يعتقد الكثير من الناس أن ذلك العضو الصغير المسمى بالزائدة الدودية لافائدة منه ، وأنه قد يضر الجسم ولاينفعه ، وأنه ويـل لمن تلتهب زائدته من آلام حادة قد تصل إلى حد الموت – لاقدر الله إذا لم يتم إسعاف المريض. ويقول أخصائي الجراحة العامة الدكتور / طلال محمد أحمد بأن هذا الإعتقاد خاطىء فالزائدة الدودية والتي تقع في بداية القولون الأعور في ربع البطن السفلي الأيمن تحتوي على جريبات لمفاوية تشارك في جهاز المناعة في الأمعاء حيث تساهم في إنتاج الفلوبيولينات المناعية التي تلعب دوراً فعالاً جداً كحاجز يحمي البدن من البيئة الخارجية العدوانية. وحول صفة الآلام الحادة التي تسببها الزائدة الدودية أوضح د.طلال أن هذا العضو معرض للإصابة بالإلتهاب معطياً الحالة البطنية الجراحية الأكثر شيوعاً عند الإنسان ، ويكثر حدوثها بين سن الثانية عشر والثلاثين عاماً حيث أن نسبة حدوثها تنخفض انخفاضاً حاداً بعد هذا السن لتصبح نادرة جداً في سن الستين. وبين أخصائي الجراحة العامة أن الأعراض النموذجية التي يراجع بها المريض هي : ألم مفاجىء في منطقة ماحول السرة ينتقل ليتوضع في ربع البطن السفلي الأيمن يتبعه حدوث الغثيان أو الإقياء وفقد الشهية للطعام مع ارتفاع طفيف فى درجة الحرارة ، ومن المهم هنا أن نعرف أن التهاب الزائدة الدودية الحاد ليس دائماً يأتي بهذا التسلسل للأعراض فقد تكون مخاتلة ولكن في جميع الأحوال يوجد ألم بطني في الربع السفلي الأيمن. وينصح د.طلال بأن على المريض في هذه الحالة سرعة مراجعة الطبيب حيث أن تشخيص الحالة سهل وعلاجها بسيط وذلك بإجراءشق بطني صغير( 3-4) سم وعمل جراحي سهل على الجراح يتناول فيها الزائدة في دقائق منهياً عمله الجراحي ومن ثم خروج المريض من المستشفى في فترة لاتتجاوز 48 ساعة. ويحذر الدكتور طلال من أن هذا العلاج البسيط سوف يتحول إلى علاج صعب ومحفوف بالمخاطر إذا تأخر المريض في مراجعة طبيبه أو أنه بدأ بمعالجة نفسه بتناول بعض المسكنات والمضادات الحيوية ، مما يخفي أعراض التهاب الزائدة الدودية ويجعلها عرضة للإنثقاب وانتشار الإنتان في البطن وبالتالي شق جراحي كبير ، وعمل جراحي طويل وإزعاج للجراح الذي تتحول عمليته من عملية بسيطة إلى عملية يفاجأ فيها بوجود الصديد والرائحة البرازية في البطن وبالتالي ارتفاع نسبة الوفيات بسبب حدوث تسمم الدم SEPTICEMIA الناجم عن إنتقال الجراثيم في الدم ، وبالطبع فإن المريض يحتاج ولعلاج مكثف بالمضادات الحيوية ولفترة بقاء في المستشفى لاتقل عن 5 – 7 أيام. ويؤكد أخصائي الجراحة العامة أن علاج التهاب الزائدة الدودية الحاد سهل ممتنع ، فهو سهل إذا عولج في بدايته وصعب ومزعج إذا تأخر العلاج مع العلم أنه ليس كل ألم في بطني في الربع السفلي الأيمن هو ألم ناجم عن التهاب الزائدة الدودية فالأسباب كثيرة ومتعددة مثل:التهاب المعدة والأمعاء الحاد – التهاب العقد اللمفاوية المساريقية في البطن – انغلاف الأمعاء. الحصاة الحالبية اليمنى – التهاب الحويضة والكلية الحاد في الجانب الأيمن. ولكن الذي يستطيع التفريق بين ألم التهاب الزائدة الدودية الحاد والآلام الأخرى هو الطبيب فقط لذلك لاتتردد أخي القاريء – وقاك الله من التهاب الزائدة الدودية في مراجعة طبيبك أمام أي ألم بطني سفلي أيمن وحذار من تناول المسكنات قبل وضع التشخيص المناسب للألم البطني.
مشاركة :