يشكل الشباب نسبة كبيرة من سكان الدولة، وفي المستقبل سيصبح هؤلاء الشباب صناعاً للقرار، لهذا من المهم إشراكهم في أي رؤية أو مشروع وطني تتبناه الدولة، وتسعى إلى تحقيقه من خلال مؤسساتها. وهذا ما قامت به هيئة البيئة - أبوظبي بالتعاون مع شركة أبوظبي للدائن البلاستيكية بروج، حين أطلقت مبادرة الجامعات المستدامة، إيماناً منها بأهمية إشراك الشباب في تحقيق رؤية أبوظبي 2030، وتعزيز التزام الدولة باستراتيجية النمو الأخضر، ومعالجة القضايا البيئية التي تشكل جزءاً من متطلبات التحول نحو بيئة مستدامة ومستقبل أخضر. وتسعى المبادرة إلى اجتذاب الشباب وإشراكهم في تعزيز الاستدامة البيئية داخل مجتمعاتهم الدراسية والمجتمعات المحيطة بهم، وحققت المبادرة منذ إطلاقها عام 2014 حضوراً محلياً وعالمياً، من خلال انضمام 14 جامعة لها، وتنظيم عدة مؤتمرات بمشاركة خبراء عالميين في التعليم البيئي، بالإضافة إلى تشكيل المجلس الأخضر للشباب. والسطور التالية توضح المعالم الرئيسية لهذه المبادرة، وأبرز فعالياتها وإنجازاتها.. تتحدث فوزية إبراهيم المحمود، مديرة إدارة التوعية البيئية في هيئة البيئة - أبوظبي، عن رؤيتهم في مبادرة الجامعات المستدامة، قائلة: تأتي المبادرة التي أطلقتها هيئة البيئة - أبوظبي، بالتعاون مع شركة أبوظبي للدائن البلاستيكية (بروج)، ضمن جهودها في تعزيز الوعي البيئي والتنمية المستدامة، وذلك من خلال الشراكة بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمنظمات البيئية العالمية، حيث تسعى الهيئة من خلال هذه المبادرة إلى تعزيز الممارسات المستدامة في الجامعات على مستوى الدولة، وتشجيع فئة الشباب على المساهمة في تطوير المجتمعات المستدامة، وتقدم المبادرة للطلبة منصة للتواصل وتبادل الأفكار مع نظرائهم من مختلف أنحاء العالم، لتحديد ومعالجة قضايا بيئية مهمة تتعلق بالمياه والنفايات والطاقة والتغير المناخي والتنوع البيولوجي. توضح أن المبادرة بدأت أنشطتها عام 2014 بمشاركة 4 جامعات، وفي عامها الأول انضمت لها 7 جامعات، وفي عام 2015 أصبح عدد الجامعات المشاركة في المبادرة 14، في مقدمتها جامعة الإمارات، وكليات التقنية العليا في أبوظبي ومدينة خليفة ومدينة زايد والرويس، وجامعة زايد وجامعة خليفة والجامعة الأمريكية في الشارقة والمعهد البترولي وجامعة نيويورك بأبوظبي وجامعة أبوظبي وجامعة مانيبال بدبي. وتضيف: أتاحت هذه المبادرة للطلبة من مختلف الجامعات، فرصة الالتقاء بأقرانهم وتبادل الأفكار حول كيفية تعزيز مجتمعاتهم المستدامة والحفاظ عليها للأجيال القادمة، وذلك من خلال تشكيل المجلس الأخضر للشباب، حيث ينظم المجلس فعالية شهرية للتواصل بين طلاب الجامعات في الدولة، وعقد المجلس 9 جلسات من يناير إلى سبتمبر/أيلول 2015، وأطلق حملة (استهلك بعناية) لتتماشى مع شعار الأمم المتحدة 2015 والذي جاء بعنوان (7 مليارات حلم، وكوكب واحد، فلنستهلك بعناية)، أيضاً يعتبر التواصل الشبكي بين الشباب مكوناً مهماً من مكونات مبادرة الجامعات المستدامة. وتوضح رشا علي المدفعي، مديرة قسم المدارس المستدامة بيئياً في قطاع إدارة المعلومات والعلوم والتوعية البيئية بالهيئة، آلية عمل المبادرة وأهم إنجازاتها منذ إطلاقها، قائلة: تعمل مبادرة الجامعات المستدامة على بناء الروح القيادية لدى الشباب، الذين يلعبون دوراً أساسياً في تشكيل المجتمعات المستدامة، وتشجيعهم على الممارسات الإيجابية والأعمال التطوعية من أجل التقليل من البصمة البيئية والوصول إلى بيئة مستدامة، ومن أهم المكونات الأساسية للمبادرة، توفير منصة للشباب من خلال مجلس الشباب الأخضر، والتواصل مع المجتمع من خلال مشروع تعزيز الاستدامة، وتبادل أفضل الممارسات البيئية من خلال