على مر السنين، ظل إنتاج الأفيون الأفغاني مرتفعا للغاية. في عام 2020، أنتجت البلاد 6300 طن على مساحة 224 ألف هكتار وفقًا للأمم المتحدة. تبدو المعادلة مستحيلة: القضاء على إنتاج يدر دخلا يصل إلى ملياري دولار (1,7 مليار يورو) في واحدة من أفقر دول العالم. من جانبهم لا يطرح الفلاحون في الجنوب تساؤلات. ويقول محمد "نعلم أنه ليس أمرا جيدًا وأن الإسلام يحرمه. لكننا مضطرون وإلا فكيف عسانا نكسب عيشنا. هنا ليس لدينا ماء ولا بذور ولا يمكننا زراعة أي شيء آخر". ويوضح زكريا الذي يعيل أسرة كبيرة مكونة من 25 شخصًا "بدون الأفيون لا أغطي حتى نفقاتي. .. ليس لدينا أي عمل آخر ولا حل آخر إذا لم يساعدنا المجتمع الدولي". لكن المساعدات الدولية لم تأت حتى الآن بأي نتيجة، رغم المبالغ الطائلة (8,6 مليار دولار) التي استثمرتها الولايات المتحدة على مدار العشرين عامًا الماضية. في الأثناء كانت طالبان تكتفي بالأفيون الذي مول تمردها ضد الغرب. في عام 2016 حصلت الحركة من المخدرات على "نصف ايراداتها" وفقًا للأمم المتحدة. بعد عودتهم إلى السلطة منذ فترة ليست ببعيدة، يتقدم الإسلاميون بحذر في وقت تهدد فيه المجاعة ثلث السكان، وفقًا للأمم المتحدة. وفي مكتبه في قندهار يقول الملا نور محمد سعيد أحد المسؤولين الإقليميين لوكالة فرانس برس إن "إنتاج الأفيون محرم في الإسلام ومضر بالأفراد". لكنه يحرص على عدم تأكيد الحظر المقبل ويرمي الكرة في ملعب المجتمع الدولي قائلا "إذا كانوا مستعدين لمساعدة الفلاحين على وقف انتاج الأفيون فسنحظره".
مشاركة :