موسكو - ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن إيران رفضت اليوم الثلاثاء طلبا أميركيا للسماح لمفتشي الأمم المتحدة بدخول موقع نووي، قائلة إن واشنطن ليست مؤهلة للمطالبة بعمليات تفتيش دون إدانة الهجوم التخريبي الذي تعرضت له هذه المنشأة. ويأتي الرفض الإيراني وسط فتور مفاوضات نووية غير مباشرة بين واشنطن وطهران توقفت بعد 6 جولات بالتزامن مع انتخابات الرئاسة الإيرانية الأخيرة التي جاءت بإبراهيم رئيسي المحافظ المتشدد وأحد أبرز منتقدي الاتفاق النووي، فيما بقي موعد الجولة السابعة ضبابيا. وكانت الخارجية الإيرانية قد أعلنت أن إيران عازمة على استئناف المفاوضات النووية قريبا في تصريح أبقت فيه الباب مواربا لجهود إحياء الاتفاق النووي للعام 2015 من دون أن تحدد موعدا دقيقا لذلك. وفي المقابل كانت الخارجية الأميركية قد أعلنت أن المفاوضات لن تستمر إلى الأبد معربة عن نفاد صبرها إزاء المماطلة الإيرانية وهو الموقف ذاته الذي عبر عنه الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي يقول فيه مسؤولون ومحللون إيرانيون إن الجمهورية الإسلامية ليست على عجلة من أمرها وأنها تريد أن تكون المفاوضات بشروطها لا بشروط الجانب الأميركي. وتطالب طهران الجانب الأميركي برفع العقوبات التي فرضها عليها الرئيس السابق دونالد ترامب قبل الخوض في تفاصيل العودة للاتفاق النووي الذي تحلل منه ترامب في مايو/ايار 2018 وردت عليه الحكومة الإيرانية بانتهاك التزاماتها في الاتفاق. ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن محمد إسلامي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قوله خلال زيارة لموسكو "الدول التي لم تندد بالأعمال الإرهابية ضد الموقع النووي الإيراني لا يحق لها التعليق على عمليات التفتيش هناك". وقالت الولايات المتحدة أمس الاثنين إن على إيران التوقف عن منع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة من دخول ورشة لتصنيع أجزاء أجهزة الطرد المركزي على النحو المتفق عليه قبل أسبوعين وإلا ستواجه ردا دبلوماسيا في اجتماع مجلس محافظي الوكالة. وتصنع الورشة الواقعة في مجمع تساي كرج مكونات لأجهزة الطرد المركزي ومعدات تخصيب اليورانيوم وتعرضت لعملية تخريب في يونيو/حزيران جرى خلالها تدمير واحدة من أربع كاميرات تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية هناك. وأزالت إيران تلك الكاميرات ولم يتسن الحصول على اللقطات المسجلة على الكاميرات التي تعرضت للتدمير. وقال مسؤول بالرئاسة الفرنسية اليوم الثلاثاء إنه على إيران العودة إلى المحادثات مع القوى العالمية بشأن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 لتجنب أي تصعيد، مضيفا أنه لا توجد ضرورة لوضع شروط جديدة لأن معايير الاتفاق واضحة. وأضاف للصحفيين أن على القوى العالمية التي تتفاوض مع طهران أن تبقى موحدة وأن على الصين بشكل خاص "التعبير عن نفسها والتصرف بطريقة أكثر حزما".
مشاركة :