قبيلة الشعراء تستذكر فارساً من فرسانها في أربعينيته

  • 9/27/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قبيلة الشعراء تستذكر فارساً من فرسانها في أربعينيته   سلام الشماع   استذكر شعراء وأدباء ومؤرخون عراقيون وعرب الشاعر الكبير أمجد محمد سعيد، الذي توفي قبل نحو أربعين يوماً اثر سكتة قلبية، عن عمر ناهز 74 عاماً ملأه بالشعر والكتابة والإبداع. الشاعر أمجد محمد سعيد ذنون محمد العبيدي، شاعر عراقي سوداني، لاكتسابه الجنسية السودانية، ولد في العام 1947 بالموصل في العراق، حصل على ليسانس في الآداب والتربية – قسم اللغة العربية – جامعة بغداد، عمل في وزارات التربية، والخارجية، والثقافة، والإعلام في العراق. كما عمل في البعثات العراقية الدبلوماسية في عمّان، والقاهرة، والخرطوم، وهو عضو اتحاد الأدباء العرب، واتحاد أدباء العراق، وعضو اتيليه القاهرة. يقول المؤرخ العراقي البروفيسور إبراهيم العلاف : إن الشاعر الكبير أمجد محمد سعيد ملأ الدنيا وشغل الناس طوال عقود.. هو أخي وصديقي ورفيق عمري وزميلي، منذ خمسين سنة في كلية التربية.. شاعر الموصل.. شاعر الرقة والحب وصاحب دواوين (نافذة للبرق ) و(أرافق زهرة الأعماق) و(البلاد الأولى) و(الحصن الشرقي) و(قصائد حب) و(خلف ساحات التحرير) والديوان الشهير (قمر الأناشيد). شاعر الموصل ويصفه بأنه كاتب وشاعر وأديب وصحفي وإعلامي من الطراز الأول يعرف كيف يقدم نفسه بالقدرة نفسها التي يقدم فيها غيره.. تألق في الموصل وفي بغداد وفي القاهرة والخرطوم.. أحبه العراقيون كما أحبه المصريون والسودانيون.. كنا نتهاتف يومياً، على وجه التقريب، منذ سنوات وعندما أزور القاهرة التقيه، منذ كان ملحقنا الثقافي في سفارتنا بالقاهرة.. شخصيات أدبية في العراق والسودان والوطن العربي تحدثت عن الشاعر، في تصريحات لـ”الزمان”، مشيرة إلى مكانته الشعرية ونشاطاته الثقافية، إذ تقول الشاعرة العراقية الدكتورة بشرى البستاني: كان يوماً حزيناً عندما فقد العراق مبدعاً عارماً بالإخلاص لوطنه وشعبه، حريصاً على حمل الراية مبدعاً في شعره وفي الميادين المهمة التي عمل بها، فقد عمل في وزارة التربية والثقافة والإعلام والخارجية وكان من أروع المذيعين الذين عملوا في تلفزيون الموصل وفي طليعة إعلامييها. تواصل: كتب الشعر متفانياً في حب العراق وحب مدينته الموصل، مخلداً مرمرها وفلكلورها غناء وأناشيد ورقصات شعبية، وصدر له عشرة دواوين مدوناً فيها هموم العراق وحروبه وأفراحه وشهداءه، منوهة إلى أن شعره اتسم بالأصالةَ والتلوين ورصانة اللغة والموضوعات. الناقد والإعلامي السوداني محجوب عيدروس، يقول عن الشاعر الراحل: عمل في السودان مستشاراً إعلامياً للسفارة العراقية وأسس المركز الثقافي العراقي في الخرطوم بحري الذي كان مقراً لكل الأنشطة والفعاليات الثقافية، وكان قريباً من كل السودانيين: حكومة ومعارضة ولهذا كان منحه الجنسية السودانية أمراً طبيعياً. يشير عيدروس إلى أن ما كتبه أمجد من شعر عن السودان يشكل ديواناً كاملاً