واشنطن تنهي قضية الاحتيال ضد مديرة "هواوي" .. بكين وأوتاوا تطويان صفحة الخلاف

  • 9/25/2021
  • 20:13
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

وصلت الصينية منج وان تشو، المديرة المالية لشركة هواوي إلى الصين أمس، بعد أن قضت أكثر من ألف يوم رهن الإقامة الجبرية في كندا، بعد اتفاق مع المدعين العامين الأمريكيين لإنهاء قضية احتيال ضدها. وذكرت وسائل إعلام محلية أنه تم الإفراج عن كنديين كانت السلطات الصينية احتجزتهما بعد أيام فقط من احتجاز منج، وعادا إلى كالجاري أمس، حيث استقبلهما جاستن ترودو رئيس الوزراء. وسُمح لمنج، ابنة رين تشنجفي مؤسس "هواوي تكنولوجيز"، بالعودة للوطن بعد التوصل لاتفاق الجمعة، لإنهاء قضية احتيال مصرفي، وأسفر ذلك عن إلغاء جلسة في محكمة في فانكوفر في اليوم نفسه للنظر في طلب الولايات المتحدة تسلمها. وكانت قضية التسليم، التي استمرت لأعوام مصدرا رئيسا للخلاف بين بكين وواشنطن مع إشارة المسؤولين الصينيين إلى ضرورة إسقاط القضية للمساعدة على إنهاء الجمود الدبلوماسي. ورحبت وسائل الإعلام الصينية الرسمية بعودة منج إلى "الوطن الأم"، ولكن وسائل الإعلام الصينية لزمت الصمت بشأن مايكل كوفريج ومايكل سبافور الكنديين اللذين أفرجت عنهما الصين في خطوة تبادلية على ما يبدو من جانب بكين. ووفقا لـ"رويترز"، قال ترودو إنه تم الإفراج عنهما أيضا بعد ساعات قليلة من إطلاق سراح منج. وأظهرت لقطات لقناة (سي.تي.في) ترودو يستقبل رجل الأعمال سبافور والدبلوماسي السابق كوفريج لدى وصولهما إلى مدينة كالجاري بغرب كندا، بينما لم يصدر أي تعليق من مكتب رئيس الوزراء. وتعرض بسبب هذه الصفقة الرئيس الأمريكي جو بايدن لانتقادات من جانب المعارضين بشدة للصين في واشنطن، والذين يقولون إن إدارته تستسلم للصين وإحدى شركاتها الكبرى، التي في محور التنافس التكنولوجي العالمي بين البلدين. وألقي القبض على منج في مطار فانكوفر الدولي في كانون الأول (ديسمبر) 2018 بناء على مذكرة من الولايات المتحدة، وبعد جدل قانوني استمر أكثر من عامين سمح لمنج أخيرا بمغادرة كندا والعودة إلى الصين الجمعة بعد تأمين الصفقة مع ممثلي الادعاء العام الأمريكي. وقالت نيكول بوكمان المدعية الأمريكية بالإنابة إن منج "تحملت مسؤولية دورها الرئيس في مواصلة مخطط للاحتيال على مؤسسة مالية عالمية". ولكن هوا تشون ينج المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية قالت إن التهم الموجهة إليها ملفقة من أجل قمع صناعات التكنولوجيا المتطورة في البلاد. وأفاد أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي بأن "الحكومة الأمريكية تقف بجانب المجتمع الدولي في الترحيب بقرار الإفراج عن الكنديين. وفي تصريحات أدلت بها إلى الصحافيين قبل توجهها إلى الصين، قالت مينج "على مدى الأعوام الثلاثة الماضية، انقلبت حياتي رأسا على عقب وكانت فترة مربكة بالنسبة إلي كأم وزوجة ومسؤولة في شركة". ونشرت رسالة في وقت لاحق من طائرتها على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية قائلة "شكرا للحزب والحكومة". وأضافت "ها هو اللون الأحمر الصيني الساطع، يقودني في مسيرتي الطويلة إلى الوطن". ويزيل حل القضية عثرة في طريق العلاقات بين بكين وواشنطن وأوتاوا، حيث اتهمت بكين الأمريكيين بشن حملة على رمز صيني كبير في قطاع التكنولوجيا. واكتفى مدعون أمريكيون الجمعة بموافقة مينج على بيان حقائق مرتبط بالقضية، ووافقوا في المقابل على إرجاء التهم حتى 2022 ومن ثم إسقاطها إذا التزمت مينج بنود الاتفاق. وجاءت التهم وتوقيف مينج في إطار حملة أوسع ضد "هواوي"، الشركة الخاصة، التي تتهمها الولايات المتحدة بالارتباط بالحكومة والجيش والصينيين. ويشير مسؤولون أمريكيون إلى أن هواتف هواوي وأجهزة التوجيه والاتصال التي تنتجها وتستخدم بشكل واسع حول العالم تعد أداة للاستخبارات الصينية للوصول إلى الاتصالات العالمية، وتنفي "هواوي" بدورها أي صلة لها بالجيش الصيني. وأفادت الشركة أمس، بأنها "ستواصل الدفاع عن نفسها ضد الاتهامات في المحاكم الأمريكية". بدورها قالت لينيت أونج، الأستاذة المساعدة المتخصصة في العلوم السياسية في جامعة تورونتو "أصرت بكين طوال هذه المدة على أن القضية ليست دبلوماسية رهائن- لكنهم الآن أوضحوا بلا لبس بأنها عملية تبادل رهائن". وأضافت "أعتقد أن ما حصل يرسل على الأرجح الدرس الخاطئ للصين- بأن دبلوماسية الرهائن مفيدة". وأفاد جي سان- جاك سفير كندا السابق في الصين في تصريحات بأن إطلاق سراح كوفريج وسبافور تزامنا مع الإفراج عن مينج "يثبت أنها كانت دبلوماسية رهائن". لكن ذلك يعني أيضا "شوكة واحد أزيلت" في طريق العلاقة الثنائية، إلا أنه استبعد بأن تعود العلاقات الكندية الصينية "إلى ما كانت عليه في السابق".

مشاركة :