أجرى فريق طبي متخصص في جراحة المخ والأعصاب بمستشفى د.سليمان الحبيب بالقصيم، عملية جراحية دقيقة أنهت معاناة طفلة مصابة بتوسع كبير في حجر الدماغ، وزيادة السائل وورم بالدماغ، وشلل نصفي، بالإضافة إلى فقدان شبه كلي للوعي. وأوضح د.ناجي مسعود استشاري جراحة المخ والأعصاب، أن الطفلة تبلغ من العمر "عامين"، دخلت المستشفى عبر الطوارئ، وأجريت لها فحوصات طبية، أظهرت أن الورم كبير ومتشابك ومتغلغل إلى قعر الدماغ؛ الأمر الذي أثر بشكل مباشر على مراكز هامة في الحواس، مثل العصب والقرص البصريين في الجهة اليمنى من الدماغ، والغدة النخامية، ومركز الوعي. وأضاف "مسعود": بادر الفريق الطبي في خطوة عاجلة بزراعة قسطرة في الدماغ بغية تصريف السائل وتحرير مراكز المخ المتأثرة من الضغط، ثم أُخضعت لعملية جراحية تم فيها إزالة الورم الذي وصل حجمه إلى "5×6سم" كاملًا بدقة عالية، على الرغم من أنه كان متمددًا ومتشابكًا مع الكثير من أعضاء الدماغ، لكننا ولله الحمد استطعنا عزله واستئصاله، بعدها تم تحويل المريضة إلى العناية المركزة وإبقاءها ليومين؛ بهدف إراحة الدماغ من التورمات ومن آثار العملية الطويلة التي استمرت زهاء الـ"8" ساعات. وتابع: استخدمت في العملية تقنيات حديثة للمراقبة العصبية، وشفط الورم دون إلحاق الضرر بالخلايا والأعصاب الدماغية الدقيقة، بالإضافة إلى الألتراساوند؛ للتأكد من استئصال الورم بشكل كامل. ووصف د.مسعود العملية بالكبيرة والمعقدة؛ لأن احتمالات إصابة الطفلة بمضاعفات مثل الشلل الرباعي أو حتى الموت الدماغي كانت مرتفعة؛ ولذلك رفضت عدد من المستشفيات والمراكز المتخصصة إجراء العملية؛ لكن بفضل الله بدأت الحالة الصحية للطفلة بالتحسن تدريجيًّا مع العناية الطبية الحثيثة، إلى أن تخلصت بعد "3" أسابيع من العملية من كافة أعراض ورم الدماغ حيث استعادت وعيها بشكل كامل، وأضحت تتفاعل مع أسرتها بالضحك وطلب الطعام والشراب، بالإضافة إلى التعافي من الاضطرابات التي أصابت وظائف الكلى نتيجة ارتفاع نسبة الأملاح، وكذلك استعادت النظر بالعين اليسرى بنسبة "100%" فيما تتحسن قدرة اليمنى بشكل مستمر، والأهم من ذلك كله أنها استعادت قدرتها على الحركة. الجدير بالذكر أن مستشفى د.سليمان الحبيب بالقصيم، يصنف ضمن أفضل مستشفيات المملكة، وتتوفر به كل الإمكانيات التي تُمكّنه من تقديم رعاية متطورة ومتكاملة لمختلف الأمراض؛ حيث يضم أفضل الكفاءات الطبية في كل التخصصات الدقيقة، ومزود بأحدث الأجهزة والتقنيات.
مشاركة :