ماذا قال رفاق السلاح عن جمال عبدالناصر؟

  • 9/28/2021
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في‭ ‬ذكرى‭ ‬رحيل‭ ‬الزعيم‭ ‬العربي‭ ‬الكبير‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬يوم‭ ‬28‭ ‬سبتمبر‭ ‬1970‭ ‬نتذكر‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬الشاعر‭ ‬نزار‭ ‬قباني‭ ‬‮«‬قتلناك‭.. ‬يا‭ ‬جبل‭ ‬الكبرياء‭ ‬وآخر‭ ‬قنديل‭ ‬زيت‭ ‬يضيء‭ ‬لنا،‭ ‬في‭ ‬ليالي‭ ‬الشتاء‭ ‬وآخر‭ ‬سيف‭ ‬من‭ ‬القادسية‭..‬‮»‬‭ ‬وهناك‭ ‬أيضا‭ ‬شهادات‭ ‬لرفاق‭ ‬السلاح‭ ‬عن‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬منها‭.‬ اللواء‭ ‬أركان‭ ‬حرب‭ (‬محمود‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬ناصر‭) ‬نائب‭ ‬البحوث‭ ‬العسكرية‭ ‬عام‭ ‬1958‭. ‬يقول‭: ‬‮«‬حدثت‭ ‬لي‭ ‬قصة‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬ـ‭ ‬بيَّنت‭ ‬لي‭ ‬جانبين‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬شخصيته‭ ‬وأخلاقه،‭ ‬الأول‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬وفيًا‭ ‬لجميع‭ ‬زملائه‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬بساطته‭ ‬والثاني‭ ‬التأثير‭ ‬الذي‭ ‬يتركه‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الآخرين‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬من‭ ‬يقابلونه‭ ‬أول‭ ‬مرة‮»‬،‭ ‬يقول‭ ‬اللواء‭ ‬محمود‭: ‬‮«‬كنت‭ ‬قد‭ ‬زرت‭ ‬الهند‭ ‬عام‭ ‬1954‭. ‬ضمن‭ ‬بعثة‭ ‬عسكرية‭ ‬مصرية‭ ‬وقد‭ ‬وقع‭ ‬علي‭ ‬الاختيار‭ ‬لأكون‭ ‬مرافقًا‭ ‬عسكريًا‭ ‬للجنرال‭ (‬تامايا‭) ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الهندية‭ ‬حينما‭ ‬زار‭ ‬مصر‭ ‬عام‭ ‬1958‭ ‬وكان‭ ‬في‭ ‬وقتها‭ ‬ضمن‭ ‬برنامجه‭ ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ (‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭)‬،‭ ‬وكان‭ ‬الجنرال‭ (‬تامايا‭) ‬معجبًا‭ ‬بالرئيس‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬بمواقفه‭ ‬الصامدة‭ ‬والعنيدة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬المصاعب‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تقابله،‭ ‬وكان‭ ‬الجنرال‭ (‬تامايا‭) ‬يستفسر‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يخص‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر،‭ ‬أخلاقه‭ ‬وطباعه،‭ ‬ولقد‭ ‬اندهش‭ ‬الجنرال‭ ‬الهندي‭ ‬عندما‭ ‬سألني‭ ‬عن‭ ‬مؤهلات‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬الدراسية‭ ‬وأين‭ ‬تعلَّم؟‭ ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬الجامعات‭ ‬في‭ ‬الخارج؟‭ ‬فأجبته‭ ‬أن‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬لم‭ ‬يتعلم‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬بل‭ ‬لم‭ ‬يسافر‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬قبل‭ ‬قيامه‭ ‬بالثورة‭ ‬وأنه‭ ‬تخرج‭ ‬في‭ ‬الكلية‭ ‬الحربية‭ ‬المصرية‭ ‬وكلية‭ ‬أركان‭ ‬الحرب‭ ‬فقط‭. ‬وكلتاهما‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬فقال‭ ‬لي‭ ‬والدهشة‭ ‬تملأ‭ ‬ملامحه‭: ‬‮«‬كان‭ ‬في‭ ‬اعتقادي‭ ‬أن‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬تخرج‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ (‬كامبردج‭)‬‮»‬‭ ‬فرد‭ ‬عليه‭ ‬اللواء‭ ‬محمود،‭ ‬‮«‬كنت‭ ‬مثلك‭ ‬لولا‭ ‬أن‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬دفعتي‮»‬‭ ‬وهنا‭ ‬ازدادت‭ ‬دهشته‭ ‬الجنرال‭ ‬الهندي‭ (‬تامايا‭) ‬حين‭ ‬عرف‭ ‬ذلك‭ ‬عن‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬وبعد‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬تناول‭ ‬الغداء‭ ‬مع‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬وتناول‭ ‬القهوة‭ ‬في‭ ‬صالون‭ ‬بيته،‭ ‬أردت‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬الصالون‭ ‬ولكن‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬حينما‭ ‬رآني‭ ‬أهم‭ ‬بالقيام‭ ‬قال‭: ‬‮«‬رايح‭ ‬فين‭ ‬يا‭ ‬نور‭ ‬خليك‭ ‬معايا‭ ‬بقالي‭ ‬كتير‭ ‬ما‭ ‬شفتكش‮»‬‭ ‬ولاحظ‭ ‬الضيف‭ ‬الهندي‭ ‬الحوار‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يدور‭ ‬بيني‭ ‬وبين‭ ‬الرئيس‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر،‭ ‬وهنا‭ ‬تبين‭ ‬له‭ ‬مدى‭ ‬تواضع‭ ‬الرئيس،‭ ‬وبعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الزيارة‭ ‬قال‭ ‬لي‭ ‬الجنرال‭ ‬الهندي‭ (‬تامايا‭): ‬‮«‬لم‭ ‬أر‭ ‬رئيسًا‭ ‬أشد‭ ‬تواضعًا‭ ‬من‭ ‬رئيسكم‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬فهو‭ ‬قائد‭ ‬كريم‭ ‬متواضع‭ ‬لا‭ ‬ينسى‭ ‬أصدقاءه‭ ‬وزملاءه‮»‬‭. ‬ العقيد‭ ‬أركان‭ ‬حرب‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬قدري‭ ‬الأستاذ‭ ‬بمعهد‭ ‬‮«‬الضباط‭ ‬العظام‮»‬‭.‬ يقول‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬مدرسًا‭ ‬بمدرسة‭ ‬الشؤون‭ ‬الإدارية‭ ‬في‭ ‬الكلية‭ ‬الحربية‭: ‬كنت‭ ‬وقتها‭ ‬أركان‭ ‬حرب‭ ‬المدرسة‭ ‬الثانوية‭ ‬العسكرية‭ ‬وكان‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬يتردد‭ ‬كثيرا‭ ‬على‭ ‬بيتي‭ ‬ليساعدني‭ ‬ويشرح‭ ‬لي‭ ‬دروس‭ ‬امتحانات‭ ‬القبول‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬أركان‭ ‬حرب‭ ‬التي‭ ‬كنت‭ ‬متقدما‭ ‬للالتحاق‭ ‬بها‭ ‬وكان‭ ‬هو‭ ‬قد‭ ‬تخرج‭ ‬فيها‭ ‬فعلا،‭ ‬وكرر‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬زياراته‭ ‬لبيتي‭ ‬والتقي‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬شقيقي‭ ‬الأصغر‭ ‬أحمد‭ ‬راشد،‭ ‬وتمر‭ ‬السنوات‭ ‬وتقوم‭ ‬الثورة‭ ‬ويذهب‭ ‬الرئيس‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬إلى‭ ‬مرسى‭ ‬مطروح‭ ‬ليستجم‭ ‬بعض‭ ‬الوقت‭ ‬بعد‭ ‬عملية‭ ‬الزائدة‭ ‬الدودية‭ ‬التي‭ ‬أُجريت‭ ‬له‭ ‬وبالصدفة‭ ‬يلتقي‭ ‬شقيقي‭ ‬أحمد‭ ‬راشد‭ ‬الذي‭ ‬تخرج‭ ‬وأصبح‭ ‬مهندسًا‭ ‬زراعيًّا،‭ ‬فيتذكره‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬ورحب‭ ‬به‭ ‬وسلم‭ ‬عليه‭ ‬بحرارة‭ ‬وسأله‭ ‬عني‭ ‬ببساطته‭ ‬وتواضعه‭ ‬بقوله‭ ‬لشقيقي‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬نازل‭ ‬مصر‭ ‬النهاردة‭ ‬مش‭ ‬عايز‭ ‬حاجة‭ ‬من‭ ‬قدري؟‭ ‬مش‭ ‬عايز‭ ‬تبعث‭ ‬له‭ ‬حاجة‭ ‬أو‭ ‬تقول‭ ‬له‭ ‬حاجة،‭ ‬كأنه‭ ‬شخص‭ ‬عادي‭ ‬يقابلني‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬الأتوبيس‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الشغل‭ ‬وليس‭ ‬رئيسًا‭ ‬للجمهورية‭ ‬كلها‮»‬‭. ‬ اللواء‭ ‬أحمد‭ ‬إسماعيل‭ ‬علي‭ ‬رئيس‭ ‬المخابرات‭ ‬العامة‭ ‬ووزير‭ ‬الحربية‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬بعد‭ ‬تخرجنا‭ ‬في‭ ‬الكلية‭ ‬الحربية‭ ‬جاء‭ ‬أول‭ ‬تعيين‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬منقباد‭ ‬العسكرية‭ ‬معا‭ ‬ضمن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬12‭ ‬ضابطًا‭ ‬مدة‭ ‬سنتين‭ ‬جمعت‭ ‬بيننا‭ ‬المحبة‭ ‬والألفة‭ ‬والمودة،‭ ‬ولا‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أنسى‭ ‬جو‭ ‬مناوراتنا‭ ‬في‭ ‬الجبل‭ ‬وفي‭ ‬البرد‭ ‬القارس،‭ ‬وجلوسنا‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬نسهر‭ ‬نحكي‭ ‬قصصًا‭ ‬ونأكل‭ ‬العدس،‭ ‬ومثل‭ ‬هذه‭ ‬الحفلات‭ ‬كنا‭ ‬نقيمها‭ ‬كل‭ ‬ليلة،‭ ‬في‭ ‬منقباد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬بدأ‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬عقولنا‭ ‬نحن‭ ‬مجموعة‭ ‬الضباط‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بالثورة،‭ ‬وبعد‭ ‬قيام‭ ‬الثورة‭ ‬أصبح‭ ‬زميل‭ ‬دفعتنا‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬رئيسا‭ ‬للجمهورية‮»‬‭.‬ كان‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬حريصًا‭ ‬على‭ ‬مجاملة‭ ‬زملاء‭ ‬دفعته‭ ‬ولا‭ ‬يشعرهم‭ ‬بأنه‭ ‬أفضل‭ ‬منهم،‭ ‬يقول‭ ‬اللواء‭ ‬أحمد‭: ‬‮«‬كان‭ ‬هناك‭ ‬ترتيب‭ ‬لعقد‭ ‬زواج‭ ‬ابنتي‭ ‬نرمين‭ ‬عام‭ ‬1966‭ ‬وأصرت‭ ‬ابنتي‭ ‬أن‭ ‬تدعو‭ ‬الرئيس‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬لحضور‭ ‬فرحها‭ ‬وحفل‭ ‬زفافها،‭ ‬فكتبت‭ ‬له‭ ‬دعوة‭ ‬شخصية‭ ‬وتركت‭ ‬له‭ ‬تحديد‭ ‬موعد‭ ‬عقد‭ ‬القران‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬يجد‭ ‬الرئيس‭ ‬نفسه‭ ‬غير‭ ‬مشغول،‭ ‬هذا‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬سيوافق‭ ‬على‭ ‬الحضور،‭ ‬وأوضحت‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬دعوتها‭ ‬أننا‭ ‬نعلم‭ ‬بأنك‭ ‬مشغول‭ ‬ومسؤولياتك‭ ‬كثيرة‭ ‬ولك‭ ‬العذر‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬ويستطرد‭ ‬اللواء‭ ‬أحمد‭ ‬قائلا‭: ‬كنت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬في‭ ‬المطار‭ ‬لاستقبال‭ ‬ضيف‭ ‬كبير‭ ‬فقال‭ ‬لي‭ ‬الرئيس‭: ‬‮«‬طبعا‭ ‬سأحضر‭ ‬الفرح‭ ‬يا‭ ‬أحمد‭ ‬ولو‭ ‬كنتم‭ ‬ما‭ ‬عزمتموني‭ ‬كنت‭ ‬هازعل‭ ‬منك‮»‬،‭ ‬وحدد‭ ‬يوم‭ ‬أربعاء‭ ‬ومن‭ ‬لحظتها‭ ‬طبعت‭ ‬الدعوات‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬واحد‭ ‬ووزعت‭ ‬كلها‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الفرح‭ ‬ثم‭ ‬علمت‭ ‬بأن‭ ‬الرئيس‭ ‬الجزائري‭ ‬هواري‭ ‬بومدين‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬زيارة‭ ‬لمصر‭ ‬سيلقي‭ ‬خطابًا‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الشعب‭ ‬مساء‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬نفسه‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬فيه‭ ‬تحديد‭ ‬فرح‭ ‬ابنتي‭ ‬نرمين‭ ‬فاستسلمت‭ ‬للأمر‭ ‬الواقع‭ ‬وهيأت‭ ‬نفسي‭ ‬لتلقي‭ ‬اعتذار‭ ‬الرئيس‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬عن‭ ‬حضور‭ ‬الفرح‭ ‬مقدرا‭ ‬له‭ ‬عذره،‭ ‬ولكنه‭ ‬كان‭ ‬حريصا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يفي‭ ‬بوعده‭ ‬فبعد‭ ‬انتهاء‭ ‬بومدين‭ ‬من‭ ‬إلقاء‭ ‬خطابه،‭ ‬جاء‭ ‬الرئيس‭ ‬ليحضر‭ ‬فرح‭ ‬ابنتي‭ ‬ويشهد‭ ‬بنفسه‭ ‬على‭ ‬عقد‭ ‬الزواج‭ ‬وبقي‭ ‬بيننا‭ ‬حوالي‭ ‬ساعة‭ ‬ونصف‭ ‬تحيط‭ ‬به‭ ‬كل‭ ‬القلوب‭ ‬التي‭ ‬أسعدها‭ ‬تواضعه‭ ‬ورقته‭ ‬ولطفه‭ ‬ومجاملته،‭ ‬واعتبرت‭ ‬أنا‭ ‬وكل‭ ‬الزملاء‭ ‬حضوره‭ ‬الفرح‭ ‬تكريمًا‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬لكل‭ ‬زملاء‭ ‬الدفعة‭ ‬التي‭ ‬هو‭ ‬منها‭.