قالت منظمة أطباء بلا حدود إن مستشفى تديره المنظمة في شمال اليمن دمر في وقت متأخر أمس الإثنين (26 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) جراء ضربة صاروخية لكن التحالف الذي تقوده السعودية نفى ضرب طائراته للمستشفى. وتدخل التحالف العربي في الحرب الأهلية في اليمن في مارس آذار محاولا إعادة الحكومة بعد أن أطاحت بها قوات الحوثي لكن عدد الضحايا المدنيين تصاعد منذ ذلك الوقت مما أثار قلق الأمم المتحدة ومنظمات تراقب حقوق الإنسان. وقال حسن بوسنين مدير المنظمة في اليمن لرويترز عبر الهاتف "أصيب مستشفى يتبعنا في حي حيدان بمحافظة صعدة عدة مرات. لحسن الحظ دمرت الضربة الأولى جناح العمليات الذي كان خاويا وكان الطاقم منشغلا مع أناس في غرفة الطوارئ. تمكنوا فقط من الفرار عندما ضرب صاروخ آخر جناح الولادة". وقال "قد يكون خطأ لكن واقع الأمر (يقول) إنها جريمة حرب. لا يوجد سبب لاستهداف مستشفى. قدمنا (للتحالف) كل إحداثياتنا منذ نحو أسبوعين". وأوضح بوسنين أن نحو اثنين على الأقل من أفراد طاقم المستشفى اصيبا جراء الحطام المتطاير. ووقعت الغارة الجوية في محافظة صعدة الواقعة تحت سيطرة الحوثيين. وقالت وكالة سبأ اليمنية للأنباء التي يديرها الحوثيون الموالون لإيران والذين تستهدفهم ضربات التحالف إن ضربات جوية أخرى أصابت مدرسة قريبة للبنات وألحقت أضرارا بعدة منازل. ولم يتسن على الفور تأكيد ذلك كما لم يتسن الاتصال بالمتحدث باسم التحالف للحصول على تعليق. وقالت أطباء بلا حدود إن المستشفى ضرب بصواريخ أطلقتها طائرات التحالف. وقال العميد أحمد العسيري المتحدث باسم التحالف في رسالة إلكترونية إن طائرات التحالف كانت في مهام بمحافظة صعدة لكن عندما سئل هل ضربت الطائرات المستشفى أكد أن ذلك لم يحدث مطلقا وأن التحقيق وحده سيظهر سبب الانفجارات. وقالت مصادر طبية ومسؤول محلي إن 13 مقاتلا من الحوثيين وستة مقاتلين موالين للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قتلوا اليوم الثلثاء (27 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) في اشتباكات وغارات جوية للتحالف في مدينة تعز بجنوب غرب البلاد. ولم يتسن لرويترز التحقق على نحو مستقل من النبأ. وقالت منظمة العفو الدولية التي أوصت بحظر على تصدير السلاح للدول المشاركة في التحالف مستشهدة بالقصف المتكرر لمدنيين إن "الاستهداف المتعمد فيما يبدو" وتدمير المستشفى قد يرقى إلى جريمة حرب. وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن المستشفى الواقع في صعدة هي المركز الصحي رقم 39 الذي يتعرض للقصف في اليمن منذ مارس آذار. وقال انتوني ليك المدير التنفيذي للمنظمة في بيان "قد يموت المزيد من الاطفال في اليمن نتيجة نقص الأدوية والرعاية الصحية أكثر من الرصاص والقنابل". وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة "يدعو الأمين العام (بان جي مون) إلى تحقيق سريع وفعال ومتوازن لضمان المحاسبة". وأضاف المتحدث "يدعو الأمين العام جميع أطراف الصراع في اليمن إلى وقف كل العمليات فورا بما في ذلك الضربات الجوية". كان مستشفى لأطباء بلا حدود قد تعرض للقصف في ضربة جوية أمريكية في قندوز بشمال أفغانستان في الثالث من أكتوبر تشرين الأول مما أودى بحياة 22 شخصا بينهم 12 من فريق أطباء بلا حدود. واعتذر الرئيس الأميركي باراك أوباما عن الهجوم لكن أطباء بلا حدود لا تزال تطالب بأن تفتح لجنة إنسانية مستقلة تحقيقا في الحادث الذي وصفته بأنه جريمة حرب. وقالت جوان ليو مديرة أطباء بلا حدود هذا الشهر إن القانون الإنساني الدولي لا يهتم بالأخطاء إنما النيات والحقائق والأسباب. وأضافت أن ما جعل المنظمة تتصور أنها تتمتع بالحماية أن مهاجمة المستشفيات في مناطق الحروب ممنوعة على وجه التحديد. ولم تفلح سبعة أشهر من الضربات الجوية التي توجهها السعودية وحلفاء آخرون للولايات المتحدة في الخليج في تخفيف قبضة الحوثيين عن العاصمة صنعاء وتمهيد الطريق أمام عودة الحكومة اليمنية التي تتخذ من السعودية مقرا لها الآن. وتدعم الولايات المتحدة وبريطانيا التحالف بالمعلومات المخابراتية وكل من الدولتين تورد أسلحة لدول الخليج العربية منذ وقت طويل. وعبرت منظمات تراقب حقوق الإنسان عن قلقها إزاء تصاعد أعداد الضحايا المدنيين في القصف الجوي وفي معارك برية تدور في أنحاء مختلفة. وطالبت منظمة العفو الدولية بفرض حظر على تسليح دول التحالف مشيرة إلى تكرار قصف المدنيين اليمنيين. وفي قصف آخر أمس الاثنين قال سكان إن ضربة جوية للتحالف قتلت ياسر وثاب مدير مستشفى حرض وشخصين آخرين كانا بصحبته في سيارة بمحافظة حجة الواقعة في شمال غرب البلاد. وقال السكان إن الثلاثة كانوا في طريقهم لعلاج مرضى أصيبوا في ضربة جوية سابقة. وقالت المديرية العامة للدفاع المدني السعودية في حسابها على "تويتر" إن عاملين أجنبيين قتلا وأصيب مواطن سعودي في قصف بعدة قذائف من الأراضي اليمنية لمدينة نجران السعودية. وقتل أكثر من 5600 شخص في الصراع إلى الآن ولم تفلح دبلوماسية مكوكية يقوم بها مبعوث للأمم المتحدة في الوصول إلى حل سياسي أو تخفيف حدة القتال.
مشاركة :