شبكة من التواصل الإلكتروني، والتدقيق البيئي وإدارة الموارد. وعن أهم إنجازات المبادرة منذ إطلاقها حتى الآن، تضيف: بدأت المبادرة فعالياتها بعقد مؤتمر الفيديو الدولي الأول باستخدام تقنية الاجتماع عن بعد بمشاركة 68 طالباً من أبوظبي، ومجتمع الطلاب الدولي للتنمية المستدامة (WSCSD) في كينيا وطلاب جامعة تيري بالهند واتحاد الطلاب بالمملكة المتحدة ومركز التعليم البيئي وجامعة مركز التخطيط البيئي والتكنولوجيا، وجامعة سانت زافير بالهند، ومن ثم الإعلان عن المبادرة وإصدار الدلائل الإرشادية لها، و بدء التدريب على التدقيق البيئي للمشاركين فيها، ومن ثم التقى شباب المبادرة الخبير الدولي البروفيسور غونتر باولي، و بعدها شُكل المجلس الأخضر للشباب، وعقد المؤتمر الأول للجامعات المستدامة بمشاركة 5 خبراء بيئيين، كما التقى شباب المبادرة الناشط الشبابي الملهم شيدو غوفيرا، وجرى إيفاد طالبين من المشاركين في المبادرة إلى جامعة تونجي بالصين، أيضاً شاركنا في المؤتمر العالمي للتربية البيئية في السويد، وعقد مؤتمر الفيديو الدولي الثاني في يونيو/حزيران 2015. وتؤكد ميثاء المرعشي، مستشارة المسؤولية الاجتماعية لشركة بروج التزام الشركة بالمحافظة على البيئة، وأن مسؤوليتها الاجتماعية تعد من الأسس التي تقوم عليها الشركة، والتي تنعكس على نهج إدارة عملياتها، وتضيف: يسعدنا في بروج أن نشرك قادة المستقبل في ممارسات الاستدامة عبر مبادرة الجامعات المستدامة، ما يمنحهم فرصة المساهمة في الحفاظ على البيئة في جامعاتهم، وبالتالي في أماكن عملهم في المستقبل، ولا شك أن هذه المبادرة ستسهم في تطوير قدرات الشباب وتعزيز إدراكهم لمفهوم الاستدامة، والمشاركة في تحقيقها من خلال تقليل البصمة البيئية للمجتمعات الدراسية والمحلية. ويتحدث قيس الحمادي، الطالب في كليات التقنية العليا في الرويس وعضو في المجلس الأخضر للشباب عن جهودهم في تنظيم مبادرة استهلك بعناية، قائلاً: مبادرتنا الأولى استهدفت الحد من النفايات الغذائية خلال شهر رمضان، ووفقاً لمختلف وسائل الإعلام، يُهدر نحو 40% تقريباً من المواد الغذائية في أبوظبي، ويتوقع أن تحدث زيادة بنسبة 17% في النفايات خلال شهر رمضان، لذلك عملنا معا لتغيير تلك الإحصائيات في إمارة أبوظبي، وبدأنا العمل بتحديد مهامنا وتقسيم أعضاء الحملة إلى مجموعات، وكان من أهم أهدفنا، رفع مستوى الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع، والتواصل مع أصحاب المطاعم ومزارع الثروة الحيوانية في أبوظبي، والربط بينهم بهدف محاولة الحد من كميات الغذاء المهدر في المطاعم، وذلك من خلال توصيله لأصحاب المزارع للاستفادة منه في تغذية الحيوانات، وبالفعل زرنا العديد من المطاعم في أبوظبي، وجمعنا أكثر من 50 كيلوغراماً من الخبر المهدر، ووُزع على مختلف مزارع الثروة الحيوانية في ضواحي أبوظبي لإعادة استخدامه وفقاً لاحتياجاتها. ويوضح عامر عبد الله البريكي، الطالب في المعهد البترولي سبب انضمامه لمبادرة الجامعات المستدامة، قائلاً: أغلب المواضيع التي كنت أتناولها في أبحاثي ومشاريعي تتعلق بالطاقة المتجددة، إذ أنجزت بحثاً عن كيفية تقليل استهلاك الكهرباء في المعهد البترولي، ومشروع تصميم فرن يعمل بالطاقة الشمسية باستخدام خامات اقتصادية، والتحقت بدورة تدريبية عن مفهوم ومصادر الطاقة المتجددة وكيفية الاستفادة منها، ما زاد من اهتمامي بهذا الموضوع، وجعلني مبادراً في المشاركة في أي مشروع يدعم المحافظة على مواردنا البيئية، وبالفعل كنت من أوائل الطلبة المشاركين في مبادرة الجامعات المستدامة، التي وجدت فيها ضالتي لتسخير طاقاتي والتعبير عن أفكاري واقتراحاتي للوصول إلى بيئة مستدامة داخل الحرم الجامعي وخارجها.
مشاركة :