تحتفي مملكة البحرين بيوم السياحة العالمي في السابع والعشرين من سبتمبر تحت شعار (السياحة لتحقيق نمو شامل)، إدراكًا لأهمية هذا القطاع الحيوي وقدرته على التعافي والازدهار ما بعد جائحة فيروس كورونا، بما يسهم في دعم النمو الاقتصادي وتوفير المزيد من فرص العمل، وتعزيز المسيرة التنموية الشاملة والمستدامة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى. ويتزامن الاحتفاء بيوم السياحة العالمي لهذا العام مع نجاحات فريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، في تجاوز تداعيات جائحة فيروس كورونا، بإجراءات احترازية وتدابير مدروسة أسهمت في الحفاظ على الصحة والسلامة العامة للجميع بفضل نجاح الحملة الوطنية للتطعيم، واستفادة الأنشطة السياحية والفندقية من حزمة الدعم المالي والاقتصادي، في مواجهة أزمة تسببت في خسائر اقتصادية عالمية بقيمة تصل إلى اربعة تريليونات دولار بعد تراجع أعداد السياح عالميًا بنسبة 85% عن عام 2019، و65% مقارنة بعام 2020. وتشهد مملكة البحرين مؤشرات عديدة على وضع القطاع السياحي واستدامة إسهاماته التنموية ومتابعة ما حققه من تطورات إيجابية خلال السنوات الماضية ممثلة في ارتفاع عدد الزوار الوافدين إلى المملكة من 2.2 مليون سائح عام 1999 إلى 9.6 ملايين عام 2015 ثم إلى أكثر من 11.1 مليون عام 2019 عبر مختلف المنافذ، 88% منهم عن طريق جسر الملك فهد، و11% عن طريق مطار البحرين الدولي، و1% عبر الموانئ البحرية، ونمو مساهمته كنسبة من إجمالي الناتج المحلي من 3.6% عام 2015 إلى 6.8% في العام 2019. وواصلت المملكة جهودها في تنشيط القطاع السياحي ودوره في التنويع الاقتصادي ودعم التنمية المستدامة، بالتوافق مع برنامج عمل الحكومة (2019-2022) والرؤية الاقتصادية 2030، وتابعت هيئة البحرين للسياحة والمعارض جهودها في تطوير النشاط السياحي بالشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، وتيسير إجراءات الجذب السياحي والاستثماري، وتعزيز الإطار المؤسسي والتشريعي الداعم لصناعة السياحة والمعارض. وتتويجًا لهذا الاهتمام، تصدرت مملكة البحرين دول الشرق الأوسط وأفريقيا في استقطاب أعلى حصة من الاستثمارات السياحية بقيمة 492 مليون دولار أمريكي في عام 2020، وفقاً لتقرير "FDI Intelligence" للاستثمار في السياحة 2021، بالرغم من ظروف الجائحة، وتبوأت المرتبة الأولى في توفير الوظائف والثانية في عدد مشاريع الاستثمارات المباشرة في القطاع السياحي، ودعم تحقيق هذه المرتبة الجهود التي بذلتها مملكة البحرين خلال السنوات الماضية في مشاريع البنى التحتية وتشجيع المشاريع العقارية ومشاريع الفندقة والضيافة التي تصب بشكل ملموس في تعزيز موقع القطاع السياحي. وتابعت هيئة البحرين للسياحة والمعارض جهودها في تنفيذ مشاريع سياحية ضخمة تشمل مرافق متعددة، من بينها إنشاء مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات الذي يعتبر الأكبر من نوعه في المنطقة على مساحة 309 ألف متر مربع، ويقدم مرافق وخدمات متطورة للعارضين الدوليين ويضم عشر قاعات للمعارض ومركزًا للمؤتمرات يتسع لأربعة آلاف شخص، ومشروع تطوير سوق المنامة، ومشروع الباص البرمائي، وإنشاء ثلاث واجهات بحرية في خليج البحرين وساحل قلالي وشاطئ الغوص، وغيرها من المشروعات القائمة في ظل تميز البحرين بثروة سياحية ثقافية وبيئية وبحرية وترفيهية ورياضية متنوعة ومستدامة. وتستضيف البحرين الدورة السادسة لمعرض البحرين الدولي للطيران في نوفمبر 2022 بقاعدة الصخير الجوية، وغيرها من المعارض والمؤتمرات المتخصصة في شؤون الدفاع والاقتصاد والتجارة والحدائق والفنون، بالإضافة إلى احتضان حلبة البحرين الدولية (موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط) لسباقات جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا1 منذ عام 2004، وتنظيم المملكة لبطولات دولية في الرياضيات المائية وسباقات القدرة والفروسية والرجل الحديدي والقتال، وتشجيع الرحلات السياحية لصيد واستخراج اللؤلؤ الطبيعي، وإنشاء معهد البحرين للؤلؤ والأحجار الكريمة (دانات) عام 2017، فضلاً عن تميزها بإرث عريق في السياحة الثقافية في ظل إدراج ثلاثة مواقع بحرينية على قائمة التراث الإنساني العالمي لمنظمة اليونسكو، وتنظيمها لمهرجانات وفعاليات ثقافية وفنية على مسرح البحرين الوطني، وتوجهها نحو افتتاح مسرح الدانة بموقعه الخارجي بجوار حلبة البحرين الدولية، ويضم عشرة آلاف مقعد، وغيرها من المجمعات التجارية والترفيهية. إن مملكة البحرين، بتوجيهات سامية من جلالة الملك المفدى وجهود الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ماضية في تعزيز مكانتها كوجهة مثالية للسياحة المستدامة في ظل تنوع خدماتها ومنتجاتها السياحية، وموقعها الجغرافي الاستراتيجي، ومكانتها كأنموذج حضاري في التسامح والتعايش بين الأديان والثقافات، وتمتعها بمقومات تنافسية عالية في صناعة المعارض والمؤتمرات، والسياحة الثقافية والرياضية والبيئية والترفيهية، وإمكانات تنظيمية و فندقية راقية، أهلتها لتكون عاصمة للسياحة الخليجية والعربية والآسيوية، ومقرًا للمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، وغيرها من الإمكانات بما يرتقي بهذا القطاع الحيوي وإسهاماته في توفير فرص العمل ودعم التنمية الشاملة والمستدامة.
مشاركة :