‬ وتحكي‭ ‬السيدة‭ ‬حرم‭ ‬المرحوم‭ ‬العقيد‭ ‬جمال‭ ‬الدين‭ ‬خليفة‭ ‬أن‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬زملاء‭ ‬دفعة‭ ‬العقيد‭ ‬جمال‭ ‬الدين‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬التخرج‭ ‬بالكلية‭ ‬الحربية،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬زوجي‭ ‬جمال‭ ‬خليفة‭ ‬قد‭ ‬ترك‭ ‬خدمة‭ ‬الجيش‭ ‬وعين‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬ومن‭ ‬لحظتها‭ ‬بدأ‭ ‬يشعر‭ ‬بالمرض‭ ‬وتصادف‭ ‬أن‭ ‬قابل‭ ‬الرئيس‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬فسأله‭ ‬الرئيس‭ ‬عن‭ ‬أحواله‭ ‬وصحته‭ ‬وعرف‭ ‬منه‭ ‬أنه‭ ‬مريض‭ ‬بالكبد‭ ‬فأمر‭ ‬بسفره‭ ‬على‭ ‬نفقه‭ ‬الدولة‭ ‬للعلاج‭ ‬بالخارج‭ ‬فورا‭ ‬واستمر‭ ‬علاجه‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬كاملة‭ ‬حتى‭ ‬شفي‭ ‬تماما،‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬سنة‭ ‬عادت‭ ‬إليه‭ ‬آلام‭ ‬الكبد‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بصورة‭ ‬أشد‭ ‬قوة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬فظل‭ ‬يتردد‭ ‬على‭ ‬مستشفى‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬لإجراء‭ ‬بعض‭ ‬الفحوصات‭ ‬والتحاليل‭ ‬والأشعة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬معرفة‭ ‬كيف‭ ‬عاد‭ ‬إليه‭ ‬المرض‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬ينقطع‭ ‬عن‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬مكتبه‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬وعاد‭ ‬يوما‭ ‬إلى‭ ‬منزله‭ ‬مندهشا‭ ‬متسائلا‭ ‬كيف‭ ‬عرف‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬أنني‭ ‬مرضت‭ ‬مرة‭ ‬أخرى؟،‭ ‬قال‭ ‬جمال‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬عارف‭ ‬وقد‭ ‬أمرت‭ ‬بسفرك‭ ‬إلى‭ ‬لندن‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬لتستكمل‭ ‬علاجك‮»‬‭ ‬وفي‭ ‬ليلة‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬لندن‭ ‬أرسل‭ ‬الرئيس‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬ضباط‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬ليبلغ‭ ‬جمال‭ ‬خليفة‭ ‬تحيات‭ ‬صديقه‭ ‬وزميله‭ ‬الرئيس‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر،‭ ‬ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬ليطمئن‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الترتيبات‭ ‬تمت‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬الأكمل،‭ ‬وتقول‭ ‬حرم‭ ‬جمال‭ ‬خليفة‭: ‬كنت‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬بجانب‭ ‬زوجي‭ ‬بلندن‭ ‬فأرسل‭ ‬إلينا‭ ‬الرئيس‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬تحياته‭ ‬وتمنياته‭ ‬ورغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬كنت‭ ‬أسمعه‭ ‬من‭ ‬زوجي‭ ‬المرحوم‭ ‬عن‭ ‬زميله‭ ‬ورفيق‭ ‬دفعته‭ ‬الرئيس‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أتصور‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬أي‭ ‬إنسان‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬المناصب‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬رئيسا‭ ‬للجمهورية‭ ‬ويظل‭ ‬على‭ ‬وفائه‭ ‬لأصدقائه‭ ‬ورفاقه‭ ‬وزملائه‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭ ‬وأن‭ ‬يصل‭ ‬في‭ ‬تكريمهم‭ ‬ورعايتهم‭ ‬والعناية‭ ‬بهم‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬يتصوره‭ ‬أي‭ ‬إنسان‭.‬

مشاركة :