لبنانيون ينددون بتعليق التحقيق في انفجار مرفأ بيروت: «لن تقتلونا مرتين»

  • 9/30/2021
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مسؤول بحزب الله هدد قاضي التحقيق بأن الحزب سوف يزيحه عن مواصلة التحقيق ‭ ‬بيروت‭ (‬وكالات‭ ‬الأنباء‭ ): ‬تظاهر‭ ‬مئات‭ ‬اللبنانيين‭ ‬يتقدمهم‭ ‬أهالي‭ ‬ضحايا‭ ‬انفجار‭ ‬مرفأ‭ ‬بيروت‭  ‬أمس‭ ‬الأربعاء‭ ‬أمام‭ ‬قصر‭ ‬العدل‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬بعد‭ ‬يومين‭ ‬من‭ ‬تعليق‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬تدخلات‭ ‬سياسية‭ ‬وشكاوى‭ ‬قانونية‭ ‬تطالب‭ ‬بتنحية‭ ‬المحقق‭ ‬العدلي،‭ ‬فيما‭ ‬أعربت‭ ‬فرنسا‭ ‬‮«‬عن‭ ‬أسفها‮»‬‭ ‬الأربعاء‭ ‬لهذا‭ ‬القرار‭ ‬مقدّرة‭ ‬أن‭ ‬اللبنانيين‭ ‬لديهم‭ ‬‮«‬حق‭ ‬معرفة‮»‬‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬وأن‭ ‬القضاء‭ ‬اللبناني‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬قادرا‭ ‬‮«‬على‭ ‬العمل‭ ‬بشفافية‭ ‬تامة‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬تدخل‭ ‬سياسي‮»‬‭. ‬ من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬قالت‭ ‬صحفية‭ ‬ومصدر‭ ‬قضائي‭ ‬إن‭ ‬مسؤولا‭ ‬بارزا‭ ‬في‭ ‬جماعة‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬اللبنانية‭ ‬أبلغ‭ ‬قاضي‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬انفجار‭ ‬مرفأ‭ ‬بيروت‭ ‬بأن‭ ‬الجماعة‭ ‬ستزيحه‭ ‬عن‭ ‬التحقيق‭. ‬ وقال‭ ‬المصدر‭ ‬القضائي‭ ‬إن‭ ‬القاضي‭ ‬طارق‭ ‬بيطار‭ ‬ذكر‭ ‬تلك‭ ‬الرسالة‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬للمدعي‭ ‬العام‭ ‬التمييزي،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬وجهات‭ ‬قضائية‭ ‬يتابعون‭ ‬الأمر‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬بعد‭ ‬فتح‭ ‬تحقيق‭ ‬رسمي‭ ‬فيه‭. ‬ وطلب‭ ‬المصدر‭ ‬عدم‭ ‬ذكر‭ ‬اسمه‭ ‬لأن‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬القضاء‭ ‬ولأن‭ ‬خطاب‭ ‬بيطار‭ ‬كان‭ ‬مكتوبا‭ ‬عليه‭ ‬أنه‭ ‬خاص‭.‬ ‭ ‬من‭ ‬جانبها،‭ ‬قالت‭ ‬الناطقة‭ ‬باسم‭ ‬الخارجية‭ ‬الفرنسية‭ ‬‮«‬الأمر‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬السلطات‭ ‬اللبنانية‭ ‬للسماح‭ ‬باستمرار‭ ‬التحقيق‭ ‬بالموارد‭ ‬المالية‭ ‬والبشرية‭ ‬اللازمة،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإضاءة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬4‭ ‬أغسطس‭ ‬2020،‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬التوقعات‭ ‬المشروعة‭ ‬للشعب‭ ‬اللبناني‮»‬‭. ‬ ‭.