تعودنا في جدة ألا تعرف عروس البحر الأحمر الهدوء قبل أي مواجهة تجمع قطبيها الاتحاد والأهلي أو الأهلي والاتحاد، فالحواري تتحول إلى صخب التحديات والتوقعات بين أبناء الحارة الواحدة، حتى بيوت جدة لا تعرف الهدوء في ظل تنوع الميول بين أبناء البيت الواحد حتى تنتهي المباراة. مواجهة الاتحاد والأهلي جماليتها في أجواء قبل المباراة، وقد أبالغ إن قلت أهميتها لدى أنصار الفريقين أكثر من أي تفاصيل أخرى داخل الملعب، لأن كل واحد من أنصار الفريقين يفتخر ويعتز بفريقه، ويراه الأفضل حتى وإن غاب عن منصات التتويج أو لم يعرف الانتصار لسنوات على جاره. بعد أيام تنتظر الفريقان مواجهة دورية، ولكن الغريب أن الهدوء يسيطر على أجواء المواجهة بين المعسكرين الأصفر والأخضر، رغم أن الاتحاد يحتاج إلى الفوز لمواصلة رحلة الصدارة، والأهلي يبحث عن انتصار يخرجه من دوامة التعادلات والخسارة الأخيرة أمام الفيحاء. الاتحاد بعد الهزة التي تعرض لها أمام التعاون وحالة الغضب الجماهيري لن يجد لاعبوه أفضل طريقة لمصالحة الجمهور سوى نقاط الأهلي، وتكون أجمل مصالحة، وقد تكون دافعاً قوياً لمواصلة مسيرة الصدارة. ومخطئ من يعتقد أن الأهلاويين سلموا بنتيجة المباراة لجارهم من قبل أن تبدأ، وكأنهم أعلنوا الاستسلام المبكر، فلدى أنصاره ومحبيه القبول بأن يخسروا من أي فريق إلا من جارهم ومنافسهم التقليدي الاتحاد، وبالتالي تعني لهم هذه المواجهة الشي الكثير. تحليلي الشخصي ذهب إلى أن الفريقين وجدا أن لعبة الانشغال الإعلامي خارج أرضية الملعب لم تعد تنفع قبل أي مواجهة بين الاتحاد والأهلي، والجاهزية الفنية والعناصرية هي المقياس الحقيقي للمراهنة والإعداد النفسي قبل اللقاء يجب ألا يخرج خارج مقر معسكر الفريقين الكبيرين. نعم الاتحاد فنياً أفضل، ولكن الأهلي -كما أسلفت- لن يقبل بالخسارة ويحتاجها بل أكثر من حاجة الاتحاد لها، فدفعة معنوية لاستعادة أنفاسه التي أرهقها التعادل، وخسارة الفيحاء الأخيرة ستجعله يرمي بكل ثقله للخروج بنتيجة المباراة، رغم أنه يلعب بخمسة محترفين إلا أنه فعلياً لا يستفيد سوى من الظهير الويسكي خاصة وأن السومة عائد من إصابة. الاتحاد يفتقد لخدمات عبدالعزيز البيشي ولكن لديه عناصر جيدة تحتاج فقط لمزيد من الانسجام والاكتمال اللياقي، وهذا ما سيجعله في وضع فني أفضل ولكن لن يجعله يراهن بأن المباراة ستنتهي لصالحه. ديربي جدة ديربي الهدوء على غير العادة، قد يتحول إلى موقعة نارية مشتعلة داخل أرضية الملعب إذا قدم كل فريق ما لديه وإن كان الأهلي من وجهة نظري جهز أوراق رحيل المدرب في حال غادر الديربي خاسراً. نقطة آخر السطر: قد يكون هناك بعض الخوف من فكرة أن يكون ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة مستنداً على سياج حديدي، وهنا يتطلب تدخل وزارة الرياضة وإدارة ملعب الأمير عبدالله الفيصل في بث الرسائل التوعوية التي تبعث الاطمئنان في نفوس جماهير الاتحاد والأهلي مع فكرة وجود سياج قد يشكل خطراً. فترة التوقف ستكون فرصة مناسبة لمدرب الاتحاد كوزمين كونتارا لإعادة ترتيب أوراق الفريق الاتحادي خاصة من الناحية البدنية واللياقية، فالفريق ما زال ينقصه الكثير، والمباريات وحدها لا تكفي لرفع المعدل، فطريقة لعبه تحتاج إلى لياقة وقوة بدنية عالية.