تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة حصْد المراكز المتقدمة في التقارير العالمية المرموقة التي تُظهر موقع الدول على خريطة التقدم والتطور في العالم، وكان آخرها «تقرير النضج الحكومي الرقمي» لعام 2021، الذي أصدره البنك الدولي، وهو معنيّ بقياس مدى تطور التحول الرقمي في العمل الحكومي حول العالم. ويقسّم التقرير دول العالم في هذا الصدد إلى أربع فئات، أعلاها هي «الدول القائدة عالميّاً في نضج التكنولوجيا المعتمدة في عمليات التحول الرقمي الحكومي»، وتضمّ إلى جانب الإمارات، كندا، والولايات المتحدة، وسويسرا، وبريطانيا، وفرنسا واليابان. وقد اهتمّ التقرير بتجربة الإمارات، وألقى مزيداً من الضوء عليها، مُشيداً بالاستراتيجيات الحكومية التي يعتمد عليها التحول الرقمي الحكومي، وهي: استراتيجية الثورة الصناعية الرابعة، واستراتيجية الذكاء الاصطناعي، والاستراتيجية الوطنية للابتكار، واستراتيجية الإمارات للبلوك تشين 2021. وتُقدِّم هذه الاستراتيجيات نموذجاً للتخطيط المحكَم الذي يضمن تحقيق الأهداف المرحلية والنهائية في ظل معايير واضحة للقياس والتقويم، إلى جانب تغطيتها كل الزوايا التي يحتاج إليها التحول الرقمي الحكومي ليُنجَز بأفضل طريقة ممكنة. ويمكن العودة إلى «مبادرة حكومة الإمارات الذكية»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، في مايو 2013، لتتبّع الخط الصاعد في وضعها موضع التنفيذ، وإطلاق مبادرات واستراتيجيات ومشروعات تقنية داعمة، مثل «خريطة طريق الحكومة الذكية»، و«استراتيجية الخطة الوطنية لدعم مبادرات الحكومة الذكية»، و«مركز الإبداع الرقمي». وقاد هذا الحراك المنسَّق والشامل إلى تحقيق الأهداف المتوخّاة، على النحو الذي انعكس في تقرير البنك الدولي. وواقع الحال أن احتلال دولة الإمارات هذا المركز المتقدم يأتي في سياق طبيعي، إذ سبقت التقرير الأخير تقارير عالمية مهمّة تقيس التطور التكنولوجي من زوايا أخرى، وكلّها تؤكد تحقيق دولة الإمارات تقدُّماً مُطَّرداً ومتسارعاً، فقد حلّت في المرتبة الأولى في قائمة أفضل دول العالم في البنية التحتية الإلكترونية عام 2020، والقائمة تطول. لقد كان نجاح التحوّل الرقمي في العمل الحكومي ملموساً في دولة الإمارات، وتأكد بقوة خلال أزمة كورونا، التي أظهرت جاهزيته وفاعليته في مواجهة التحديات التي فرضتها «الجائحة»، وجعلته أحد الأسس التي ارتكزت عليها الدولة في احتواء آثارها والسيطرة عليها. كما أن مظاهر نجاح التحوّل الرقمي وثمارها جليَّةٌ لكل من يعيش في هذا البلد الطيّب، الذي أصبح بفضل قيادته الرشيدة وإخلاص أبنائه واحة للتقدم والسعادة. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
مشاركة :