في حضور جماهيري لافت، أعاد فريق القادسية لكرة القدم نظيره العربي إلى أرض الواقع بعد تغلبه عليه في الدور قبل النهائي لبطولة أغلى الكؤوس (كأس الأمير) المُرحَّلة من الموسم الماضي بهدف من دون رد للمدافع العراقي علي فائز، في المباراة التي جمعت بينهما أمس الأول في نصف نهائي البطولة، ليضرب الأصفر موعداً مع الكويت في نهائي البطولة المقرر في 23 نوفمبر المقبل على أقرب تقدير. ودخل العربي مواجهة القادسية وسط ترشيحات صبّت في مصلحته لبلوغ المباراة النهائية بصفته حامل اللقب، وبطل الدوري الممتاز، والأكثر استقرارا على المستويين الفني والإداري، وكان قد حقق الفوز على الجهراء بخماسية في دور الثمانية كانت كفيلة لزيادة الثقة بلاعبي الفريق ومدربهم الكرواتي انتي ميشا. في المقابل حاصرت الأصفر الأزمات منذ بداية الموسم وسط خروج 3 لاعبين من توليفة الفريق "سلطان العنزي، ورضا هاني، وسيف الحشان"، كما أن القادسية لم يكن مقنعا في الموسم الماضي على مستوى الأداء والنتائج، كذلك لم يقدم المردود المطلوب في مواجهتي دور الستة عشر، والثمانية رغم تجاوزه التضامن وبرقان على الترتيب. ومع دخول الأصفر والأخضر مواجهة أمس الأول انقلبت الموازين، وفرض القادسية سيطرة ميدانية بفضل توليفة متناسقة للمدرب الجزائري خيرالدين مضوي على المستويين الدفاعي والهجومي، ولم يجد الفريق الأخضر أي مساحة لبناء الهجمات، ليلجأ إلى الكرات الطويلة التي سهلت مهمة لاعبي الأصفر، وزادت من إحكام القادسية على مجريات اللقاء. واستطاع القادسية فتح أكثر من جبهة لإزعاج العربي، سواء عن طريق راشد الدوسري، أو الألباني تراشي، في حين مثّل قلبا الدفاع خالد إبراهيم، وعلي فائز صمام الأمان ومن خلفهم الحارس خالد الرشيدي. ومع تراجع القادسية للدفاع في الشوط الثاني وفتح الملعب أمام العربي في المناطق المتقدمة لم يفقد الأصفر تركيزه في الثلث الأخير، بل على العكس هدد مرمى العربي كثيرا وكان قريبا من هز الشباك في أكثر من مناسبة. أداء مخيب في المقابل، لم يقدم العربي على المستوى الجماعي أي أداء يذكر، وظهرت الأوراق الرابحة للفريق سواء الهادي السنوسي، أو علاء الدالي، أو بندر السلامة بعيدة عن مستواها وفاقدة لأي حلول لاختراق دفاعات القادسية. ولم يحرك المدرب الكرواتي ميشا ساكنا من خارج الخطوط، بعد أن ظل مصرا على الحلول الفردية رغم غيابها، ولم تكن التبديلات التي أجراها إيجابية بالقدر الكافي، بل على العكس قام بسحب أبرز اللاعبين جهدا وتهديدا لمرمى الحارس خالد الرشيدي الكرواتي جوسيب. وكان لافتا عدم ثقة ميشا بالكثير من الأوراق الموجودة على مقاعد البدلاء، لدرجة أن لاعب الفريق بدر طارق بدا منزعجا بعد أن استدعاه الجهاز الفني لدخول المباراة في آخر الدقائق، قبل أن يتراجع ميشا عن اجراء التبديل ومطالبته اللاعب بملازمة مقاعد البدلاء. إجمالاً في الجانب العرباوي لم يقدم الفريق ما يستحق عليه الفوز، وقد تفتح هذه الخسارة بابا من الأزمات داخل صفوف الأخضر ما لم يتم تدارك الأمر، وتفعيل دور الجهاز الإداري بقيادة علي مندني. انقسام جمهور العربي! على غير العادة افتقد الأخضر للدعم الحقيقي من جمهوره في الديربي بعد اختلاف رابطة الجماهير وانقسامها إلى جزأين، وجاءت مقاعد جلوسهم قريبة من بعضها لتتداخل شيلاتهم وأهازيجهم مما سبب "ربكة" في المدرج العرباوي، وانعكس سلبا على الفريق، في الوقت الذي منح جمهور الأصفر كل ما لديه لفريقه، وكان الداعم الأول لهم في استاد جابر. مضوي: سيّرنا المباراة من جانبه، أكد مدرب فريق القادسية خيرالدين مضوي، أن فريقه نجح في تسيير المباراة كما يريد بعد أن ضيق المساحات، وأجبر العربي على لعب الكرات الطويلة، والتي سهلت مهمة لاعبي القادسية، مشيراً إلى أن الأصفر تفوق في جميع النواحي أمام العربي، وكان بمقدروه زيادة غلة الأهداف في حال استغل الهجمات المرتدة والفرص التي لاحت للتسجيل. وأضاف مضوي أن المهمة لم تكن سهلة أمام العربي الذي يتفوق على صعيد العناصر، على حد قوله. وأشاد بالتركيز الكبير للاعبي فريقه، مطالبا إياهم بمواصلة العمل من أجل صعود منصات التتويج. ولفت إلى أن التعامل الفني مع مواجهة الديربي تتطلب الذكاء إلى جانب التوفيق، لاسيما ان المباراة سارت كما خطط لها مع الجهاز المعاون. عدم الاطلاع على التذاكر! مجددا، واصل اتحاد الكرة فشله اللافت للنظر، فبعد التزاحم والتكدس في توزيع تذاكر مباراة ديربي، سواء في ناديي القادسية والعربي، في ظل فيروس كورونا المستجد، فقد شهد تنظيم لقاء الديربي واقعة غريبة للغاية، تمثّلت في غض نظر مسؤولي اتحاد الكرة المعنيين بدخول الجماهير إلى استاد جابر الأحمد الدولي عن الاطلاع على تذاكر الحضور، بينما كان التركيز على معاينة شهادة التطعيم ضد فيروس كورونا، وهو إجراء صحيح، لكن إذا كانت التذاكر غير مهمة، فلماذا كل هذا التكدس خلال توزيعها؟ ولا نعلم هل تعمّد مسؤولو الاتحاد عدم الاطلاع على التذاكر خلال دخول الجماهير أما أن الأمر سقط سهوا!
مشاركة :