لماذا نشعر بالتعب طوال الوقت؟ وكيف نتجنبه؟

  • 9/29/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

منذ أكثر من شهر، بدأ براد ستولبرغ بالشعور بالتعب أكثر من المعتاد. كل شيء تقريباً في حياته - من النهوض من الفراش إلى ممارسة الرياضة إلى الكتابة والتدريب والقراءة - أصبح يتطلب قدراً كبيراً من الطاقة. وقال الباحث والكاتب ومدرب الأداء والرفاهية: «كل هذه الأنشطة عادة ما تكون سلسة، أما الآن، فتحولت إلى مشقة. لم أكن مكتئباً أو حزيناً بشكل خاص. ولم يكن لدي شعور بالركود أو الفراغ المرتبط بالضعف. كنت ببساطة متعبا»، وفقاً لتقرير لمجلة «تايم». وأوضخ ستولبرغ أنه لم يشعر بذلك لوحده، وتابع: «بدأت في مشاركة هذه المشاعر مع الأصدقاء والزملاء والجيران، وقد أبلغ العديد منهم أيضاً عن شعور مماثل بالإرهاق». وقالت ليندا، امرأة تبلغ من العمر 40 عاماً: «أنام جيداً وأتناول طعاماً شهياً ولا أتنقل إلى العمل أو أشعر بالقلق بشأن ارتداء ملابسي في الصباح، ومع ذلك ما زلت متعبة بشكل شديد». أما مارك، وهو صديق مقرب من ستولبرغ، فقال: «أنا متعب للغاية دائماً... لأول مرة في حياتي، أجد صعوبة في الاستيقاظ صباحاً». وأشار ستولبرغ إلى أن «هذه النضالات ليست جديدة. لقد كانت موضوعاً مشتركاً على مدار السنوات الثلاث الماضية لدى تأليف كتابي (براكتيسينغ غراونديدنس)». هناك، بالطبع، العديد من الأسباب لإرهاقنا الجماعي: جائحة «كورونا»، واضطراب اجتماعي وتراجع ديمقراطي - على سبيل المثال لا الحصر. ولكن حتى فيما وراء هذه الدوافع الواضحة، يعتقد ستولبرغ أن هناك شيئاً آخر يحدث، وقال: «نحن نستبدل الإثارة بالقلق. هذه الظاهرة خفية وماكرة». حتى الأشخاص الأكثر هدوءاً واتزاناً يستفيدون على الأقل من بعض فترات الإثارة، حيث يزدهر البشر بدرجة معينة من الحركة في حياتهم. لقد أدى الوباء، إلى حد كبير، للتخلص من نوبات الإثارة المتقطعة هذه. فمثلاً، أصبحت نشاطات كحضور الحفلات الموسيقية والأحداث الرياضية والأفلام وحتى الذهاب إلى المطاعم (ناهيك عن قضاء إجازة مناسبة) ليست بالأمر السهل كما كانت من قبل. بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين لديهم أطفال أصغر من أن يتم تطعيمهم، لا تزال هذه الأنشطة محظورة. ويمثل النقص المزمن في الإثارة تحدياً كافياً في حد ذاته. لكن الأمر يزداد سوءاً عندما نستبدل شوقنا للإثارة بالقلق، والذي له تأثير مختلف على المدى الطويل، بحسب ستولبرغ. وقال إن الحل يتطلب ثلاث خطوات. أولاً، يجب أن نتوقف عن استبدال القلق برغبتنا في الإثارة. وتابع ستولبرغ: «ثانياً، نحن بحاجة إلى بذل كل ما في وسعنا لإدخال بعض الإثارة الإيجابية إلى حياتنا بطريقة نشعر فيها بالأمان». وأضاف: «وبينما يستفيد الإرهاق الجسدي غالباً من الراحة، فإن الإرهاق النفسي - غالباً ما يستفيد أكثر من الحركة. بعبارة أخرى، لست بحاجة إلى الشعور بالرضا للمضي قدماً، بل يجب أن تبدأ في منح نفسك فرصة للشعور ببعض الإيجابية». وأشار ستولبرغ إلى أنه يجب أن نتحلى بالصبر أيضاً. الأمور بالكاد أصبحت طبيعية، والتظاهر بخلاف ذلك يعتبر أمراً سخيفاً. رغم أن الأمر قد يبدو كذلك، فإن وضعنا الحالي لن يستمر إلى الأبد. وتابع: «قد يكون هذا الشتاء طويلاً، لكنه مجرد فصل - والفصول تتغير دائماً».

مشاركة :