لا ريب أن منح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء جائزة القيادة من قبل منظمة «C3» الأمريكية، وهي المنظمة التي تهدف إلى تطوير العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، وتقوم بتنظيم العديد من الفعاليات والمؤتمرات المتخصصة بمجالات التعاون وخاصة في ميادين الصحة والتجارة وتمنح جائزتها لأصحاب الإسهامات المؤثرة والبارزة، جاء ليمثل اعترافا دوليا جديدا بالقيادة الفذة التي يتميز بها سموه والإنجازات الكبيرة التي حققها في مختلف المجالات وقيادته الجهود الوطنية للتصدي لفيروس كورونا المستجد، والتي حققت نجاحًا مشهودًا ومحل تقدير دولي، وما كان ذلك ليتحقق لولا استنادها إلى قدرات سموه العالية في استشراف المستقبل، وتصور تحدياته ومتطلباته بوقت مبكر، بالشكل الذي انعكس في وضع الخطط والاستراتيجيات الاستباقية لمواجهة التحديات، فقد صاغ سموه الكريم خريطة طريق للوصول إلى المستقبل الزاهر للبلاد كما رسم معالمه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى منذ إعلانه ميثاق العمل الوطني، وإرساءه لاستراتيجية الإصلاح ونهضة وتقدم مملكة البحرين، والتي لحقها بالرؤية الاقتصادية 2030م ، وسارت البلاد على نهجها وحققت إنجازات كبرى خلال ما يزيد على عقدين من الزمن. وتميز سموه بوقت مبكر برؤيته العميقة الفاحصة لعوامل النهضة المعاصرة ، ومتطلبات استباق التطور وليس مواكبته فحسب، وقد عبر عن ذلك في تأكيد سموه في أكثر من حديث مواصلة العمل على تحقيق تطلعات رؤية البحرين الاقتصادية 2030 م من خلال برنامج الحكومة وإطار البرامج الحكومية ذات الأولوية تحقيقًا للغايات المنشودة، فضلا عما اتسم به سموه حفظه الله من التعامل الهادئ والرصين مع الأحداث الطارئة التي قد تعصف بالبلاد والمنطقة والعالم، كما ظهر ذلك بشكل مميز في التعامل مع تداعيات جائحة كورونا المستجد، وتمكن سموه من تعبئة وتحشيد طاقات الشعب وبالتلاحم مع إدارات الدولة المختلفة، بما مكن المملكة من التعامل مع معطياتها من موقع القوة لا الضعف، وتدنية الآثار السلبية الناجمة عنها صحيا واجتماعيا واقتصاديا والاقتراب من مرحلة التعافي الشاملة قبل غيرها من الدول. ما جعلها تحظى بتقدير دولي كبير خصوصًا من قبل منظمة الصحة العالمية. وهي التي عكست ما قدمه شعب البحرين والمقيمون فيه من أروع الأمثلة في التعاون مع الإدارات الصحية ومع فريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لمواجهة تحدي جائحة كورونا وبانضباط والتزام عاليين يدللان على المستوى المرتفع للوعي والشعور بالمسؤولية الاجتماعية. كما لم يكتف سموه بذلك النجاح بل دعا إلى أهمية تحويل التحديات إلى فرص للنهوض والتقدم، فمن خلالها تعبر الأمم الحية عن مكامن قوتها الحقيقية، بقول سموه «في ظل الظروف الاستثنائية لفيروس كورونا يواجه العالم تحديات اقتصادية غير مسبوقة، ويجب علينا تحويل هذه التحديات إلى فرص، وبدأنا بالفعل، ومنطلق إيماننا بنجاح خططنا ومبادراتنا هو ارتكازنا على ثروتنا الوطنية «المواطن» فهو مصدر قوة اقتصادية». وأردف سموه بالقول «نرى أن التحديات تمثل فرصة لتحقيق الأفضل وإذكاء روح المبادرة والابتكار بعيدًا عن البيروقراطية التي يجب أن تُزال بشكل تام». ولا تنحصر المرئيات المستقبلية لسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بتحقيق نجاحات اقتصادية محلية فحسب، بل يتطلع سموه إلى الارتقاء الإقليمي والعالمي للمملكة، مؤكدًا أهمية تطوير السياسات والتشريعات الداعمة للانفتاح ونمو القطاع الخاص باعتباره شريكا رئيسيا للحكومة في النهضة الاقتصادية. كما تميز صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة رعاه الله بالاهتمام غير المحدود بالابتكار والإبداع في كل المجالات من خلال تواصل الاستثمار في المواطن لتعزيز مفاهيم التنافسية التي تحفز الإبداع وتخلق أفضل الفرص، وفي ذلك إدراك عميق لدور الابتكار والإبداع في التقدم العالمي المعاصر، فقد أضحيا محركًا رئيسيا في تنويع وتحديث اقتصادات العديد من البلدان الساعية إلى تحقيق التنمية المستدامة، بعد أن شكلا قاعدة تزداد اتساعا في البلدان المتقدمة، حيث أصبح امتلاك وحيازة وسائل المعرفة بشكل موجه ومبرمج، واستثمارها بكفاءة وفاعلية من خلال دمج المهارات وأدوات المعرفة الفنية والابتكارية والتقنية المتطورة، أمرا ملازما لتطورها الاقتصادي. كما اهتم سموه بتطوير علاقات الصداقة والتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية ومع مختلف دول العالم المحبة للسلام من منطلق التكافؤ والتعاون لخير جميع الشعوب، وهذه إحدى المجالات التي تهتم فيها منظمة C3 الأمريكية، فضلا عن إرساء قيم التعايش والوئام بين مختلف مكونات الشعب، وتعميق قيم المواطنة الحقة باعتبارها معيارا أساسيا للولاء والوفاء للوطن. أطيب التهاني وأسمى التبريكات لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله ورعاه على هذا التكريم والاعتراف الدولي بجهوده المميزة رفعة وارتقاء بالمكانة العالمية المتقدمة للمملكة بمختلف المجالات. حفظ الله البحرين خليفية خليجية عربية مسلمة. } أكاديمي وخبير اقتصادي
مشاركة :