مصداقية بايدن على محك اليسار

  • 9/28/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عدد من الأحداث المتتالية وضعت مصداقية بايدن وشعبيته في مهب الريح حتى إن إعلام اليسار الذي عرف بالدعم اللامحدود لقيادات الحزب الديموقراطي وجد نفسه غير قادر على تجاهل الأحداث وتغييب الحقائق وتضليل المواطن الأمريكي! وفي هذا السياق كان المذيع المخضرم والصحفي ذو الميول اليسارية "تشاك تود" من أبرز المنتقدين؛ حيث استعرض عددًا من الأحداث وقال "أعتقد أن الرئيس بايدن لديه أزمة مصداقية كبيرة جدًا بين يديه". وهو في هذا قد أصاب كبد الحقيقة، فالأحداث كانت من العيار الثقيل إذ بدأت بالانسحاب الأمريكي المذل من أفغانستان وسيطرة طالبان على الحكم بالرغم من تطمين بايدن للشعب الأمريكي وأن الحكومة الشرعية قادرة على ردع طالبان! إضافة إلى خسارة 13 جنديًّا أمريكيًّا و160 مواطنًا أفغانيًّا في تفجير قامت به داعش قرب مطار كابل! أما الكارثة التي قد تقصم ظهر البعير فكانت عندما أجبر البنتاغون على التوقف عن تزييف الحقائق، بعد تقرير لصحيفة نيويورك تايمز أن طائرة بدون طيار قد أخطأت الهدف وتسببت في مقتل سبعة أطفال. وبالرغم من كل تلك الأحداث الساخنة إلا أن إدارة بايدن لم تجد حرجًا في المضي في اتفاقية تسببت في غضب الحليف التاريخي للولايات المتحدة الأمريكية، والشريك الأهم في كثير من الملفات الملحة في مقدمتها الاحتباس الحراري، والأقرب لقلوب اليساريين الذين يمثلون السواد الأعظم داخل الحزب الديموقراطي، والمقصود هنا دولة فرنسا؛ حيث استدعت حكومتها قبل أيام قليلة سفيرها لدى الولايات المتحدة لأول مرة في التاريخ بعد أن دخل بايدن في اتفاقية بناء غواصة نووية مع المملكة المتحدة وأستراليا. اجتمعت تلك الأحداث لتضع البيت الأبيض في حالة فوضى، ومصداقية الرئيس بايدن والولايات المتحدة الأمريكية بشكل عام موضع شك داخل المجتمع الدولي، أما على المستوى الداخلي فستلقي ظلالها على انتخابات 2022 النصفية داخل الكونجرس؛ مما قد يتسبب في فقدان الحزب الأغلبية وبذلك تفقد إدارة بايدن القدرة على المضي قدمًا في كثير من الملفات، خصوصًا المتعلقة بالشؤون الخارجية والميزانية.

مشاركة :