«الكف عن السذاجة».. طلب ماكرون من الأوروبيين

  • 9/30/2021
  • 02:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

«يتعين على أوروبا الكف عن السذاجة»، هكذا قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء، عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن مصالحها وبناء قدراتها العسكرية الخاصة.وفيما أبرمت اليونان صفقة لشراء فرقاطات فرنسية تبلغ قيمتها نحو ثلاثة مليارات يورو (3.51 مليار دولار)، دخلت باريس في أزمة دبلوماسية لم يسبق لها مثيل مع الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا في وقت سابق من هذا الشهر بسبب اتفاق أمني نووي ثلاثي أدى إلى تراجع كانبيرا عن عقد لشراء غواصات فرنسية التصميم بمليارات الدولارات.ودفع هذا الأمر باريس إلى إعادة النظر في تحالفاتها التقليدية، وفي حديثه لأول مرة عن هذه القضية، انتهز ماكرون الفرصة للحث على تعزيز اعتماد أوروبا على ذاتها مع سعي واشنطن حثيثا إلى توجيه مصالحها تجاه الصين ومنطقة المحيطين الهندي والهادي.وقال ماكرون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس «يجب أن يتوقف الأوروبيون عن السذاجة، عندما نتعرض لضغوط من القوى، والتي في بعض الأحيان تشدد (مواقفها)، نحتاج إلى الرد وإظهار أن لدينا القوة والقدرة على الدفاع عن أنفسنا، ليس تصعيدا للأمور، ولكن حماية لأنفسنا».وأضاف ماكرون «هذا ليس بديلا عن التحالف مع الولايات المتحدة، إنه ليس بديلا، ولكن لتحمل مسؤولية الركيزة الأوروبية داخل حلف شمال الأطلسي واستخلاص النتائج بأننا مطالبون بالاهتمام بحماية أنفسنا».وقال مصدر بالحكومة اليونانية بموجب اتفاق مع باريس، وافقت أثينا على شراء ثلاث فرقاطات جديدة، مع إتاحة خيار لشراء أخرى رابعة، بنحو ثلاثة مليارات يورو.ويأتي الاتفاق، وهو ضمن اتفاق تعاون عسكري ودفاعي إستراتيجي أوسع، بعد أن طلبت أثينا بالفعل حوالي 24 طائرة مقاتلة «رافال» من شركة داسو هذا العام، مما يجعلها أول دولة في الاتحاد الأوروبي تشتري الطائرة المقاتلة.وقال ميتسوتاكيس «هذا سيجعل الروابط بيننا تمتد لعقود، ويفتح الباب لأوروبا القوية والمستقلة والقادرة على الدفاع عن مصالحها في المستقبل».ولدى سؤاله عما إذا كانت هذه الصفقة تنطوي على خطر إثارة التوتر في شرق البحر المتوسط، قال ماكرون: إن الاتفاق لا يستهدف دولة على وجه التحديد، وإنما يركز على اليونان لوجوب حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.وقال ماكرون في إشارة إلى الإجراءات التركية في المنطقة «لا أعتقد أن اليونان في صيف 2020 كانت تتجه إلى القتال في شرق البحر المتوسط».وأضاف: «بصفتنا أوروبيين، من واجبنا إبداء التضامن مع الدول الأعضاء. ومن المشروع أن نلتزم بتجهيزها حتى تتمكن من ضمان سلامة أراضيها وأن نلتزم بالتعاون لحمايتها في حالة تعرضها لهجوم أو اعتداء».ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن رئيس الوزراء اليوناني القول خلال المؤتمر المشترك في باريس مع الرئيس الفرنسي: «بلدانا يتخذان الخطوة الأولى نحو استقلال إستراتيجي أوروبي»، بينما قال ماكرون: «إنها علامة ثقة وجودة للإنتاج الفرنسي».وفي صيف عام 2020، وجدت اليونان وتركيا نفسيهما على شفا مواجهة عسكرية بسبب خلاف بشأن مصادر الغاز الطبيعي المكتشفة حديثا في شرق البحر المتوسط.ووصف ميتسوتاكيس فكرة إنشاء جيش أوروبي بأنها «اقتراح ناضج»، وذلك في مقابلة تليفزيونية مع هيئة الإذاعة والتليفزيون اليونانية، الإثنين، من باريس.وذكرت «بلومبرغ» أنه خلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع الماضي، قال ميتسوتاكيس «إن تشكيل اتحاد دفاعي أوروبي سوف يعزز حلف شمال الأطلسي (ناتو) أيضا».

مشاركة :