطناعي لفيروس كورونا المستجد. في المقابل، تصف السلطات الصينية ترويج معلومات تحملها مسؤولية ظهور الفيروس بأنها أمر غير حقيقي ولا يتوافق مع الواقع. دعمًا للرد الصيني أيضًا، نُشر في مارس الماضي تقريرٌ لمجموعة دولية من الخبراء كانت في مهمة بالصين في يناير وفبراير الماضيين للتحقيق في أصل الفيروس التاجي المستحد، ومن خلاله لم يتمكن الخبراء الدوليون من التوصل إلى استنتاج لا لبس فيه.
مشاركة :