‬وهذه‭ ‬المرة‭ ‬الثانية‭ ‬التي‭ ‬يُعلق‭ ‬فيها‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬الانفجار‭ ‬الضخم‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬2020‭ ‬وأدى‭ ‬إلى‭ ‬مقتل‭ ‬214‭ ‬شخصاً‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬وإصابة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬6500‭ ‬آخرين‭ ‬بجروح،‭ ‬عدا‭ ‬عن‭ ‬دمار‭ ‬واسع‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭. ‬وعزته‭ ‬السلطات‭ ‬إلى‭ ‬تخزين‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬نيترات‭ ‬الأمونيوم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إجراءات‭ ‬وقاية‭. ‬وتبيّن‭ ‬لاحقاً‭ ‬أن‭ ‬مسؤولين‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬عدة‭ ‬سياسية‭ ‬وأمنية‭ ‬وقضائية‭ ‬كانوا‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬بمخاطر‭ ‬تخزين‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬ولم‭ ‬يحركوا‭ ‬ساكناً‭.  ‬تمكنت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المتظاهرين‭ ‬ظهر‭ ‬أمس‭ ‬الأربعاء‭ ‬من‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬الباحة‭ ‬الداخلية‭ ‬لقصر‭ ‬العدل،‭ ‬حيث‭ ‬يقع‭ ‬مكتب‭ ‬المحقق‭ ‬العدلي‭. ‬وعلقوا‭ ‬لافتة‭ ‬ضخمة‭ ‬تضم‭ ‬صور‭ ‬الضحايا‭ ‬مع‭ ‬تعليق‭ ‬‮«‬لن‭ ‬تقتلونا‭ ‬مرتين‮»‬‭. ‬ وأمام‭ ‬قصر‭ ‬العدل،‭ ‬رفع‭ ‬الأهالي‭ ‬صور‭ ‬الضحايا‭ ‬ولافتات‭ ‬كتبوا‭ ‬عليها‭ ‬عبارات‭ ‬عدة‭ ‬بينها‭ ‬‮«‬القضية‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬قاضي‭.. ‬القضية‭ ‬الحقيقة‮»‬‭ ‬و«الشعب‭ ‬يحمي‭ ‬العدالة‮»‬‭ ‬و«لن‭ ‬ننسى‮»‬‭. ‬كما‭ ‬حمل‭ ‬أحدهم‭ ‬صورة‭ ‬مرفقة‭ ‬بمجسم‭ ‬مقصلة‭ ‬ومذيّلة‭ ‬بتعليق‭ ‬‮«‬نهاية‭ ‬كل‭ ‬فاسد‮»‬‭. ‬ وقالت‭ ‬ريما‭ ‬الزاهد،‭ ‬التي‭ ‬قتل‭ ‬الانفجار‭ ‬شقيقها‭ ‬الموظف‭ ‬في‭ ‬المرفأ،‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬‮«‬نعاني‭ ‬منذ‭ ‬13‭ ‬شهراً‭ ‬من‭ ‬تدخلات‭ ‬السياسيين‭ ‬وأرباب‭ ‬الطوائف‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬التحقيق‭.. ‬ووصل‭ ‬بهم‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬حدّ‭ ‬اللعب‭ ‬على‭ ‬القانون‮»‬‭.  ‬وأضافت‭ ‬‮«‬عندما‭ ‬علمت‭ ‬بوقف‭ ‬التحقيق،‭ ‬شعرت‭ ‬أننا‭ ‬نتعرض‭ ‬للخيانة‭ ‬مرة‭ ‬ثانية،‭ ‬ويقتلوننا‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ (...) ‬كأنهم‭ ‬يقتلوننا‭ ‬ونحن‭ ‬نتنفس‮»‬‭.  ‬منذ‭ ‬ادعائه‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬السابق‭ ‬حسان‭ ‬دياب‭ ‬وطلبه‭ ‬ملاحقة‭ ‬نواب‭ ‬ووزراء‭ ‬سابقين‭ ‬ومسؤولين‭ ‬أمنيين،‭ ‬يخشى‭ ‬كثيرون‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬الضغوط‭ ‬السياسية‭ ‬إلى‭ ‬عزل‭ ‬المحقق‭ ‬العدلي‭ ‬طارق‭ ‬بيطار،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬مع‭ ‬سلفه‭ ‬فادي‭ ‬صوان‭ ‬الذي‭ ‬نُحي‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬بعد‭ ‬ادعائه‭ ‬على‭ ‬دياب‭ ‬وثلاثة‭ ‬وزراء‭ ‬سابقين‭.  ‬وقبل‭ ‬تنحيته،‭ ‬كان‭ ‬صوان‭ ‬بدوره‭ ‬قد‭ ‬علّق‭ ‬التحقيق‭ ‬بعدما‭ ‬تقدم‭ ‬وزيران‭ ‬ادعى‭ ‬عليهما‭ ‬بطلب‭ ‬نقل‭ ‬التحقيق‭ ‬من‭ ‬يده‭.  ‬وعلّق‭ ‬بيطار‭ ‬الإثنين‭ ‬التحقيق‭ ‬بعد‭ ‬تبلغه‭ ‬دعوى‭ ‬تقدم‭ ‬بها‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬السابق‭ ‬نهاد‭ ‬المشنوق‭ ‬يطلب‭ ‬فيها‭ ‬نقل‭ ‬القضية‭ ‬إلى‭ ‬قاض‭ ‬آخر‭ ‬رداً‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬استجوابه‭ ‬كمدعى‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬القضية‭. ‬ وبعد‭ ‬نحو‭ ‬خمسة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬تسلمه‭ ‬الملف،‭ ‬أعلن‭ ‬بيطار‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬عزمه‭ ‬استجواب‭ ‬دياب‭ ‬كمدعى‭ ‬عليه،‭ ‬ووجّه‭ ‬كتاباً‭ ‬إلى‭ ‬البرلمان‭ ‬طلب‭ ‬فيه‭ ‬رفع‭ ‬الحصانة‭ ‬النيابية‭ ‬عن‭ ‬ثلاثة‭ ‬وزراء‭ ‬سابقين‭ ‬هم‭ ‬النواب‭ ‬علي‭ ‬حسن‭ ‬خليل‭ (‬المال‭) ‬وغازي‭ ‬زعيتر‭ (‬الأشغال‭)‬،‭ ‬وهما‭ ‬ينتميان‭ ‬إلى‭ ‬كتلة‭ ‬حركة‭ ‬أمل‭ ‬المتحالفة‭ ‬مع‭ ‬حزب‭ ‬الله،‭ ‬ونهاد‭ ‬المشنوق،‭ ‬وكان‭ ‬ينتمي‭ ‬إلى‭ ‬تيار‭ ‬المستقبل‭ ‬بزعامة‭ ‬سعد‭ ‬الحريري‭. ‬وجاء‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬تمهيداً‭ ‬للادعاء‭ ‬عليهم‮»‬‭ ‬بتهم‭ ‬‮«‬جناية‭ ‬القصد‭ ‬الاحتمالي‭ ‬لجريمة‭ ‬القتل‮»‬‭ ‬و«جنحة‭ ‬الإهمال‭ ‬والتقصير‮»‬‭ ‬لأنهم‭ ‬كانوا‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬بوجود‭ ‬نيترات‭ ‬الامونيوم‭ ‬‮«‬ولم‭ ‬يتخذوا‭ ‬إجراءات‭ ‬تجنّب‭ ‬البلد‭ ‬خطر‭ ‬الانفجار‮»‬‭. ‬ وفي‭ ‬16‭ ‬سبتمر،‭ ‬أصدر‭ ‬بيطار‭ ‬مذكرة‭ ‬توقيف‭ ‬بحق‭ ‬وزير‭ ‬الأشغال‭ ‬السابق‭ ‬يوسف‭ ‬فنيانوس‭ ‬بعد‭ ‬امتناعه‭ ‬عن‭ ‬المثول‭ ‬أمامه‭ ‬لاستجوابه‭. ‬وقد‭ ‬تقدم‭ ‬فنيانوس‭ ‬أيضاً‭ ‬بدعوى‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬الجزائية‭ ‬مطالباً‭ ‬بتنحية‭ ‬بيطار‭.  ‬وغادر‭ ‬دياب‭ ‬الشهر‭ ‬الحالي‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬صدور‭ ‬مذكرة‭ ‬إحضار‭ ‬بحقّه‭ ‬وتحديد‭ ‬موعد‭ ‬استجوابه‭.  ‬تتهم‭ ‬قوى‭ ‬رئيسية‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬حزب‭ ‬الله،‭ ‬القوة‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية‭ ‬الأبرز‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وتجمّع‭ ‬رؤساء‭ ‬الحكومات‭ ‬السابقين‭ ‬بينهم‭ ‬الحريري،‭ ‬بيطار‭ ‬بـ«تسييس‮»‬‭ ‬التحقيق‭. ‬ويأتي‭ ‬تعليق‭ ‬التحقيق‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬على‭ ‬تسريب‭ ‬رسالة‭ ‬شفهية‭ ‬نقلتها‭ ‬إعلامية‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬مسؤول‭ ‬في‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬كان‭ ‬يتواجد‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬العدل‭ ‬إلى‭ ‬القاضي‭ ‬بيطار‭ ‬تتضمن‭ ‬امتعاض‭ ‬الحزب‭  ‬من‭ ‬مسار‭ ‬التحقيق‭ ‬وتهديده‭ ‬بإزاحته‭. ‬خلال‭ ‬التظاهرة،‭ ‬قال‭ ‬وليام‭ ‬نون،‭ ‬شقيق‭ ‬أحد‭ ‬ضحايا‭ ‬فوج‭ ‬الإطفاء‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يحاول‭ ‬إخماد‭ ‬حريق‭ ‬سبق‭ ‬الانفجار،‭ ‬لصحافيين‭ ‬‮«‬نحن‭ ‬نطالب‭ ‬بالحقيقة‭.. ‬ممنوع‭ ‬أن‭ ‬يتهدد‭ ‬القاضي‭ ‬داخل‭ ‬العدلية‮»‬‭. ‬

مشاركة :