وصف تقريرسابق للجنة النقل والمواصلات بمجلس الشورى سيارات الأجرة بـ (النعش الطائر) بسبب فوضوية قيادتها وسرعتها ، وعدم إنضباط سائقيها مما يتسبب في العديد من الحوادث ،مشيرا إلى أنها تعكس سمعة سيئة عن المملكة ومجتمعها بسبب سوء سلوك سائقيها والذين يمثل السعوديون بينهم 3% فقط . الواقع المزري الذى رصده التقريرالذى صدر في الثامن عشر من يونيو عام 2011م تفاقم بشكل مزعج في الآونة الأخيرة بعد أن سيطر الوافدون تماما علي هذه المهنة وجلهم طارئون عليها (سباكون ،حدادون ، حراس مباني ، عمال زراعيون) تركوا مهنهم الأصلية وإمتطوا هذه السيارات يقترفون المخالفات بلا وازع . حيث تصاعدت في الآونة الأخيرة حوادثها المأساوية والتى راح ضحيتها كثيرون فيما إستقبلت المستشفيات ولازالت العديد من المصابين بعضهم إصاباتهم جسيمة..و في حين ترى وزارة النقل أن المخالفات فردية وليست جماعية .أما المرور فوفقا لما أشار إليه مدير مرور محافظة جدة المكلف العميد وصل الله بن وصل الحربي فإن إدارته تقوم بجولات تفتيشية بالتعاون مع إدارة النقل على مركبات الأجرة العامة حيث يتم ضبط العديد من المخالفات مشيرا إلى أنه تم ضبط 190 سيارة مخالفة للسعودة خلال 3أشهر ( شعبان ،رمضان ، وذوالقعدة).. أما أصحاب شركات الليموزين فلا يهمهم سوى تحقيق أعلى المداخيل على حد قول أحدهم دون إهتمام بتقديم خدمة متميزة «المدينة» تفتح هذا الملف لكشف خبايا هذا النشاط الخدمي والذى يتجاوز تأثيره أصحاب الشركات والسائقين الوافدين ليلقى بظلاله على المجتمع بأسره ووفقا لما أشار إليه مصدر رفيع في وزارة النقل ففي جدة وحدها 40 ألف سيارة ليموزين تملكها 400 شركة تأجير أجرة عامة ،وفي الرياض 35 ألف سيارة ليموزين ، وفي الدمام 25 ألف سيارة أجرة عامة. يقول نصير سالم (باكستاني ) : أعمل سائق ليموزين منذ 5 أعوام وكنت أعمل قبلها في إحدى المزارع في محافظة «الليث»علما بأن النساء هن المصدر الإساسي لدخلي حيث لا أضطر إلى الدوران في الشوارع بل أكتفي بالوقوف أمام أحد الأسواق المركزية والمولات مشيرا إلى أن النساء لا يكترثن كثيرا للأسعار . وأضاف نصير :النساء لايفاصلن كثيرا في الأسعار حتى لو زاد المشوار عن 20 ريالا عن السعر المعتاد ولا يسعين إلى (المكاسرة) مضيفا بأن في يومي الإجازة الإسبوعية أقوم بجمع حصيلة والتي تصل إلى 420 ريالا والأيام العادية لا يتعدىمكسبي اليومي إلى 190 ريالا لافتا إلى أنه إتفق مع صاحب الشركة على إعطائه يوميا 130 ريالا ، وأضاف أنه يعمل لإكثر من 15 ساعة يوميا . علي الناصر من الجنسية اليمنية - سائق ليموزين ـ قال : العمل في مجال الليموزين مهنة مربحة وعلى قدر ما اعمله في التوصيل على قدر ما أجنيه فإنني أجني شهريا قرابة 5000 ريال بينما يحصل صاحب الشركة مني على 3900 ريال . وأضاف إن الزبون لا يطلب الإعتناء بالمظهر الخارجي أو الداخلي لمركبتي عوضا عن توصيله بسعر مناسب له واصفا بأن الإعتناء بالمظهر والنظافة من «الكماليات» وليس أساسيا في مهنة (التاكسي). الرجال لايهمهم زي السائق ويضيف سائق الأجرة أمجد إسحاق الإلتزام بالزي الموحد لسائقي التاكسي ليس مهما فالرجال لا يهمهم كون سائق سيارة الأجرة يرتدي بنطالا أو ثوبا ولكن النساء يرفضن تماماً التعامل مع أي سعودي، مضيفاً في أحد الأيام كنت متوقفاً عند مركز تجاري، وأمامي سائق أجرة غير سعودي طلبت منه مسنة سعودية أن يوصلها مع مرافقتها إلى منزلهن وكانت الساعة التاسعة مساءً، فطلب منها 45 ريالاً، وأخذت تجادله في قيمة