تكبدت مجموعة الخطوط الجوية القطرية خسائر بقيمة 4.1 مليار دولار أمريكي خلال العام المالي 2020-2021، جراء تداعيات مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) على قطاع السفر العالمي، فيما تلقت دعما حكوميا بلغ 3 مليارات دولار أمريكي لاستمرار أعمالها. وقالت المجموعة في تقريرها المالي السنوي الذي نشرته الصحف المحلية اليوم (الثلاثاء)، إنها سجلت صافي خسارة بقيمة 14.9 مليار ريال قطري (4.1 مليار دولار أمريكي) في العام المالي المنتهي في 31 مارس، ما يعادل ضعف خسارتها في العام المالي الذي سبقه والبالغة نحو 7 مليارات ريال. وأظهر التقرير أن الخسارة تشتمل على هبوط بقيمة الأصول بـ 8.4 مليار ريال قطري (2.3 مليار دولار أمريكي) بسبب إيقاف عمليات أسطول طائرات المجموعة من طراز إيرباص (أيه 380) و (أيه 330). وذكر أنه مع التحديات الكبيرة بسبب مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) والآثار التي تركتها على قطاع السفر العالمي الذي تكبد خسائر هائلة من حيث المسافرين والعائدات، تراجعت العائدات وغيرها من مصادر الدخل التشغيلي للمجموعة بنسبة 42.4 بالمائة. وأوضح أن تلك العائدات بلغت نحو 29.4 مليار ريال (الدولار يساوي 3.64 ريال قطري تقريبا) في هذا العام المالي مقارنة بقرابة 51 مليار ريال في العام المالي السابق. وهوت العائدات من نقل المسافرين بنسبة 81 بالمائة إلى حوالي 7.9 مليار ريال مقارنة بـ 37 مليار ريال في العام المالي السابق. وارتفع إجمالي المديونية، الذي يشمل القروض ذات الفوائد والتزامات الإيجار، بنسبة 22 بالمائة إلى نحو 85.2 مليار ريال في العام المالي المنتهي في مارس 2021، قياسا إلى حوالي 69.8 مليار ريال في العام المنتهي في مارس 2020. وفي الفترة نفسها، سرحت المجموعة 13.4 ألف موظف لينخفض عدد موظفيها إلى 36.7 ألف من أكثر من 50 ألفا في العام المالي السابق، وتبنت تخفيضا مؤقتا في الرواتب الشهرية للعاملين بنسبة 15 بالمائة، بحسب التقرير. في المقابل، ارتفع إجمالي الأصول النقدية، والودائع ذات الفوائد إلى 24.7 مليار ريال من حوالي 7.3 مليار ريال، وإجمالي الأسهم إلى 31.8 مليار ريال من 28.4 مليار ريال في العام المالي السابق. وتضاعفت العائدات من الشحن الجوي إذ بلغت حوالي 18.5 مليار ريال قطري مقارنة بـ 9.9 مليار ريال في العام المالي السابق، وتحسن معيار الأرباح قبل اقتطاع الفوائد والضريبة والاستهلاك والإيجار حيث وصل إلى حوالي 6 مليارات ريال قياسا إلى 5 مليارات في العام السابق. وأفاد التقرير بأن القطرية للشحن الجوي حافظت على مكانتها كأكبر شركة شحن جوي عالميا وزادت من حصتها السوقية خلال العام المالي، ونما عدد رحلاتها اليومية بنسبة تجاوزت ثلاثة أضعاف، مع تسجيل رقم قياسي تمثل بتشغيل 183 رحلة في اليوم في مايو العام الماضي. وأضاف أن الناقلة شهدت ارتفاعا في عدد الأطنان التي تمت مناولتها بنسبة 4.6 بالمائة مقارنةً بالعام المالي الماضي، وقادت هذه الزيادة نمو عائدات القطرية للشحن الجوي إلى أكثر من الضعف. وأشار إلى أنه رغم بزوغ صعوبات غير مسبوقة واجهها قطاع الطيران العالمي لأول مرة في تاريخه، أعادت الخطوط القطرية بناء شبكة وجهاتها من 33 وجهة خلال ذروة انتشار (كوفيد-19) إلى أكثر من 140 وجهة اليوم، كما أطلقت رحلات إلى تسع وجهات جديدة. وفي كلمة للرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر تضمنها التقرير، قال الباكر إنه "بينما لم تتلقَ المجموعة أي دعم على شكل رواتب أو منح، ضخت الحكومة القطرية، مالك المجموعة، رأس مال بقيمة 11 مليار ريال قطري (3 مليارات دولار أمريكي) لدعم استمرارية أعمالنا". وأضاف الباكر أن المجموعة تبذل قصارى جهدها لاستعادة ثقة المسافرين في أوقات يصعب التنبؤ بها، حيث مكنت أكثر من 600 ألف مسافر من استرداد ثمن تذاكرهم التي وصلت إلى ما يزيد عن 65.1 مليار دولار أمريكي. وأكد أن قوة العمليات المالية للمجموعة كان لها الأثر الكبير في تمكينها من مواصلة التركيز على الأهداف بعيدة المدى من خلال الاستثمار في أسطول طائراتها وتعزيز شراكاتها مع شركات الطيران الكبرى عالميا وإطلاق رحلات إلى أسواق جديدة، معربا عن ثقته بأن هذه الرؤية ستقود المجموعة إلى الخروج من هذه الفترة الصعبة أقوى مما كانت عليه.
مشاركة :