شكا عدد من الزوار من انتشار الطحالب وقلة دورات المياه في كورنيش جدة الأوسط، فضلاً عن وجود أغطية صرف صحي بارزة، فيما أرجع خبير كثرة الطحالب إلى تشبع البحر بمياه الصرف الصحي قبالة الكورنيش الذي يمتد على طول 3.6 كم بمحاذاة البحر وبلغت تكلفته الإجمالية 250 مليون ريال صرفت 60% منها على أعمال البنية التحتية. وأوضح خبراء في علم البيئة أن البحر قبالة الكورنيش ملوث وقد تسبب مياهه العديد من الأمراض الخطيرة كالشلل، مطالبين الأهالى بتجنب الاقتراب منه. وقال أستاذ الكائنات الدقيقة في كلية علوم البحار بجدة الدكتور محمد سعيد مدرس: «إن المنطقة التي افتتحتها أمانة محافظة جدة مؤخرًا تضم بيئة بحرية ملوثة»، مشيرًا إلى أن الطحالب التي تتكون على الصخور هي دلالة وإشارة بيئية تدل على وجود تلوث خطير من كائنات دقيقة نابعة من مياه الصرف الحي. وأضاف الخبير: «طلبنا منذ عام 1418هـ من الجهات المعنية إيقاف ضخ مياه الصرف الصحي في مياه الكورنيش، ولدى أمانة محافظة جدة نسخة من المطالبات، ويعد أهالي وزوار جدة الكورنيش متنفساً سياحيًا لهم مشيرًا إلى أن الكائنات العضوية السامة الموجودة في الإنسان توجد في مياه الصرف الصحي وتنتقل إلى مياه البحر»، وأضاف الخبير البيئي بأن مياه الصرف الصحي: «إن اختلطت بمياه البحر تسبب للزائرين والأطفال الذين يلامسونها عدة أمراض أهمها (التهاب العيون، وأمراض الصدرية، واضطرابات بالجهاز التنفسي العلوي، وإصابات خطيرة بالإذن)، وأشار إلى أن هناك حالات أصيبت بهذه الأمراض في شواطئ دول خارجية لديها نفس مستويات تلوث مياه كورنيش جدة». وأضاف مدرس: «إنهم يحذرون أرباب الأسر من اقتراب أطفالهم أو عائلاتهم من مياه كورنيش جدة الأوسط»، مؤكدًا أن الأمانة يجب أن تقوم بوضع لافتات تحذيرية عن تلوث مياه الكورنيش. وأكد أن الحل الوحيد أن يتم إيقاف ضخ مياه الصرف الصحي بكورنيش جدة. وفي السياق أوضح المستشار البيئي الدكتور علي عشقي أن كثرة الطحالب في كورنيش جدة هي مؤشر خطير جدًا على تشبع البحر بمياه الصرف الصحي مكونة ما يسمى (المد الأحمر) وهي كائنات لا ترى بالعين المجردة يكون مصدرها مياه الصرف الصحي وفي حال تمكنها من جلد الإنسان تسبب الشلل أو الموت وتؤثر على الجهاز العصبي بشكل مباشر. وأضاف عشقي: «إن مياه الكورنيش الأوسط تحتوي على النترات والفوسفات وهما مكونان خطيران على صحة الإنسان بحيث يكون هناك رذاذ صادر من بعض النوافير أو من بعض الأمواج وتسبب خللًا واضحًا في تركيبة الجهاز التنفسي». وأكد عشقي أنهم قاموا بتوجيه خطابات وأبحاث علمية إلى أمانة المحافظة بعدم الاقتراب من مياه بحر كورنيش جدة أو أن تقوم بإيقاف تصريف مياه الصرف الصحي في البحر. وقال أحمد السلمي أحد الزائرين: «إن كورنيش جدة والأوسط ليس بذاك المستوى الراقي من حيث أن مياه الكورنيش غير صحية وغير لائقة بشاطىء كورنيش جديد». وأضاف السلمي: «إن هناك بعض الأطفال يقومون بالنزول إلى مياه البحر ويلعبون بالطحالب ويقومون برش المياه في أعين بعضهم»، مشيرًا إلى انه يجب وضع لافتة تحذر من عدم الاقتراب من مياه البحر. فيما قال ضيف الله الغامدي: «هناك 3 دورات مياه ممتدة على مسافة 4 كيلومتر ونطالب أمانة جدة بأن تعيد ترتيب أوراقها في زيادة عدد دورات المياه المحدودة، ونحن نعاني عند قضاء الحاجة بالذهاب لمسافات طويلة بحثاًَ عن دورة مياه». وقال سعيد العمري: «لماذا لا توفر أمانة جدة مراقبين يهتمون بالمحافظة على المرافق العامة الموجودة في كورنيش جدة الأوسط»، وأضاف: «إن هناك بعض أغطية الصرف الصحي البارزة بين المسطحات الخضراء قد تتسبب في إصابات خطيرة». من جهته أكد المركز الإعلامي أن أمانة جدة ليس لها التدخل في شأن مشروع كورنيش جدة الأوسط وإن كانت هناك أية استفسارات أو ملاحظات فيمكن رفعها وتوجيهها إلى شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني بجدة لكونها الجهة المنفذة لمشروع الكورنيش الجديد مشيرًا إلى أن أمانة جدة لا تتدخل في هذا الشأن.
مشاركة :