دمشق 29 سبتمبر 2021 (شينخوا) أعيد يوم الأربعاء فتح المعبر الحدودي السوري-الأردني الرسمي نصيب- جابر بمحافظة درعا جنوب سوريا بعد أشهر من إغلاقه نتيجة تفشي جائحة "كوفيد-19"، والوضع الأمني في محافظة درعا وسط جهود من كلا البلدين لإعادة العلاقات الطبيعية وتعزيز التعاون الاقتصادي. وبحسب وكالة الأنباء السورية ((سانا))، فإن إعادة فتح المعبر يهدف إلى تنشيط حركة التجارة والسياحة بين البلدين من خلال المعبر الحيوي والوحيد بين البلدين. ونقلت الوكالة عن مازن غندور، مدير مركز الهجرة في معبر نصيب، قوله إن المعبر، الذي أعيد فتحه في الأصل بعد سيطرة الجيش السوري على محافظة درعا في 2018، أُغلق في مارس 2020 نتيجة تفشي جائحة كوفيد-19. وبعد خمسة أشهر، أعيد فتح المعبر أمام حركات ترانزيت محدودة قبل اتخاذ قرار فتحه بالكامل أخيرا أمام أنشطة التجارة والسياحة. وقال غندور إن قرار إعادة فتح المعبر اتخذ في أغسطس الماضي، لكن بسبب الوضع الأمني الذي كان سائدا في درعا آنذاك، تم تأجيله حتى سبتمبر. وتشهد درعا تصعيدا في التوتر بين الجيش السوري والمسلحين المحليين منذ أكثر من ثلاثة أشهر. وفي الآونة الأخيرة، تم إجلاء عدد من المسلحين الرافضين لتسليم سلاحهم للجيش السوري إلى مناطق سيطرة المعارضة في شمال سوريا في حين قبل عدد منهم المصالحة مع الحكومة بموجب اتفاق بوساطة روسية. ويأتي إعادة فتح المعبر في وقت تسلط فيه الأضواء على العلاقات السورية-الأردنية وسط جهود من الجانبين لإعادة العلاقات وتطبيعها، خاصة العلاقات الاقتصادية. وبالتزامن مع افتتاح المعبر البري، اتفقت الأردن وسوريا أيضا على استئناف رحلات الخطوط الجوية الملكية الأردنية بين عمان ودمشق اعتبارا من 3 أكتوبر القادم. وردا على ذلك، رحبت وزارة الخارجية الأمريكية، في إيجاز صحفي يوم الثلاثاء، بإعلان الأردن استئناف الرحلات الجوية التجارية مع سوريا. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية غالينا بورتر إن الولايات المتحدة ترحب بذلك فيما يتعلق بالتجارة. وفي 19 سبتمبر، زار وزير الدفاع السوري ورئيس الأركان علي أيوب الأردن واجتمع مع قائد الجيش الأردني الفريق يوسف الحنيطي لبحث الاستقرار على الحدود السورية-الأردنية. وكانت الزيارة هي الأولى من نوعها منذ بدء الحرب السورية قبل أكثر من 10 سنوات، وشكلت تحولا في مسار العلاقات بين البلدين. وجاءت زيارة المسؤول السوري إلى عمان بعد أيام فقط من موافقة سوريا على خطة تدعمها الولايات المتحدة للسماح للغاز المصري بالمرور من الأردن إلى سوريا ولبنان لتخفيف أزمة الطاقة في لبنان. بدوره، أعلن وزير النفط السوري بسام طعمة في 11 سبتمبر الجاري أن بلاده ستأخذ كمية معينة من الغاز المصري في إطار اتفاق لتسهيل تدفق الغاز من مصر إلى لبنان عبر سوريا. وسيتم ضخ الغاز عبر خط أنابيب الغاز العربي، وهو خط أنابيب لتصدير الغاز عبر المنطقة بطول 1200 كيلومتر تم بناؤه لنقل الغاز الطبيعي من مصر إلى الأردن وسوريا ولبنان. كما تم مؤخرا التوصل إلى اتفاق أردني-سوري لإعادة تفعيل الاتفاقية الموقعة بين البلدين عام 1987 لتعظيم الاستفادة من مياه حوض اليرموك في محافظة درعا بالقرب من الأراضي الأردنية. علاوة على ذلك، زار وزراء الموارد المائية والزراعة والكهرباء والاقتصاد السوريون الأردن يوم الاثنين الماضي وعقدوا اجتماعات مع نظرائهم الأردنيين لبحث المبادرات التعاونية الآن مع إعادة فتح معبر جابر-نصيب. ويشار إلى أن المعبر الحدودي بين البلدين أغلق عام 2015 عندما سيطر المسلحون على منطقة نصيب ومعبر ريف درعا جنوبي سوريا. وقبل الأزمة، كان معبر نصيب هو أكثر المعابر الحدودية ازدحاما في سوريا حيث يقع على طريق دمشق-عمان الدولي السريع. كما يعتبر المعبر من أهم المعابر البرية في منطقة الشرق الأوسط، حيث كان المعبر الرئيسي للصادرات السورية إلى الأردن ودول الخليج. وسيستفيد لبنان من إعادة فتح معبر نصيب لأن الدولة المتوسطية لها معابر مع سوريا فقط ومن خلال نصيب يمكنها القيام بأعمال تجارية مع الأسواق العربية. كما أن المعبر مهم أيضا للأردن الذي يعاني من مشاكل اقتصادية لأنه يسهل تصدير البضائع الأردنية إلى تركيا ولبنان وأوروبا، بينما تدخل الواردات من تلك الدول وكذلك سوريا إلى الأردن من خلاله.
مشاركة :