متى يصبح كورونا نزلة برد عادية؟!

  • 9/27/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تساءلت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أخيراً: متى يصبح كوفيد نزلة برد عادية؟ وذكّرت بإعلان المديرة السابقة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان، في هونغ كونغ في عام 2010، انتهاء جائحة إنفلونزا الطيور، التي أدت إلى وفاة نحو 280 ألف شخص حول العالم. وأشارت إلى مسارعة حكومات بلدان العالم لاقتناء كميات إضافية كبيرة من دواء تاميفلو المضاد للفيروسات، وقرارات الاتحاد الأوروبي حظر سفر مواطنيه إلى المكسيك، حيث اندلعت إنفلونزا الطيور أصلاً. وأضافت أنه حين أعلنت الدكتورة تشان انتهاء وباء إنفلونزا الطيور، كان العالم قد انصرف لاهتمامته الحياتية المعتادة، بل إن إعلان انتهاء تلك النازلة لم يجد حظاً من النشر على الصفَحَات الأُوَل على الصحف البريطانية غداة بثه. وزادت الصحيفة أن الأوبئة العالمية تبدأ عادة بداية مدوية. وحين ينتهي الوباء يكف الناس عن التفكير فيه. ونسبت إلى خبراء قولهم إنه سيكون أيضاً مصير وباء فيروس كورونا الجديد الذي يورع العالم منذ سنة ونصف السنة. ومع ارتفاع عدد السكان المحصنين بلقاحات كوفيد-19، بدأ اهتمام المجتمعات يتحول إلى تخمين موعد انتهاء النازلة. ويرى استشاريو مكافحة الأوبئة أن ما عرف بسياسة «صفر كوفيد» أضحت حلماً غير واقعي، وأن الفيروس سيصبح بشكل تدريجي أقل قدرة على الإيذاء مع تزايد المناعة الإنسانية ضده، حتى يأتي يوم يتحول فيه إلى مجرد فيروس آخر ضمن فيروسات كورونا الأربعة التي لم تعد تسبب سوى نزلة برد عادية لمعظم البشر. وكانت عالمة اللقاحات البريطانية البروفيسورة سارة غيلبرت، مخترعة لقاح أسترازينيكا الإنجليزي، قالت الأسبوع الماضي إن من المعتاد أن تؤدي اللقاحات إلى إبطاء تفشي الفيروسات. وخلصت إلى أنه لا يوجد سبب يمنعنا من الاعتقاد بأن سلالات أخرى أسرع تفشياً من متحورات كوفيد-19 ستدهم العالم من جديد. وأشارت الصحيفة إلى أن مجلة «نايتشر» العلمية سبق أن استطلعت آراء علماء مكافحة الأمراض المُعدية في العالم، فقال 89% منهم إن فيروس كوفيد سيصبح وباء موسمياً، وأنه سيبقى ملازماً الإنسانية ما بقيت في الناس حياة. وذكّرت «التلغراف» بأن التاريخ ينبئنا بخبر وباء «الإنفلونزا الروسية»، التي اجتاحت المعمورة في سنة 1890، ويعتقد بأنها نجمت ليس عن فيروس الإنفلونزا المعروف، وإنما عن الإصابة بفيروس OC43، الذي قفز من الأبقار إلى البشر، وأدى إلى وفاة آلاف الأشخاص في بريطانيا، ونحو مليون وفاة في أرجاء العالم. وكان خبراً اهتمت به صحف العالم، قبل أن ينحسر بحلول العام 1900. واتضح أن هذا الفيروس هو واحد من فيروسات كورونا الأربعة التي لا تزال تتسبب بمشكلات صحية موسمية كلما أقبل الشتاء. ومثلة فيروس الإنفلونزا الإسبانية، الذي أضحى وباء عالمياً في 1918-1919، وقد اندلع بسبب فيروس H1N1، واجتاح العالم في نحو أربع موجات هجومية قبل أن ينحسر ليتحول إلى مرض موسمي، إثر تنامي المناعة المجتمعية ضده. وقالت الصحيفة إن انحسار الأوبئة في فترة تراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات إنما يعزى إلى برامج التطعيم باللقاحات المضادة لتلك الأوبئة. وبعد شيوع اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد-19 بات العلماء على ثقة بأن تصدق توقعاتهم بأن ينتهي هذا الوباء العالمي ربما بحلول السنة الحالية (2021). وأجمع العالمان البريطانيان أستاذ الطب بجامعة إيست أنجيليا البروفيسور بول هنتر، وأستاذ مكافحة الأوبئة بالجامعة الإمبريالية في لندن البروفيسور نيل فيرجسون على أن كوفيد لن يكون مثار قلق في بريطانيا بحلول السنة القادمة.

مشاركة :