يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، منذ أمس الاثنين، أخبارا وفيديوهات حول اعتداء قوات الأمن الإيرانية على مواطنين بلوش في محافظة بلوشستان (جنوب شرق إيران)، وإطلاقها النار عليهم بشكل مباشر. وبحسب التقارير، وقع الاعتداء في منطقة تمب ريغان التابعة لمدينة بهرة بعدما حضرت قوات الأمن لاعتقال ناشط اجتماعي بلوشي، وقد أدى لإصابة عدد من المواطنين بجروح. وذكرت "حملة النشطاء البلوش" أنه تم تحديد هويات اثنين من الجرحى، وهما إيمان ريغي يوسف آبادي ومهر الله ريغي يوسف آبادي. وأفادت التقارير بأن قوات الأمن داهمت قرية تمب ريغان بغية اعتقال صمد ريغي المطلوب من قبل الأجهزة الأمنية. وعندما حاولت قوات الأمن دخول عدد من البيوت وتفتيشها دون إذن قضائي، قاومها المواطنون فأقدمت على إطلاق النار عليهم. وعزا صمد ريغي، في تسجيل صوتي، محاولة اعتقاله والهجوم على القرية إلى انتقاداته المتكررة لانعدام الأمن في مدن محافظة بلوشستان الإيرانية، وعدم استجابة القوات الأمنية والعسكرية لمطالب سكان هذه المنطقة المتعلقة بالأمن. تجدر الإشارة إلى أن صمد ريغي هو ناشط اجتماعي بلوشي يطالب السلطات المعنية دائماً ب معالجة المشاكل الاجتماعية التي تعاني منها بلوشستان ، ويمارس نشاطاته بالطرق السلمية. ويشكل البلوش أغلبية سكان محافظة بلوشستان إيران المجاورة لولاية بلوشستان باكستان، كما لهم امتدادات في محافظات إيرانية أخرى من قبيل هرمزجان وكرمان وخراسان. ويتحدث أغلبهم بلغتهم البلوشية، ويتبع أغلبهم مذهب أهل السنة، ويقطنون بشكل أساسي في التضاريس الجبلية والواحات الصحراوية والأودية الجافة، مما سمح لهم بالحفاظ على هويتهم القومية والثقافية واللغوية المميزة ومقاومة هيمنة الثقافات المجاورة. يقدر عدد البلوش في إيران بحوالي 3 ملايين نسمة. ومن أبرز المدن البلوشية في إيران زاهدان وإيرانشهر وجابهار وسرباز وسروان وخاش وكنارك وقصرقند . وإلى جانب الأنشطة السلمية، هناك مجموعات بلوشية مسلحة تشتبك بين الحين والآخر مع القوات الحكومية وتقول إنها تدافع عن الحقوق القومية والمذهبية للبلوش، وأشهرها "جيش العدل" الذي يتخذ من التضاريس الحدودية بين إيران وباكستان معقلاً له. وتعد المناطق البلوشية في إيران من أكثر المناطق حرماناً وفقراً في البلاد.
مشاركة :