لا تستخدم الدراجة على نطاق واسع كوسيلة مواصلات آمنة في السعودية. وحتى الآن، غالبية من يركبونها في الشوارع من الرجال من الطبقات العاملة أو الشبان. وتقول سمر التي كانت ترتدي سترة بيضاء وسروالا رياضيا أسود وخوذة رأس، إنها تقود دراجتها لساعتين على الأقل كل صباح قبل الذهاب للجامعة. وتضيف "الآن، العدد الكبير من النساء وممارستنا بشكل شبه يومي جعلا ركوب الدراجات بالنسبة للمرأة أمرا مألوفا". وشملت الاصلاحات الاجتماعية السماح للنساء بقيادة السيارات، وباتت الحفلات الغنائية مسموحة، ووضع حدّ لحظر الاختلاط بين الرجال والنساء. وقُلصت صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واختفى المطاوعون من الشوارع. لكنّ هذه التغيرات ترافقت كذلك مع حملة قمع للمنتقدين والصحافيين والمعارضين، وخصوصا الناشطات الحقوقيات. "شجاعة" وشغف سمر بالدراجات دفعها الى الانخراط مرتين أسبوعيا في تعليم فتيات أخريات قيادة الدراجات ضمن فريقها "شجاعة" الذي ينظم جولات أسبوعية لمحبي هذه الرياضة من الجنسين. ويتجمع عشرات الشباب صباح الجمعة للقيام بجولة على الدراجة. ويؤجر الفريق الدراجة وكل معدات السلامة بأجر رمزي وأحيانا مجانا لمن لا يملكون المقابل. وتقول سمر بتحدٍ "اخترت اسم شجاعة، لأن ما نفعله يتطلب شجاعة كبيرة جدا مني ومن جميع النساء، أي خروجنا الى الشارع وممارستنا الرياضة في الأماكن العامة والمزدحمة". بالنسبة لربة المنزل فاطمة سالم (44 عاما)، ركوب الدراجات ليس فقط "متعة ورياضة" بل وسيلة للحفاظ على"الصحة واللياقة". وتضيف الأم لأربعة أطفال التي كانت تغطي رأسها بوشاح وترتدي قميصا زهريا فوق ملابسها الرياضية، "كنت أقود الدراجة في سن الطفولة، ثم استغرق الأمر وقتا طويلا لأفعل ذلك مجددا. الآن صارت جزءا لا يتجزأ من حياتي". ركوب المرأة السعودية الدراجة في جدة يفتح لهن المزيد من الخيارات المرأة السعودية تفوز بأحقية حضانة أولادها المرأة السعودية تحلق جواً "هيومن رايتس ووتش": 10 أسباب وراء فرار المرأة السعودية من بلدها وتقول سالم التي بات زوجها منذ عام يرافقها كل جمعة لممارسة هوايتهما، "ما يحدث جديد علينا وعلى المجتمع النسائي كله. إنه أمر جميل لأنه يعطي مجالا للمرأة لتكتشف هواياتها". ولا توجد ممرات مخصصة للدراجات في شوارع جدة، ومدن البلاد الأخرى، وبالتالي فإن قيادة الدراجات وسط المركبات ينطوي على مخاطر. وتطالب سمر الحكومة السعودية "بتوفير مسارات للدراجين ما سيسمح باستخدام الدراجات كوسيلة مواصلات"، مشيرة إلى أن "حلمي أن تستطيع كل سعودية قيادة الدراجة" علنا.
مشاركة :