كير ستارمر أمام تحدي إقناع حزب العمال البريطاني بإعادة انتخابه | | صحيفة العرب

  • 9/30/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يجد كير ستارمر نفسه أمام مهمة صعبة لإقناع أعضاء حزب العمال البريطاني بأن لديه القدرات الكافية لانتزاع السلطة من بوريس جونسون والتغلب على الانقسامات التي تمزق هذا التشكيل المعارض خلال مؤتمره المنعقد في برايتون. وهذه هي المرة الأولى منذ توليه رئاسة الحزب في أبريل 2020 التي يخاطب فيها ستارمر أعضاء حزبه في المنتجع الساحلي بجنوب إنجلترا بعد أن حالت الجائحة دون ذلك. ويُنتظر أن يوضح المحامي السابق البالغ من العمر 59 عاما رؤيته للمملكة المتحدة في خطاب ختامي مُرتقب يأمل من خلاله إسكات منتقديه الذين يتهمونه بضعف التواصل وعدم القدرة على وضع حد لسلسلة من الهزائم الانتخابية. ويهدف ستارمر في انتخابات 2024 التشريعية إلى انتزاع السلطة من المحافظين بقيادة جونسون الذين مازالوا مستفيدين من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ولتحقيق ذلك، عليه أن يجعل حزب العمل “ركيزة” تتطلع إليها البلاد. ووفق مقتطف من خطابه الذي يؤكد فيه خطه الوسطي، يقول ستارمر “في كثير من الأحيان في تاريخ هذا الحزب، كان حلمنا في بناء مجتمع جيد يصطدم بالاعتقاد بأننا لن ندير اقتصادا قويا. تحت قيادتي، نحن ملتزمون بتحقيق كل منهما”. وقال لشبكة سكاي نيوز “أريد أن يركز حزبنا على بلدنا، على ما يهم الأسر العاملة” مثل التعليم والأمن الوظيفي ونظام صحي ناجح. وبعد أكثر من عشر سنوات من حكم المحافظين وعام ونصف العام من وباء خلف أكثر من 136 ألف وفاة، يمكن أن تكون أمام ستارمر فرصة كبيرة خاصة وأن الحكومة غارقة في أزمة الوقود ومشكلة إمدادات المتاجر الكبرى التي تفاقمت بسبب بريكست. لكن هذا المؤتمر الذي قدم على أنه يمثل فرصة سانحة لزعيم المعارضة ليؤكد نفسه ويوحد صفوف حزبه، أبرز منذ افتتاحه السبت الصراعات الداخلية التي تعصف به. فالعلاقة متأزمة مع الجناح اليساري للحزب الذي مازال وفيا لسلفه جيريمي كوربين. فهذا الجناح يتعارض مع ستارمر الأكثر اعتدالا لاسيما بسبب إصلاحه لإجراءات اختيار زعيم الحزب أو التراجع عن التزامه بتأميم عمالقة الطاقة. وبلغت هذه التوترات ذروتها الاثنين مع استقالة عضو “حكومة الظل” آندي ماكدونالد بحجة الخلاف على مستوى الحد الأدنى للأجور، لكن حلفاء ستارمر استنكروا ذلك واعتبروه محاولة “تخريب”. وقال ماكدونالد إن “حركتنا منقسمة أكثر من أي وقت مضى”. وبرحيله سيتراجع إلى المستوى الثاني وعد الحزب باستثمار العشرات من المليارات لصالح المناخ. وحتى قادة الحزب يعبرون عن الخوف من تفويت ستارمر فرصة ذهبية لمهاجمة حكومة جونسون على الرغم من أنه شجب “الفوضى” التي غرقت فيها البلاد بسبب “النقص التام في الاستعداد” لدى الحكومة حيال أزمة توزيع الوقود. فقد حذر جون ماكدونيل، أحد المقربين من كوربين، عبر إذاعة تايمز راديو من أنه “إذا أبلى كير الأربعاء بلاء حسنا، فسيتمكن من رفع معنويات الجميع والمضي قدما. وإلا، وإذا لم نتقدم في استطلاعات الرأي، فإن كير ذكي بما يكفي لتقييم مستقبله”. وفي الأساس، لم تكن طريق توليه منصب زعيم حزب العمل مفروشة بالورود. فقد ورث خلال أول إغلاق في بريطانيا حزبا مترددا حيال بريكست ومكانته السياسية وغارقا في اتهامات بمعاداة السامية المزمنة وينوء تحت ثقل هزيمته في انتخابات 2019 التشريعية عندما سجل أسوأ نتيجة له في خلال 85 عاما والرابعة على التوالي. وأوضح ستيفن فيلدنغ أستاذ العلوم السياسية في جامعة نوتنغهام، لوسائل إعلامية “في الأساس، عليه أن يقول للناس ما هي أهمية وجود حزب للعمال بالنسبة إلى المملكة المتحدة في عام 2021” من خلال إيجاد “الكلمات” الصحيحة. وخلص بالقول “إنها ليست مهمة سهلة، خاصة وأن حزبه مازال يجرجر وراءه الكثير من المشكلات”.

مشاركة :