صوّتت مجموعة مدافعة عن الديموقراطية في هونج كونج نظّمت تجمّعات لتكريم ضحايا أحداث ساحة تيان أنمين لصالح حل نفسها، السبت، في ظل حملة أمنية صينية تستهدف المعارضة. وكانت مجموعة “تحالف هونج كونج” من بين أهم رموز التعددية السياسية التي كانت تميّز المدينة ويعد حلّها مؤشرا جديدا الى مدى السرعة التي تعيد الصين من خلالها تشكيل هونج كونج لتصبح نسخة عنها لجهة الاستبداد. وبعد الإعلان عن قرار حل المجموعة، قرأ ممثل عنها رسالة من رئيس التحالف لي تشيوك-يان، المسجون حاليا. وجاء في الرسالة “لا يمكن للنظام انتزاع ذاكرة الناس وضمائرهم. سيتناقل أهالي هونغ كونغ مبادىء تحالف هونغ كونغ في قلوبهم”. ويقبع العديد من قادة التحالف في السجون أثر مشاركتهم في الحراك الديموقراطي الذي شهدته المدينة. ووجّهت الشرطة اتهامات هذا الشهر إلى ثلاث شخصيات قيادية بينها لي، بالتخريب، ما يعد جريمة أمن قومي. وفي الأسبوع ذاته، دهم عناصر أمن متحفا تم إغلاقه كانت تديره المجموعة لاستذكار حملة بكين الأمنية الدامية التي استهدفت ساحة تيان أنمين عام 1989، فأزالت معروضات وصورا وغيرها من التذكارات. كما أمرت الشرطة المجموعة بإغلاق موقعها الإلكتروني ومنصاتها على وسائل التواصل الاجتماعي فيما تعهّدت السلطات سحب اعتمادها كشركة. وكانت قيادة التحالف منقسمة بشأن حله. واجتاحت تظاهرات ضخمة تخللها العنف أحيانا هونغ كونغ عام 2019. وردت الصين بفرض قانون جديد للأمن القومي جرّم معظم أشكال المعارضة وأطلقت حملة لتطهير المدينة من الأفراد والمجموعات التي تعتبرها خائنة. وتم توجيه اتهامات لأكثر من 90 شخصا بموجب القانون، بينما تم حل عشرات مجموعات المجتمع المدني، بما في ذلك نقابات وأحزاب سياسية. وأبلغ التحالف مطلع العام بأن وحدة الأمن القومي تحقق بشأنه وصدرت أوامر له بتسليم مجموعة وثائق وتفاصيل بشأن عضويته. وبخلاف العديد من مجموعات المعارضة التي أغلقت سريعا أو امتثلت لأوامر الشرطة، تبنّى التحالف نهجا أكثر تحديا. لكن عندما أكد التحالف أنه لن يتعاون مع التحقيق، وجّهت الشرطة اتهامات لقادته بالتخريب. وتأسست المجموعة التي عرفت رسميا بـ”تحالف هونج كونج دعما للحركات الوطنية الديموقراطية في الصين” في مايو 1989 لدعم الطلبة الذين نظّموا مسيرات مطالبة بالديموقراطية ومناهضة للفساد في بكين. وبعد شهر، أرسل قادة الصين مدرّعات وجنودا لسحق الحراك في ساحة تيان أنمين، في قرار خضع لرقابة مشددة لاحقا في بكين وحذف من السجّلات العامة في البر الرئيسي. وفي العقود التي تلت، أبقى التحالف أحداث تيان أنمين حية ودعا قادة الصين الشيوعيين إلى تبنى إصلاحات. وفي الرابع من يونيو من كل عام، نظّمت المجموعة وقفات بالشموع في حديقة فيكتوريا في هونغ كونغ حضرها عادة عشرات آلاف السكان. وازداد عدد المشاركين فيها في السنوات الأخيرة في ظل ازدياد الغضب في المدينة حيال طريقة إدارتها من قبل بكين. وانفجر هذا الغضب على مدى سبعة أشهر من التظاهرات سنة 2019. وأعلنت بكين مذاك أنها لن تتسامح مع أي تجمّعات لاحياء ذكرى تيان أنمين في هونج كونج أو ماكاو.
مشاركة :