المشوار، فاقترب منها أحد السائقين السعوديين وعرض أن يوصلها بـ35 ريالاً ولكنها رفضت وقبلت الذهاب مع الأجنبي. وعن تفعيل العداد يقول إسحاق : عند تشغيل العداد فإنني أضع نفسي تحت المجهر لدى الشركة حيث يتم معرفة كم كيلومترا قطعت وكم ساعة عملت ، علما بأن مكسبي لا يتجاوز الـ90 ريالا في اليوم بينما يقبض صاحب الشركة 150 ريالا يوميا . حداد يقود الليموزين وقال محمد بقولي : كنت أعمل في ورشة للحدادة قبل 3 أعوام ولم أستطع خلالها الحصول على مبلغ كاف لإرساله إلى عائلتي في بنغلاديش الأمر الذي فاتصلت على أحد أصحابي في شركة لتأجير سيارات الآجرة العامة وساعدني في إستخراج رخصة عمومي والأوراق النظامية ولم أكن ماهرا في القيادة وكانت المرة الأولى التي أقوم بها سيارة خاصة بي . وأضاف محمد سيارتي لا تقف عن العمل على مدار الإسبوع وأن هناك 4 من الذي يسكنون في شقتي يشاركونني العمل كسائقي آجرة عبر تقسيم اليوم إلى ساعات معينة تتيح للآخر أن يأخذ قسطا من الراحة حتى يعود الآخر لإستلام مكانه وأنني أسدد اليومية بكل سهولة مضيفا بأنني أستطعت تحصيل «أضعاف» ماكنت أجنيه في ورشتي القديمة بصناعية جدة . هربا من التطفل ويقول سالم السلمي : اغلبية المستفيدين من سيارات الأجرة العامة هم النساء ولا زال هناك بعض الإعتقادات الخاطئة والتي تقول «إن المرأة لا تركب مع سائق آجرة سعودي حتى لا يتطفل على خصوصيتها في صوتها أو إسمها او مكان بيتها». وأضاف أغلبية النساء حين يركبن مع سائق الإجرة الاجنبي ويتلقين أويجرين مكالمة هاتفية لايفهم السائق ما يدور في المكالمة ولهذا يحافظن على أسرارهن ويتحدثن بإرتياح دون توجس من السائق حتى لو تطلب الأمر مضاعفة سعر المشوار . عوائل يفضلون الأجنبي ويوافقه الراي محمود الغامدي: في الاونة الأخيرة أحاول تغيير مظهري الذي يبيَن للزبون بأني سعودي حيث ألتزم بالصمت طيلة الطريق . وفي أحد الإيام صادفت عائلة تريدالذهاب إلى المطار في ساعة متأخرة من الليل وبعد أن توقفت وحين التفاوض بالسعر وبعد ان أيقنوا بأنني سعودي قالوا «بنشوف غيرك أجنبي وأرخص من هذا السعر» . وأضاف الغامدي أنني متقاعد من وظيفة حكومية وقمت بإستخراج تاكسي خاص على حسابي عن طريق إحدى الشركات المعروفة وأدفع أقساطا بواقع 1500 ريال شهريا . وقال مبارك اليافعي : بعد ان فصلت من عملي في إحدى الشركات الخاصة إستأجرت سيارة أجرة عامة لكي أسدد 1650 ريالا إيجار لمنزلي أنا وزوجتي وأطفالي الأربعة حيث أنني أعمل لقرابة الـ9 ساعات في اليوم الواحد وأكسب 5100 ريال شهريا بما يقارب الـ170 ريالا يوميا. وأضاف :أنظف سيارتي مرة واحدة أسبوعيا واعتني بمظهرها من الداخل بالمقاعد وشراء المعطرات والتي تساعدني في جذب الزبون وإرتياحه للركوب معي نظرة إجتماعية مجحفة وقال بندر المالكي : إشتريت مركبة من نوع كامري 2002م بـ40 آلف ريال وقد كنت أعمل لإكثر من 7 ساعات يوميا من الصباح الباكر وحتى الساعة الـخامسة مساء و من ثم الذهاب للعمل في إحدى الشركات الخاصة لزيادة دخلي غير أن العمالة الإجنبية لاتزال تضايق السائق السعودي في مصدر رزقه فعند وقوفنا امام المولات نفاجأ بوجود اكثر من 10 سيارات أجرة عامة وسائقيها الأجانب والذين يكسرون السوق بأسعارهم المتدنية. وتابع المالكي قائلا: غيرت مظهرى الشخصي تشبها بـ «الغريب» لأن هناك نظرة مجتمعية اتمنى ان تزول وهي أن السعودي يجلب المشاكل وانه يماطل في التوصيل بشكل سريع وقد يتدخل في مالا يعنيه وأن المستفيد يريد ان يأخذ حريته بداخل