اليمن - نظم يمنيون مسيرة في مدينة تعز (جنوب غرب)، السبت، احتجاجا على انهيار قيمة الريال والفساد وارتفاع الأسعار، مطالبين بإقالة الحكومة وحملوها مسؤولية الأوضاع الصعبة التي يعيشونها. وشارك المئات في مسيرة بشارع جمال، وسط تعز، استجابة لدعوة أطلقتها الهبة الشبابية للتصحيح (مكون شبابي). ورفع المحتجون لافتات كتب على بعضها “صرف الوعود الكاذبة لا تدوم”، و”يا حكومة يا تحالف (التحالف العربي).. أوقفوا تدهور الريال”. وقال بيان صادر عن الهبة الشبابية للتصحيح إن “الجوع والغلاء وحرب الخدمات قد انعكس على حياة كل فرد (..) هذه المعاناة هي ما يوحدنا في وجه حكومة ولدت مشوهة وميتة وغير مبالية بمصير الشعب ووضعه المعيشي”. وطالب البيان الذي تلي على هامش المسيرة “بإقالة حكومة معين عبدالملك وتعيين حكومة كفاءات مصغرة مهمتها تحرير البلاد من الحوثيين ووضع حد للتدهور الاقتصادي ووقف انهيار العملة قبل فوات الأوان”. كما طالب “التجار في تعز وبقية المحافظات المحررة (الخاضعة للحكومة) لمزيد من التصعيد والإضراب الشامل حتى يتم التحرك بخطوات جادة ووضع حلول من شأنها وقف انهيار العملة”. الغلاء وسوء الخدمات العمومية وانعدامها في أحيان كثيرة كانت من أسباب تفجّر احتجاجات شعبية في تعز تطالب رئيس الوزراء بالقيام بواجباته الأساسية تجاه السكان وكان الغلاء وسوء الخدمات العمومية وانعدامها في أحيان كثيرة من أسباب تفجّر احتجاجات شعبية مؤخّرا في تعز طالب المحتجّون خلالها حكومة رئيس الوزراء معين عبدالملك بالقيام بواجباتها الأساسية تجاه السكان كما طالبوا بإقالة المحافظ لاتهامه بالفساد. كما يندد المحتجون بالارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية جراء التدهور غير المسبوق في تاريخ الريال اليمني؛ حيث تجاوز سعر الدولار الواحد 1200 ريال. ويرى الباحث الاقتصادي اليمني محمد الحريبي أنّ “انهيار الريال يفاقم من سوء الوضع الإنساني في بلد يحتاج فيه معظم السكان إلى المساعدات الطارئة”، موضحا أنّ “الانخفاض المستمر في سعر العملة له تأثيرات مباشرة على قدرة الناس على شراء المواد الأساسية ومتطلباتهم في مواجهة أعباء الحياة”. ويلفت الحريبي إلى أنّ “انهيار العملة يأتي في ظل عدم وجود أيّ إجراءات للحفاظ على استقرارها وإيقاف حالة الانهيار المستمر”. وقبل الحرب التي بدأت عام 2015 في اليمن كان الدولار الواحد يباع بـ215 ريالا، فيما نزلت، مع هبوط الريال، قيمة مرتبات الكثير من الفئات إلى ما يعادل أقل من 100 دولار. وأدت الحرب المستمرة في اليمن إلى جعل الملايين من سكّانه على حافة المجاعة في ما قرابة 80 في المئة من السكان باتوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وفق تقارير الأمم المتحدة. وذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في تقرير أصدره مؤخرا أن الأسعار ارتفعت بنسبة 200 في المئة منذ بدء الحرب في اليمن.
مشاركة :