ولا يكتبه إلا شاعر تشرب ثقافة أهل السودان الذين أحبهم وأحبوه، وقد خلف ذكرى طيبة في مصر والاردن كما في الخرطوم وودمدني ومناطق السودان الأخرى.. يقول الشاعر العراقي عادل الشرقي، المقيم في فلندا: حدثتني قبل يوم من رحيله وطلب مني المجيء إلى القاهرة؟.. لقد كنا نفكر بالكثير من المشاريع ولكنه تركتني وحدي ومضى إلى عالم سنمضي إليه جميعاً. أمجد أيها المضيء بمحبتك. أيها الكبير بإبداعك وداعاً يا حبيب قلبي. وداعاً يا نبض روحي. أقول وداعاً ولكنني لا أريد أن أقولها كتب الناقد والشاعر المصري شعبان يوسف في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “الشاعر العراقي الحبيب، أمجد محمد سعيد، ودعنا فجأة دون أي إنذار، موسم رحيل الشعراء القاسي”. أما الشاعر السوداني يوسف الحبوب المقيم في سلطنة عمان، فقد قال عنه إنه كان نموذجاً في تفهمه لأوضاع السودان منفتحاً على كل التيارات السياسية والثقافية. وأضاف: أذكر في أمسية ثقافية بالمجلس القومي للآداب والفنون بالخرطوم أن رحب الأمين العام للمجلس وزير الثقافة، فيما بعد، السموأل خلف الله بالمستشار الثقافي الإيراني ابراهيم أنصاري الذي قضي نحبه في تفجير سفارة إيران في بيروت ولما جاء دور أمجد محمد سعيد في الحديث قال إنه كان سيغضب لو رحبوا به كضيف لأنه كعربي يحس في السودان كأنه بين أهله وعشيرته وقد قوبل بالإعجاب والتصفيق أضاف: رعى أمجد أنشطة ثقافية ومنتدي ثقافي ومن بينها ندوة كبرى عن الشاعر والناقد الدكتور محمد عبدالحي والناقد عبدالوهاب حسن الخليفة عبدالله التعائشي وتأبين الشاعرة الشابة أماني عثمان محمد ومحاضرة لي عن الكاتب جبرا ابراهيم جبرا.. الخ. علاقات متميزة وقالت ساقية سليمى خالد للآداب والفنون بكوستي في السودان عن الشاعر العراقي السوداني أمجد محمد سعيد: قضى سنوات من عمره بالسودان خلق خلالها علاقات متميزة في الوسط الثقافي السوداني صاغ السودان شعراً وكتب عن رموزه الثقافية والدينية وعن الخرطوم وسنار وغير ذلك.. أحب السودان وأهله مما أهله لأخذ الجنسية السودانية له الرحمة والمغفرة وربنا يجعله من أصحاب اليمين ويوسع مرقده.. من القصائد الأخيرة للشاعر الراحل، قصيدة “فتنة التحرير” ومن أجواء القصيدة: شفقٌ منْ دمٍ ودموعٍ على شكلِ قلبٍ نبيّْ ها هو الآن يطلق ألوانهُ الغامضاتِ على الرافدينِ الفراتِ ودجلةً من مؤلفاته: ما بين المرمر والدمع – صورة العربي في الإعلام الغربي، كما أنه نشر في الصحف والمجلات العراقية والعربية لمدة ثلاثين عاماً، وحصل من قبل على الجائزة الأولى لمسابقة الفاو الأدبية الكبرى في مجال الملحمة الشعرية، ترجمت بعض قصائده إلى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية، كتب عنه العديد من الدراسات والمقالات النقدية. ومن دواوينه الشعرية: نافذة البرق 1976 – أرافق زهرة الأعماق 1979 – البلاد الأولى 1983 – الحصن الشرقي 1987 – جوار السور.. فوق العشب 1988 – قصائد حب 1988 – رقم الفاو (قصيدة ملحمية) 1989 – ومسرحيتان شعريتان 1988.

مشاركة :