المركبة. وقال المالكي في إحدى المرات بعد أن غيرت مظهري وقفت أمام أحد الأسواق وبعد ان ركب معي شاب والذي بادرني بالسؤال «انت غير سعودي صحيح؟؟» وأخبرته بأنني من إحدى الجاليات العربية عندها رفع صوته وبدأ بالصياح تنفيسا عن غضبه من الأمور التى واجهته داخل السوق. مغالاة ومخالفات ويقول مهاب الحارثي : إن اغلبية مركبات الأجرة العامة غير نظيفة وأن مظهرها العام غير لائق حيث تكون بها صدمات في اماكن مختلفة وأن رائحة الدخان تفوح منها . ففي إحدى المرات ركبت سيارة ليموزين يقودها وافد شعرت بالضيق من رائحة الدخان وإتساخ المقاعد ،وسوء التكييف لكنني كنت في عجلة من أمري وبعد أن أقلني إلى المكان الذي أقصده طلب مني 45 ريالا وأنه في الواقع لا يكلف سوى30 ريالا وبعد مجادلة أعطيته 35 ريالا . ويأمل المواطن عبدالله الغنام أن تكثف وزارة النقل والمواصلات جهودها في التفتيشات المفاجئة على شركات تاجير سيارات الاجرة فسياراتها غير ملائمة للإستخدام البشري من حيث نظافتها وعدم جاهزيتها لإستقبال الزبائن فضلا عن أنها تعج بالمخالفات. ويشاركه الرأي ريان عرب الذى أشار إلى هناك قلة من سائقي اليموزين يحافظون على نظافة مركباتهم لجذب الزبائن وكسب ثقتهم مشيرا إلى أن التاكسي يعد الواجهة الأولى في إستقبال الضيوف القادمين من الخارج الأمر الذى يتطلب أن يكون مظهره ومخبره مشرفا . ويطالب حسن العبيدي بتفعيل عداد إحتساب الأجرة لكي لا يتم ضياع الكثير من الوقت في محاولة لتخفيض السعر مشيراإلى أن هناك بعض المشاوير القصيرة والتي يتم إحتساب مبالغ كبيرة مقابلها بحجة الزحام . مستشهدا بأن أحد سائقي الليموزين طلب منه 60 ريالا مقابل مشوار للمطار مما إضطره للموافقة رغم المغالاة وقال عبدالله ناصر عسيري : في أي إشارة مرورية في شوارع جدة يلاحظ مستخدمو الطريق عشرات من سيارات الأجرة يقودها الاجانب والذين يتسببون في الكثير من التجاوزات المرورية الخاطئة. وأضاف عسيري إن العديد من الاجانب يقودون مركباتهم بسرعات عالية غير مبالين بالسرعة المحددة بالطرق السريعة والداخلية و همهم الوحيد توصيل «الراكب» وأخذ قيمة المشوار. وقال مبروك السبيعي صاحب إحدى شركات التأجير : المتقدمون للعمل في مركبات الأجرة العامة أغلبهم من الوافدين ولايوجد بينهم سوى قلة من السعوديين لا تزيد نسبتهم عن 3% .وأضاف : السعوديون لا يريدون العمل تحت ضغط شركات التاجير فهم يحبذون العمل في مركبات خاصة دون التقيد بدفع مبلغ يومي لشركة تأجير .علما بأننا نشترط أن يدفع مستخدم السيارة تأمينا في حدود 1000 ـ 1500 ريال مع وجود رخصة عمومي وخصوصي لقائد المركبة . الوافدون ملتزمون رغم مخالفتهم وأضاف السبيعي إننا مضطرين لتأجير المركبة على العمالة كونهم يلتزمون بالدفع اليومي حيث أنني أحصد شهريا قرابة 70 آلف بتأجير 30 (تاكسي) بواقع 120 ريالا يوميا من كل سيارة .ومن بين هؤلاء السائقين من لا يتقن قيادة المركبة بشكل جيد حيث يتسبب في إصطدامها وإحداث أضرار بها ونحن نقوم بالصيانة والتي تكلف أحيانا أكثر من 30 آلف لكل شهرين متتاليين. علي القرني .. طالب وزارة النقل والمواصلات بإصدار نظام واضح للعاملين في مجال شركات التأجير وقال إننا نعاني من بعض السعوديين من عدم الإلتزام بالدفوعات الشهرية وأن بعضهم نكتشف أن لديهم سوابقا جنائية بعد ان يستأجروا منا سيارات وأن الحل لهذه المشكلة أن تصدر وزارة النقل برنامجا يتم من خلاله إدخال هويةمن يريد إستئجار سيارة لتظهر معلومات كافيه عنه. وأضاف ليس هناك