«كراي ماتشو».. كلينت إيستوود يتعثر في العودة إلى السرج

  • 9/26/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

نقترب من الذكرى الـ50 لصدور فيلم Play Misty for Me، وهو أول فيلم أخرجه أسطورة هوليوود كلينت إيستوود (91 عاماً)، وكذلك نقترب من الذكرى الـ50 لصدور فيلم Dirty Harry من بطولة إيستوود وإخراج دون سيغل، والفيلمان طرحا في نوفمبر وديسمبر من عام 1971 على التوالي. لم يكونا الفيلمان اللذان قدما إيستوود إلى الجمهور، فالأسطورة كان نجم ثلاثية الدولار تحت إدارة سيرجيو ليوني. كان الأسطورة بلا اسم وقتها وكان اسم شخصيته في الثلاثية (الرجل بلا اسم). في منتصف الستينات هزت الثلاثية صالات السينما الأوروبية، ومن هناك تنبهت هوليوود واستوردت الثلاثية عام 1967، وتحول (الرجل بلا اسم) إلى أسطورة خلال العقود الخمسة التالية. أخرج إيستوود The Outlaw Josey Wales وPale Rider وUnforgiven وMillion Dollar Baby والأخيران فازا بأوسكاري أفضل فيلمين عامي 1992 و2004. الرجل شغوف بعمله ويصنع أفلاماً ممتازة، مثل: «قناص أميركي» و«سولي» و«ريتشارد جويل» و«ذا ميول» وكلها قصص حقيقية. واليوم في عقده التاسع لايزال الرجل وكأنه في قمة عطائه. لكن رغم ذلك، فإن فيلمه الجديد Cry Macho ليس سيئاً إطلاقاً، إلا أنه لا يرقى لمستوى الأسطورة. إيستوود اليوم في مستوى جون وين في منتصف الخمسينات إلى أول الستينات، وهما رمزان لسينما الويسترن/‏‏‏ الكاوبوي، لا يمكن أبداً تخيل كيف ستكون سينما الويسترن دونهما. الفيلم مشتت قليلاً، هناك قصة رجل يكلف آخر بمهمة تتخللها قصتا حب بين امرأتين ورجل عجوز، وهناك صبي قصته تطرح أسئلة والفيلم لا يجيب عنها. الفيلم مقتبس من رواية بالعنوان نفسه صدرت عام 1975 من تأليف إن ريتشارد ناش، الذي كتب جزءاً من نص الفيلم قبل رحيله مع نيك شينك. تدور أحداث «كراي ماتشو» عام 1979، نرى مايك (إيستوود) يعيش وحيداً في تكساس بعد مقتل زوجته وابنه في حادث سيارة، وانتهت مسيرته كنجم روديو بسقوطه من حصان وكسر ظهره. هاوارد (دوايت يواكام) كان رب عمل مايك، وكان يكفله مالياً باستمرار، والآن هاوارد يريد من مايك رد الجميل بالذهاب إلى المكسيك واسترجاع ابن الأول (13 عاماً) رافاييل (إدواردو مينيت) والعودة به إلى تكساس. لا نريد إبداء قسوة على الأسطورة، فمن منا لا يريد العيش إلى العقد التاسع والبقاء في ذروة عطائه وفي صحة جيدة؟ لكن عندما نعلم أن هاوارد أرسل شخصين وفشلا في استرجاع ابنه فلماذا يتصور أن مايك العجوز المصاب في جسده سينجح؟ ينطلق مايك إلى قصر والدة رافاييل ليتا (التشيلية فيرناندا أوريهولا) امرأة مغرية في فستان ضيق محاطة بحراسها وتدير عملاً غير شرعي. تقول ليتا لمايك إن رافاييل ليس صبياً بريئاً، هو قوي ومراهق متمرد وصانع مشكلات، ويشارك في مصارعة الديوك. تقول له خذه لو أردت. ثم تحاول ليتا إغواء مايك الذي يرفض تحركاتها تجاهه، فتغضب وتتهمه بإهانتها. يجد مايك رافاييل في مبارزة ديوك وعلى وشك الدخول في مبارزة بديكه الذي يسميه (ماتشو)، لكن تصل الشرطة وتوقف المبارزة. بعد حوار ركيك يخبر مايك رفاييل خلاله أنه جاء ليأخذه إلى والده، يتحول كراي ماتشو إلى فيلم طريق وطوال هذا الطريق نتساءل: «لو أن رافاييل كما تصفه والدته فلماذا نراه طيباً ساذجاً بريئاً مع مايك؟»