اعتبر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اليوم (الإثنين) أن مواجهة انتهاكات حقوق الانسان في بلاده "مهمة ليست سهلة". وقال الكاظمي في تغريدة له عبر تويتر "إن أربعينية الإمام الحسين هي أبرز احتجاج إنساني ممتد عبر التاريخ على انتهاكات حقوق الإنسان، وهذه مناسبة للتأكيد بأن مواجهة مثل هذه الانتهاكات في العراق على امتداد المراحل ليست مهمة سهلة ولا تتم بالنيات الحسنة فقط". وشدد على أن "منهج التغيير الحقيقي يجب أن يبدأ من فلسفة التعاطي مع الناس في كل مؤسسات الدولة، وخصوصا الأمنية والعسكرية وإعادة تأهيل بعض المحققين". وتابع "علينا کعراقيين، أن نعترف بكل شجاعة بالأخطاء عندما تحصل، وأن نواجهها ونعالج تداعياتها ونحاسب مرتكبيها، وندخل مادة حقوق الإنسان في كل المناهج الدراسية لترسيخها في النفوس والعقول وجعلها معبرا إلى المستقبل". وأكد أن تحصين الوطن وتكريس المصداقية يتمان بالاعتراف وليس التغاضي. وتصادف أربعينة الامام الحسين (أحد كبار الأئمة لدى الشيعة) يوم غد الثلاثاء، حيث يتوافد منذ أيام مئات الآلاف من الزائرين الشيعة إلى مدينة كربلاء (110 كم) جنوب بغداد التي يوجد فيها مرقد الامام الحسين فضلا عن عشرات الآلاف الشيعة العرب والأجانب. وتأتي تغريدة الكاظمي بعد أيام من لقائه مواطنا عراقيا "واجه اتهاما مزيفا بقتل زوجته التي تبين أنها ما تزال على قيد الحياة"، حيث أمر بفتح تحقيق في القضية، بحسب بيان حكومي. وقال بيان صادر عن مكتب الكاظمي يوم الجمعة الماضي "إن الكاظمي استقبل المواطن البريء علي الجبوري من محافظة بابل، الذي سبق أن واجه اتهاما مزيفا بقتل زوجته التي تبين أنها ما تزال على قيد الحياة". وافاد البيان أن الكاظمي "استمع لحيثيات قضية هذا المواطن، الذي عرض مظلوميته بحضور المحققين الذين حققوا معه وانتزعوا منه اعترافات تحت ضغط التعذيب". وقرر الكاظمي ايقاف المحققين عن العمل وايداعهم في السجن والتحقيق معهم وإبقائهم قيد الاعتقال إلى أن تبت السلطات القضائية بمصيرهم، وفقا للبيان. كما أمر بتشكيل لجنة جديدة تتولى مراقبة تطبيق معايير حقوق الإنسان وتراقب عمل المحققين، وأن تأخذ تعهدات واضحة بوجوب ملازمة مبادئ حقوق الإنسان لكل مكلف بإجراء أي تحقيق.
مشاركة :