استثمر النشطاء في احتجاجات انتفاضة تشرين التي شهدتها المدن العراقية العام الماضي، مواكب زيارة أربعينية الإمام الحسين التي تبلغ ذروتها الثلاثاء للاحتجاج في مدينة كربلاء. وتجمع النشطاء من مختلف المحافظات العراقية في ساحة التربية في محافظة كربلاء، التي تغيّر اسمها إلى ساحة الأحرار في موكب أطلق عليه اسم “موكب تشرين”. وطالما شهدت ساحة التربية في محافظة كربلاء، تظاهرات غاضبة منذ انطلاق تظاهرات انتفاضة تشرين في العراق. ويحيي العراقيون سنويا ذكرى أربعينية مقتل الإمام الحسين بن علي في تجمعات كبيرة ومسيرة راجلة باتجاه مرقده في مدينة كربلاء. وبدلا من رفع الرايات الشيعية وصور رجال الدين وترديد المراثي الطائفية، رفع المتظاهرون علم العراق مع عزف النشيد الوطني. أحمد الوشاح: 13 محافظة ستحيي ذكرى انتفاضة تشرين في تظاهرات سلمية في غضون ذلك تصاعدت التحذيرات بين ثوار تشرين من مجموعة ميليشياوية تقطع طريق الزوار واختطاف كلّ من يرفع صور ضحايا تشرين. وكانت مجموعات طائفية مدعومة من إيران قد اغتالت واختطفت أكثر من 600 من المتظاهرين الذين تحولت صورهم إلى أيقونات تذكر بجرائم الميليشيات. وتعهدت حكومة مصطفى الكاظمي عند توليها المسؤولية بمحاكمة المتورطين في قتل المتظاهرين والناشطين، من دون أن تفي بوعدها لحدّ الآن. وحذر عدد من الزوّار من مجموعة تترصّد الذين يحملون صور ضحايا تظاهرات تشرين، بالقرب من منطقة أبي غرق في محافظة بابل، وتقوم باحتجازهم وتعذيبهم، فيما قالت مصادر استخبارية إنها رصدت عددا من الحوادث المشابهة في المنطقة ذاتها. ونشرت مواقع إخبارية عراقية صورا لأشخاص ظهرت على ظهورهم آثار تعذيب، إضافة إلى نص دعوى تقدم بها أحد الضحايا إلى السلطات في قضاء الهندية التابع لمحافظة كربلاء، يشكو فيها المُدّعي من “تعرضه للتعذيب والصعق بالكهرباء، والضرب الشديد”، طالبا الشكوى ضد “المجاميع التي قال إنهم يرتدون زي إحدى الجهات العسكرية المعروفة”. وذكرت مصادر محلية في قضاء الهندية أن “الحادث موضوع الدعوى المسجلة لدى السلطات في قضاء الهندية، ليس الأول من نوعه، فقد وردت معلومات بتحرك مجاميع وتمركزها في نقاط معروفة، تستهدف الزوار الذين يحملون صور أو شعارات تظاهرات تشرين”. إلى ذلك يستعدّ المتظاهرون العراقيون لإحياء الذكرى السنوية لانتفاضة تشرين التي أدت إلى إرغام حكومة عادل عبدالمهدي على تقديم استقالتها. وذكر المتحدث باسم “الحراك الشعبي العراقي” أحمد الوشاح بأن تظاهرات ستقام في ثلاث عشرة محافظة عراقية في الأول من أكتوبر المقبل. وأوضح الوشاح أن “الهدف من التظاهرات هو الحفاظ على زخم ساحات التظاهر، لأننا نستمد قوتنا من الساحات، وكذلك التأكيد على الثوابت والمبادئ ومطالب تشرين المتمثلة بإزاحة السلطة السياسية، فضلا عن التأكيد على المطلب الأساسي لمحاسبة القتلة وكشف مصير المغيبين وإيقاف الدعاوى الكيدية وملاحقة المتظاهرين”. حراك عفوي في ذكر أربعينية الحسين حراك عفوي في ذكر أربعينية الحسين وأشار إلى أن العشرات من الثوار أجبروا على مغادرة العراق إلى دول أخرى، وأكثر من 2000 متظاهر أجبروهم على ترك منازلهم ومغادرة محافظاتهم والنزوح إلى محافظات أخرى. وكانت التظاهرات العراقية قد اندلعت في الأول من أكتوبر “تشرين الأول” 2019، عقب دعوات انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي إثر تردي الخدمات وتفاقم نسبة البطالة وارتفاع نسبة الفقر وتفشي الفساد في المؤسسات الحكومية، قبل أن ترتفع وتيرتها بشكل واسع في بغداد ومدن وسط وجنوب العراق. ونوّه إلى أنه “لا يوجد أي تصعيد في ثورة الأول من أكتوبر المقبل، بل مجرد النزول إلى الساحات”، مضيفا أن “المشروع الحقيقي سيبدأ من انتهاء مسرحية الانتخابات”. وأكد على رفض الانتخابات وعلى عدم المشاركة، مطالبا بعدم احترام نتائج الانتخابات. وشدد على أن “التظاهرات ليست لها علاقة بالانتخابات، ولا بأمن المراكز ولا أوراق التصويت، كما أننا لا نمنع أحدا من الانتخابات”، معتبرا أن “هذه الانتخابات مزورة وغير نزيهة، ونرجو عدم إعطائها الشرعية وعدم المشاركة فيها”.
مشاركة :