تشديد لإكمال أوراق تأجير مركبة أجرة عامة ومن تلك الطلبات وجود الرخصة العمومي وأخذ تأمين على قائد السيارة المستأجرة وطلب ورقة من عمدة الحي للسعوديين فقط مضيفا بان التسديد يكون أسبوعيا . تعطل العداد فزاد الدخل وقال ناصر اليامي : لدي قرابة 35 مركبة أجرة عامة ويجب أن أدفع في كل مركبة 100 ريال يوميا لتسديد أقساطها لمدة 5 سنوات وفي حين الإلتزام بدفع راتب لسائق المركبة فإنه لن يتعب في أن يجتهد لتغطية المبلغ اليومي مشيرا بأن تشغيل عداد إحتساب الأجرة يساعدني على معرفة كم ساعة عمل بها السائق في اليوم الواحد وكم كيل مترا قطع حيث أفاجأ بقلة عدد الركاب وعدم سعي السائقين بشكل جدي في عملهم وبعد ان سمحت لهم بتعطيل عداد إحتساب الأجرة والإشتراط عليهم بمبلغ يومي يبلغ الـ140 ريالا أصبح عملهم اكثر جديه . وأضاف أن عداد إحتساب الأجرة لا يبحذه كثير من المستفيدين لظنهم بان السائق يزيد من السعر عليهم . وعن مدى إهتمامه بتقديم خدمة متميزة قال: لا يهمني تقديم خدمة نوعية بقدر مايهمني الحصول على ما أستطيع أن أسدد به ديون تلك المركبات . وشاركه الرأي سعد المحمادي : لا أستطيع أن أعطي سائقي التاكسي راتبا لكي لا يتكاسلوا عن أداء عملهم ويجب أن أضع لهم ما يسمى بـ(التارقت)؛ الذي يضمن لي حقي ويوفر لهم حرية الزيادة في الدخل. توقيف المخالفين وقال مصدر رفيع بوزارة النقل لـ»المدينة» إن إدارة النقل تسعى إلى ضبط أي مخالفة ضد سائقي الآجرة العامة وأن هناك العديد من الاجانب الذين ليس لديهم رخصة سياقة عمومي ويمارسون عملهم الطبيعي وفي جولات كثيرة قامت بها إدارة النقل بكافة المناطق تم إيقافهم مضيفا بأن الوزارة تسعى جاهدة لإيقاهم . وطالب المصدر بضرورة مساعدة المواطنين والمقيمين بالتبليغ في حال معرفته لإي سائق أجرة مخالف للإنظمة المرورية أو عدم حيازته لأوراق من وزارة النقل تؤهله للعمل كسائق آجرة. وأضاف إن إدارة النقل تقوم بتكثيف تفتيشاتها على شركات التأجير ؛ لإنها المصدر الأساسي لإعطاء مركباتها للعمالة المخالفة للحصول على المال والذي هو هدفهم الأساسي. مشيرا إلى عدم التساهل في تطبيق اللوائح بخصوص مركبات الآجرة العامة وأن المخالفات فردية وليست جماعية.وأضاف أن هناك أنظمة يتم تطبيقها على مركبات الأجرة على مستوى المملكة تتضمن أن لاتقل ماكينة مركبات الأجرة العامة عن قوة 2000سى سى لافتا إلى وجود نوعين من مستخدمي مركبات الأجرة العامة العامة على مستوى الأفراد والشركات ن على أن لايقل أويزيد ععد الليموزينات عن 50مركبة وأن تكون بإسم مالك المؤسسة . وتابع المصدر : هناك تعميم من وزارة النقل يقضي بتوحيد الزى لقائدى المركبات الأجانب ( القميص الأبيض والنطلون الأزرق) وأن يمتلك سائق المركبة الرخصة العمومي ،على أن لايزيد عمر مركبات الليوزين عن خمس سنوات ، ومن بين الشروطوجود عداد ، وتركيب اللوحة المضيئة ورقم التشغيل خلف قائد المركبة ، ووجود الإستكرات على الأبواب .. وذكر المصدر أنه تم التحقيق مع أكثر من 150 سائقا تبين أنهم كانوا يعملون في مهن الزراعة والحدادة وغيرها وذلك خلال شهر شوال الماضى وعن الغرامات قال :بالنسبة لمخالفة الموديل توقع غرامة على مالك المركبة غرامة قدرها 5000ريال أما بالنسبة للمظهر العام فيغرم السائق 700ريال بينما تبلغ غرامة الجمع بين أكثر من راكب- متفرق في الأجرة العامة في الرحلة الواحدة، فتبلغ 1000ريال . أما رفض سائق الأجرة تقديم الخدمة في نطاق المدينة محل الترخيص فغرامتها 300ريال . المزيد من الصور :