، وإذا كان رافاييل يعشق ديكه (ماتشو) فلماذا يجبره على دخول مبارزات عنيفة من أجل كسب المال؟ لا توجد في الفيلم أية إجابات! يطارد رجال ليتا وأفراد من الشرطة مايك ورافاييل ويمنعوهما من الوصول إلى الحدود، وتتعقد الأمور عندما تسرق سيارة مايك. يضطر الاثنان إلى المكوث في بلدة حدودية لا يوجد فيها سوى مطعم واحد تديره مارتا (ناتاليا ترافين)، وهي أرملة تعطف على رافاييل وتنجذب لمايك وتوفر لهما مأوى. لسبب ما هذا المطعم يبدو مغلقاً ونرى مقاعده مقلوبة فوق طاولاته، ولا يوجد أحد سوى مارتا ورافاييل ومايك يتناولون الطعام فيه. كراي ماتشو مليء بحوارات عديمة الفائدة، فعندما يخبر مايك ليتا أنه وجد رافاييل، تسأله أين؟ فيقول: حيث أخبرتيني أنه سيكون موجوداً! وهي إشارة إلى حوارهما الأول عندما أخبرته أنه موجود في مبارزات الديوك. وعندما يقول مايك لرافاييل إنه سيأخذ طريقاً جانبياً فإنه يفعل ذلك بالضبط! هل احتاج هذان المشهدان إلى حوارات أصلا؟ وهناك قصة فرعية غير مكتملة عن السبب الحقيقي لرغبة هاوارد إحضار ابنه من المكسيك. كما أن هناك محاضرة مملة يلقيها مايك في السيارة على رافاييل عن أن «ماتشو» (المصطلح و ليس الديك) مبالغ في تقديره. وماتشو تعني رجولياً أو مفتول العضلات، وهي كلمة هيمنت على سينما الأكشن في الثمانينات بسبب أبطال مفتولي العضلات مثل سلفستر ستالون وأرنولد شوارتزينيغر. المثير للاهتمام أن إيستوود نفسه تزعم سينما ماتشو في السبعينات قبل مفتولي العضلات، خصوصاً أفلام ديرتي هاري من 1971 إلى 1988. فهل معنى ذلك أن الرجل تراجع عن أفكار آمن بها منذ نصف قرن؟ من الجميل رؤية إيستوود حتى لو كان يستخدم بديلاً لركوب الخيل في الفيلم. معذور الرجل فهو طاعن في السن، ولكننا كنا نتوقع الكثير من رجل أنعش سينما الويسترن من الستينات وحتى التسعينات، وهذا أول ويسترن لإيستوود منذ 1992، وكان بحاجة إلى الاهتمام أكثر بدل أن يكون الفيلم وبطله في حالة استرخاء وكأن شيئاً لا يهم. كان من الأفضل اكتفاء إيستوود بالإخراج وإعطاء البطولة لصديقه الشاب برادلي كوبر، وأيضاً كان أفضل تطعيم الفيلم بعناصر الويسترن المفقودة، مثل الأكشن والتشويق ورئيس الشرطة الفاسد أو المغلوب على أمره. هناك شيء واحد نعلمه بالتأكيد أن هذا الفيلم العادي جداً كان من الممكن أن يكون أفضل. • كنا نتوقع الكثير من رجل أنعش سينما الويسترن من الستينات وحتى التسعينات.  • كان من الأفضل اكتفاء إيستوود بالإخراج وإعطاء البطولة لصديقه الشاب برادلي كوبر. لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :