أثار الإعلان عن خبر انتحار أحد الجنود الروس في سوريا جدلا واسع النطاق في الأوساط السياسية والعسكرية والشبابية. وكانت وزارة الدفاع الروسية سارعت بالاعتراف بالواقعة، وأكدت في بيان أصدرته بهذا الشأن، أمس أن «عسكريا كان يخدم في قاعدة حميميم الجوية بصفة خبير فني متعاقد، انتحر أثناء الاستراحة بعد المناوبة. وفي الوقت الراهن يجري التحقيق في جميع ملابسات المأساة». مرجحة أن يكون السبب مرتبطا بمشاكل في حياة الشاب العاطفية. من جانبه أعلن الجهاز الصحافي لوزارة الدفاع أن الجندي الروسي وحسب التحقيقات الأولية، أقدم على الانتحار بسبب خلاف مع صديقته. وكان عدد من معارف وأصدقاء الجندي الروسي نشروا على صفحاتهم في موقع «كونتاكت» ما يعرفونه عن هذا الجندي الذي قالوا إن اسمه فاديم كوستينكو من مواليد 18 أبريل (نيسان) 1996 في كراسنودار جنوبي روسيا غير بعيد عن سوتشي على ضفاف البحر الأسود، ويبلغ من العمر 19 عاما. وكان أوفد للخدمة إلى سوريا في قاعدة حميميم الجوية ضمن الأطقم الفنية هناك. ومن صفحة الجندي المنتحر ومن مراسلاته المتبادلة مع «محبوبته» واسمها تاتيانا سوبرون، يمكن استيضاح مدى العلاقة الحميمية التي كانت تربطهما. وكانت مصادر وزارة الدفاع الروسية أكدت هذه المعلومة من واقع عثورها على «رسالة هاتفية» وُجدت على هاتف الجندي الروسي. ومن السيرة الذاتية للجندي المنتحر، نعلم أنه كان قد أدى الخدمة العسكرية في مركز التدريب التابع للقوات الجوية رقم 834 في مدينة زيرنوغراد في مقاطعة روستوف جنوب روسيا، فيما أفصح عن رغبة في استمرار علاقته بالقوات المسلحة على سبيل التعاقد حيث جرى إلحاقه بالوحدة العسكرية رقم 7538 - فوج القاذفات رقم 960 في مهنة «فني طيران» أي إنه لم يكن طيارا. كما أنه ألحق فيما بعد بالوحدة العسكرية «رقم 20926 روستوف» حسب المعلومات المنشورة. فيما أوفد مع الوحدات الروسية التي جرى إرسالها إلى قاعدة حميميم في سوريا. ولم يُستشف من مراسلاته ومكاتباته مع «محبوبته» ومع الأصدقاء والمعارف ما يوحي بأي مشاكل أو أزمات. لكن موقع «الصحافة الأجنبية» نشر ترجمة لمقال نشرته «وول ستريت جورنال» الأميركية نقلت فيه عن أحد المسؤولين في وزارة الدفاع الروسية، ما قاله حول «إن الجندي الروسي لقي حتفه نتيجة عدم الحذر لدى استخدام سلاحه». غير أن هناك من قال إن الأمر لم يكن يتعلق بالسلاح بل بالذخيرة، وهو ما دفع مراقبين آخرين إلى التشكيك في ذلك، نظرا لأن انفجار الذخيرة كان يمكن أن يؤدي إلى مقتل أو إصابة آخرين وهو ما لم تجر الإشارة إليه. أما وكالة «تاس» الروسية فقد نقلت عن مصادر عسكرية في وزارة الدفاع الروسية، أن الجندي وُجد منتحرا خلال فترة راحته بعد انتهاء وردية خدمته، وأن التحقيقات لا تزال متواصلة في هذا الشأن. غير أن هناك من الأقارب من أعرب عن شكوكه في هذه الرواية حسبما نشر موقع «نيوز رو»أ حيث أشار أحدهم إلى ما يقال حول أنه مات مشنوقا وأنه قد يكون هناك من أقدم على قتله، دون تقديم تفسيرات مقنعة لمثل هذه الاستنتاجات. وقالت «وول ستريت جورنال» نقلا عن نفس المصدر العسكري الروسي، إن موسكو كانت أوفدت إلى سوريا مجموعة «زاسلون» (الحماية)، من جنود القوات الخاصة للدفاع عن مقار المؤسسات الدبلوماسية الروسية في سوريا، فيما أشارت إلى وجود ما يقرب من عشرين من ضباط المخابرات الروسية ممن يقومون بتوفير الاتصالات اللازمة مع زملائهم من الأجهزة السورية. وأضافت أن هناك من القوات الخاصة والأفراد من جرى نقله من جنوب شرقي أوكرانيا إلى سوريا. وثمة من يقول أيضا فيما جرى نشره بهذه المناسبة، إن هناك آخرين لقوا نفس المصير أي «الانتحار» من بين الجنود الذين جرى إيفادهم إلى سوريا. ولم يسبق أن تحدثت موسكو عن خسائر في صفوف جنودها سواء في عمليات قتالية أو جراء حوادث.
مشاركة :