١- من الطبيعي أن تقع الخلافات بين الناس وتظهر النزاعات بينهم، لكن من غير الطبيعي أن تُترك تلك الخلافات والنزاعات قائمة ومستمرة بينهم دون حل أو علاج. ٢- من رأى خلافاً قائماً أو مشكلة حادثة بين اثنين أو أكثر فعليه أن يجتهد في الإصلاح بينهم قدر الإمكان فإن لم يستطع فعليه أن يخبر من يستطيع ذلك سواءً كان شخصاً أو جهة. ٣- استشعر أيّها الساعي في الصلح بين المتخاصمين أنّ ما تقوم به يعتبر من أعظم القربات إلى الله ومن أفضل الأعمال عنده. ٤- من قام بالإصلاح بين المتخاصمين فعليه أن لا يسعى لجاهٍ أو مصلحة أو مالٍ، بل لابد أن يكون عمله خالصاً لوجه الله تعالى ابتغاءً في ما عنده من الأجر العظيم، ٥- من أراد أن يصلح الآخرين فعليه بإصلاح نفسه أولاً. ٦- قد يسوّل لك الشيطان أن لا فائدة من السعي في الإصلاح بين المتخاصمين لأي سببٍ كان فلا تطعه أو تصدقه. ٧- استعانتك بربك وتوكّلك عليه وصدقك معه من أعظم أسباب توفيقك وبركتك وتأثيرك في الإصلاح بين المتخاصمين. ٨- سؤالك عن واقع المتخاصمين وبيئاتهم وأحوالهم واخلاقهم وتصرفاتهم تختصر لك طريقاً طويلاً نحو الحل المناسب للقضية القائمة بينهم. ٩- استعدادك النفسي و المعرفي مهم جداً قبل الدخول في الإصلاح بين المتخاصمين. ١٠- فليكن تواصلك مع جميع أطراف النزاع بالاستقبال الطيّب والابتسامة الجذّابة والكلمة الجميلة المؤثرة والثناء العاطر. ١١- اختيار الزمان والمكان المناسبين لإجراء عملية الصلح مهم جدّاً للجميع، لما في ذلك من استقرار الأنفس وتهدئة الأجواء. ١٢- استعن بإخوانك وأصدقائك الذين يعينونك بالرأي والمشورة وكذلك في انهاء الخلاف وإيجاد الحلول. ١٣- كن منصتاً بارعاً ومستمعاً جيّداً، واسمع من الجميع إلى الآخر، ولا تقاطع أحداً منهم إلّا لطلب توضيح مبهم أو تبيين غامض. ١٤- اسأل عن ما أشكل عليك، واطلب من الإثباتات والبيّنات ما يقويّ موقفك ويعينك على حكمك. ١٥- قد يكون من غير المناسب أن يلتقي أطراف النزاع في مجلس واحد بداية الأمر، فخذ كل واحد منهما في مكانٍ مستقل واسمع منه، ثم فليكن اللقاء بينهما بعد ذلك. ١٦- تعامل مع ما يُستجد في القضية خلال جلسة الصلح بكل حكمة واتّزان، واحذر أن تُستفزّ فتحيف أو تُثار فتُتْرك. ١٧- فليكن هدفك من الصلح بين المتخاصمين هو العدل ثم العدل ثم العدل. ١٨- اجتهد في إنهاء الخلاف عاجلاً وتجنّب التطويل أو التأجيل فيه، خشية أن يكون للشيطان مدخلاً على أحد أطراف النزاع أو كليهما أثناء تلك الفترة. ١٩- كل قضية نزاع لها حالاتها وحيثياتها وأسبابها ومكانها وزمانها والأشخاص المتعلقين بها والتي تختص بها عن غيرها وتستقلّ من خلالها عن أيّ قضية أخرى، لذا فليحرص القائم على الصلح على تجنّب استنساخ الحلول قدر الإمكان. ٢٠- الإصلاح بين المتخاصمين يكون في الحقوق التي بين العباد فقط، أمّا الحقوق التي لله فلا تسقط أبداً ولا يُساومُ فيها. ٢١- ما نتج من شروط على المتخاصمين صلحاً لابد أن تكون شروطاً جائزةً ومشروعةً وقابلةً للتنفيذ. ٢٢- على القائم بالصلح بين المتخاصمين أن تكون لديه مهارات الإقناع وحسن العرض وقوة التأثير لأنّ في ذلك طريق للدفع بطرفي النزاع أو أحدهما إلى الحل والعلاج. ٢٣- إصلاح ذات البين من الحالات التي يجوز فيها الكذب بنيّة الإصلاح بين المتخاصمين وتقريب وجهات النظر بينهم. ٢٤- على من يقوم بالصلح بين المتخاصمين أن يسدّ منافذ أيّ نقاش يصدر من أحد أطراف النزاع قد يُثير أمراً ما غير نافع أو مفيد، أو يفتح اشكالاً جديداً بينهم أو يساهم في تصلّب الموقف وتعقيد القضية. ٢٥- اصبر على ما تلاقيه أو تسمعه من أطراف النزاع ولا تيأس أو تملّ واكظم غيظك وتغلّب على مشاعرك قدر الإمكان، فكل ذلك مساهمةً إضافيةً منك على إتمام الصلح وحل الخلاف. ٢٦- فلتعلم أن الصلح خير ولا خاسر فيه، فلا تحدث نفسك بغير هذا المبدأ الشرعي المهم فتميل بك إلى الجور والحيف. ٢٧- على من قام بالصلح بين المتخاصمين أن يستر عليهم ويكتم عنهم ويحفظ أسرارهم وأخبارهم، وأن يحمل أمانة العمل، وأن يكون على قدر المسؤولية ومحل الثقة. ٢٨- من أهم الأمور التي يجب على المصلح مراعاتها توثيق الصلح وتدوينه والتوقيع عليه حفظاً للواقع وأماناً للجميع في المستقبل خاصةً في القضايا المالية والزوجية. ٢٩- احرص على أن يغادر أطراف النزاع مجلس الصلح وهم راضون على بعضهم البعض، متسامحون في ما بينهم، عازمون على عدم العودة إلى النزاع والفرقة مرة أخرى. ٣٠- ادع لهم بصلاح القلوب ودوام الألفة والمحبة وادع لنفسك بقبول العمل وعظيم الأجر من عند الله جل وعلا.
مشاركة :